الحنظلي، ثم أحد بني مشاجع، وبين عيينة بن بدر الفزاري، وبين علقمة بن علاثة العامري ثم أحد بني كلاب، وبين زيد الخيل الطائي، ثم أحد بني نبهان، فتغضبت قريش والأنصار فقالوا: يعطيه صناديد أهل نجد ويدعنا؟ قال: إنما أتألفهم فأقبل رجل غائر العينين ناتىء الجبين كث اللحية مشرف الوجنتين محلوق الرأس فقال: يا محمد اتق الله. فقال النبي فمن يطيع الله إذا عصيته؟ فيأمني على أهل الأرض ولا تأمنوني؟ فسأل رجل من القوم قتله أراه خالد بن الوليد فمنعه النبي فلما ولى قال النبي إن من ضئضيء هاذا قوما يقرأون القرآن لا يجاوز حناجرهم، يمرقون من الإسلام مروق السهم من الرمية، يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان، لئن أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد ا لا مطابقة بينه وبين الترجمة بحسب الظاهر، وقد تكلف بعضهم في توجيه المطابقة فقال ما حاصله: إن في الرواية التي في المغازي: وأنا أمين من في السماء، ما يدل عليها، وهو أن معنى قوله: من في السماء: على العرش في السماء، وفيه تعسف، وكذلك تكلف فيه الكرماني حيث قال ما ملخصه: أن يقال دل عليها لازم. قوله:
لا يجاوز حناجرهم أي: لا يصعد إلى السماء، وفيه جر ثقيل.
ثم إنه أخرج هذا الحديث من طريقين. أحدهما: عن قبيصة بن عقبة عن سفيان الثوري عن أبيه سعيد بن مسروق عن عبد الرحمن بن أبي نعم بضم النون وسكون العين المهملة أو أبي نعم أبي الحكم عن أبي سعيد الخدري واسمه سعد بن مالك بن سنان. والثاني: عن إسحاق بن نصر وهو إسحاق بن إبراهيم بن نصر البخاري السعدي كان ينزل بالمدينة بباب سعد فالبخاري يروي عنه تارة بنسبته إلى جده وتارة بنسبته إلى أبيه وهو يروي عن عبد الرزاق بن همام الصنعاني اليماني عن سفيان الثوري... إلى آخره. وقد مضى هذا الحديث في أحاديث الأنبياء في: باب قول الله عز وجل: * (وأما عاد فأهلكوا بريح صرصر عاتية) * حيث قال: قال ابن كثير: عن سفيان عن أبيه إلى آخره... ومضى أيضا في المغازي في: باب بعث علي، رضي الله تعالى عنه، عن قتيبة عن عبد الواحد عن عمارة بن القعقاع بن شبرمة عن عبد الرحمن بن أبي نعم قال: سمعت أبا سعيد الخدري.... إلى آخره، ومضى أيضا في تفسير سورة براءة في: باب قوله: والمؤلفة قلوبهم، عن محمد بن كثير عن سفيان عن أبيه مختصرا، ومضى الكلام فيه مرارا، ولنذكر بعض شيء لبعد المسافة.
قوله: شك قبيصة يعني في قوله: ابن أبي نعم أو أبي نعم هكذا قاله بعضهم، والذي يفهم من كلام الكرماني أن شكه في ابن أبي نعم، وقد مضى في أحاديث الأنبياء بلا شك: عن ابن أبي نعم، بضم النون وسكون العين المهملة. قوله: بعث على صيغة المجهول. قوله: بذهيبة مصغر ذهبة وقد يؤنث الذهب في بعض اللغات. قوله: في تربتها أي مستقرة فيها والتأنيث على نية قطعة من الذهب، وفي الصحاح الذهب معروف وربما أنث والقطعة منه ذهبة، فأراد بالتربة تبر الذهب ولا يصير ذهبا خالصا إلا بعد السبك.
بعث علي أي: علي بن أبي طالب، وهذا يفسر قوله أولا: بعث إلى النبي، بذهيبة. قوله: وهو باليمن أي: والحال أن علي بن أبي طالب، رضي الله تعالى عنه، باليمن وهو رواية الكشميهني، وفي رواية غيره: في اليمن. قوله: بين الأقرع هؤلاء أربعة أنفس من المؤلفة قلوبهم الذين يعطون من الزكاة أحدهم: الأقرع بن حابس الحنظلي نسبة إلى حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم. قوله: بني مجاشع بضم الميم وبالجيم وبالشين المعجمة المكسورة وبالعين المهملة ابن دارم بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم، الثاني: عيينة مصغر عين ابن بدر نسب إلى جد أبيه وهو عيينة بن حصن بن حذيفة بن بدر بن عمرو بن لوذان بن ثعلبة بن عدي بن فزارة الفزاري بفتح الفاء ونسبته إلى فزارة بن ذيبان بن بغيض بن ريث بن غطفان. والثالث: علقمة بن علاثة بضم العين المهملة وتخفيف اللام وبالثاء المثلثة ابن عوف بن الأحوص بن جعفر بن كلاب، وهو معنى قوله: قوله: العامري نسبة إلى عامر بن عوف