7 - جهاده:
لقد كان ابن المبارك يقضي جل أوقاته في الجهاد في سبيل الله، وكان يقاتل ويبلي بلاء حسنا، فإذا جاء وقت القسمة غاب، فقيل، له في ذلك، فقال: يعرفني الذي أقاتل له (1).
وعن عبدة بن سليمان قال: كنافي سرية مع عبد الله بن المبارك في بلاد الروم، فصادفنا العدو، فلما التقى الصفان خرج رجل من العدو، فدعا إلى البراز، فخرج إليه رجل فقتله. ثم آخر فقتله، ثم آخر فقتله. ثم دعا إلى البراز، فخرج إليه رجل، فطارده ساعة فطعنه فقتله، فازدحم إليه الناس، فكنت فيمن ازدحم إليه، فإذا هو يلهم وجهه بكمه، فأخذت بطرف كمه فمددته، فإذا هو عبد الله بن المبارك. فقال: وأنت يا أبا عمرو ممن يشنع علينا (2).
وقد كان رحمه الله يدعو إلى الجهاد ويحث الناس عليه لنصرة الدين وتخليص من وقع في الأسر من المسلمين.
قال حبان بن موسى: * سمعت ابن المبارك ينشد:
كيف القرار وكيف يهدأ مسلم * والمسلمات مع العدو المعتدي الضاربات خدود هن برنة * الداعيات نبيهن محمد القائلات إذا خشين فضيحة * جهد المقالة ليتنا لم نولد ما تستطيع وما لها من حيلة * إلا التستر م أخيها اليد (3)