الديباج على مسلم - جلال الدين السيوطي - ج ١ - الصفحة ٤٥
هاتان النعلان يا أبا هريرة فقلت هاتان نعلا رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثني بهما من لقيت يشهد ألا أله ألا الله مستيقنا بها قلنه بشرته بالجنة فضرب عمر بيده بين ثديي فخررت لاستي فقال ارجع يا أبا هريرة فرجعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأجهشت بكاء وركبني عمر فإذا هو على أثرى فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم (مالك يا أبا هريرة قلت لقيت عمر فأخبرته بالذي بعثتني به فضرب بين ثديي ضربه خررت لاستي قال: ارجع فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم (يا عمر! ما حملك على ما فعلت؟) قال: يا رسول الله!
بأبى أنت وأمي أبعثت أبا هريرة بنعليك من لقى يشهد أن لا إله إلا الله مستيقنا بها قلبه بشره بالجنة؟ قال (نعم) قال: فلا تفعل فإني أخشى أن يتكل الناس عليها فخلهم يعملون قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (فخلهم) أبو كثير بالمثلثة أي يزيد بن عبد الرحمن بن أذينة ويقال غفيلة بالغين المعجمة والفاء قعودا حول يقال قعدنا حوله وحواليه وحواله بفتح اللام في جميعها أي على جوانبه معنا بفتح العين أفصح من سكونها أن يقتطع دوننا أي يصاب بمكروه وفزعنا قال عياض الفزع يكون بمعنى الروع وبمعنى الهيوب للشئ والاهتمام به وبمعنى الإغاثة قال والثلاثة صحيحة هنا أي ذعرنا لاحتباسه عنا بدليل
(٤٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 ... » »»