عمدة القاري - العيني - ج ٢٥ - الصفحة ٥٧
المؤمنين، يعني: ادفني في مقبرة البقيع معهن. قوله: في البيت أراد حجرتها التي دفن فيها النبي وصاحباه. قوله: أن أزكى على صيغة المجهول من التزكية، المعنى أنها كرهت أن يظن أنها أفضل الصحابة بعد النبي وصاحبيه حيث جعلت نفسها ثالثة الضجيعين.
قوله: مع صاحبي أراد بهما رسول الله وأبا بكر، رضي الله تعالى عنه. قوله: إي والله بكسر الهمزة وسكون الياء وهو حرف جواب بمعنى نعم، ولا يقع إلا بعد القسم. قوله: من الصحابة فيه حذف تقديره: إذا أرسل إليها أحد من الصحابة يسألها أن يدفن معهم. قوله: قالت جواب الشرط. قوله: لا أؤثرهم بالثاء المثلثة يقال: آثر كذا بكذا أي اتبعه إياه أي لا أتبعهم بدفن آخر عندهم. وقال صاحب المطالع هو من باب القلب أي: لا أوثر بهم أحدا، ويحتمل أن يكون لا أثيرهم بأحد، أي: لا أنبشهم لدفن أحد، والباء بمعنى اللام واستشكله ابن التين بقول عائشة في قصة عمر، رضي الله تعالى عنه: لأوثرنه على نفسي، ثم أجاب باحتمال أن يكون الذي آثرت عمر به المكان الذي دفن فيه من وراء قبر أبيها بقرب النبي وذلك لا ينفي وجود مكان آخر في الحجرة، وذكر ابن سعد من طرق: أن الحسن بن علي، رضي الله تعالى عنهما، أوصى أخاه أن يدفنه عندهم إن لم تقع بذلك فتنة، فصده عن ذلك بنو أمية فدفن بالبقيع.
وأخرجه الترمذي من حديث عبد الله بن سلام، وقال: مكتوب في التوراة صفة محمد وعيسى، عليهما السلام، يدفن معه. قال أبو داود أحد رواته: وبقي في البيت موضع قبر، وفي رواية الطبراني يدفن عيسى مع رسول الله، وأبي بكر وعمر، رضي الله تعالى عنهما، فيكون قبرا رابعا.
7329 حدثنا أيوب بن سليمان، حدثنا أبو بكر بن أبي أويس، عن سليمان بن بلال، عن صالح بن كيسان قال ابن شهاب: أخبرني أنس بن مالك أن رسول الله كان يصلي العصر فيأتي العوالي والشمس مرتفعة.
وزاد الليث عن يونس: وبعد العوالي أربعة أميال، أو ثلاثة.
مطابقته للترجمة يمكن أن تؤخذ من قوله: فيأتي العوالي لأن إتيانه إلى العوالي يدل على أن العوالي من جملة مشاهده في المدينة.
وأيوب بن سليمان بن بلال، وأبو بكر بن أبي أويس اسمه عبد الحميد، وأبو أويس اسمه عبد الله الأصبحي الأعشى المديني، والحديث من أفراده.
قوله: والشمس الواو فيه للحال.
قوله: وزاد الليث أي زاد الليث في روايته عن يونس بن يزيد عن ابن شهاب عن أنس، ووصل هذه الزيادة البيهقي من طريق عبد الله بن صالح كاتب الليث: حدثني الليث عن يونس أخبرني ابن شهاب عن أنس فذكر الحديث بتمامه، وزاد في آخره: وبعد العوالي من المدينة أربعة أميال. قوله: أو ثلاثة شك من الراوي أي: أو ثلاثة أميال، والعوالي جمع عالية وهي مواضع مرتفعة على غيرها قرب المدينة، وذكر هنا بعدها من المدينة أربعة أميال، وقيل: ثلاثة، والأميال جمع ميل وهو ثلث الفرسخ، وقيل: هو مد البصر.
7330 حدثنا عمرو بن زرارة، حدثنا القاسم بن مالك، عن الجعيد سمعت السائب بن يزيد يقول: كان الصاع على عهد النبي مدا وثلثا بمدكم اليوم وقد زيد فيه انظر الحديث 1859 وطرفه لم يذكر أحد هنا وجه المطابقة بين الحديث والترجمة أصلا، ويمكن أن يكون الصاع النبوي داخلا في قوله: وما اجتمع عليه الحرمان، لأن الصاع النبوي كان مما اجتمع عليه أهل الحرمين في أيام النبي، وهو أنه كان مدا وثلث مد، وقد زيد بعده، صلى الله تعالى عليه وسلم، في زمن عمر بن عبد العزيز، رضي الله تعالى عنه، مد وثلث وهو معنى قوله: وقد زيد فيه وهي جملة حالية.
وشيخ البخاري عمرو بالفتح ابن زرارة بضم الزاي وفتح الراءين بينهما ألف، والقاسم بن مالك أبو جعفر المزني الكوفي، والجعيد بضم الجيم وفتح العين المهملة مصغر جعد وقد يستعمل مكبرا، وهو ابن
(٥٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 ... » »»