عمدة القاري - العيني - ج ٢٥ - الصفحة ١٣١
ا نوحا أول نبي بعثه الله تعالى إلى أهل الأرض، فيأتون نوحا فيقول: لست هناكم ويذكر خطيئته التي أصاب: سؤاله ربه بغير علم ولكن ائتوا إبراهيم خليل الرحمان، قال: فيأتون إبراهيم فيقول: إني لست هناكم ويذكر ثلاث كلمات كذبهن ولكن ائتوا موسى عبدا آتاه الله التوراة وكلمه وقربه نجيا، فيأتون موسى، فيقول: إني لست هناكم ويذكر لهم خطيئته التي أصاب: قتله النفس ولكن ائتوا عيسى عبد الله ورسوله وروح الله وكلمته، قال: فيأتون عيسى فيقول: لست هناكم ولكن ائتوا محمدا عبدا غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر. فيأتوني فأنطلق فأستأذن على ربي في داره فيؤذن لي عليه، فإذا رأيته وقعت له ساجدا، فيدعني ما شاء الله أن يدعني، فيقول: ارفع محمد، وقل يسمع واشفع تشفع وسل تعطه. قال: فأرفع رأسي فأثني على ربي بثناء وتحميد يعلمنيه، ثم أشفع فيحد لي حدا، فأخرج فأدخلهم الجنة قال قتادة: وسمعته أيضا يقول: فأخرج فأخرجهم من النار وأدخلهم الجنة ثم أعود فأستأذن على ربي في داره فيؤذن لي عليه، فإذا رأيته وقعت ساجدا فيدعني ما شاء الله أن يدعني، ثم يقول: ارفع محمد وقل يسمع واشفع تشفع وسل تعط، قال: فأرفع رأسي فأثني على ربي بثناء وتحميد يعلمنيه، قال: ثم أشفع فيحد لي حدا فأخرج فأدخلهم الجنة قال قتادة: وسمعته يقول: فأخرج فأخرجهم من النار وأدخلهم الجنة ثم أعود الثالثة فأستأذن على ربي في داره فيؤذن لي عليه، فإذا رأيته وقعت ساجدا فيدعني ما شاء الله أن يدعني ثم يقول: ارفع محمد وقل يسمع واشفع تشفع وسل تعطه، قال: فأرفع رأسي فأثني على ربي بثناء وتحميد يعلمنيه، قال: ثم أشفع فيحد لي حدا فأخرج فأدخلهم الجنة قال قتادة: وقد سمعته يقول: فأخرج فأخرجهم من النار وأدخلهم الجنة حتى ما يبقاى في النار إلا من حبسه القرآن أي: وجب عليه الخلود قال: ثم تلا هاذه الآية * (ومن اليل فتهجد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا) * قال: وهذا المقام المحمود الذي وعده نبيكم ا حجاج بن منهال أحد مشايخ البخاري: ولم يقل: حدثنا، لأنه إما أنه سمعه منه مذاكرة لا تحميلا، وإما أنه كان عرضا ومناولة، وهكذا وقع عند جميع الرواة إلا في رواية أبي زيد المروزي عن الفربري، فقال فيها: حدثنا حجاج، وكلهم ساقوا الحديث كله إلا النسفي فساق منه إلى قوله: خلقك الله بيده ثم قال: فذكر الحديث... ووقع لأبي ذر عن الحموي نحوه، لكن قال: وذكر هذا الحديث بطوله بعد قوله: حتى يهموا بذلك ونحوه للكشميهني.
والحديث أخرجه مسلم في الإيمان عن أبي كامل وهمام بتشديد الميم ابن يحيى بن دينار المحلي أبي عبد الله البصري، وقد مضى أكثر شرحه.
قوله: حتى يهموا من الوهم ويروى بتشديد الميم من: الهم، بمعنى القصد والحزن معروفا ومجهولا، وفي صحيح مسلم يهتموا أي: يعتنوا بسؤال الشفاعة وإزالة الكرب عنهم. قوله: لو استشفعنا جواب: لو، محذوف أو هو للتمني. قوله: فيريحنا بضم الياء من الإراحة. قوله: لست أهلا لذلك وليس لي هذه المنزلة. قوله: التي أصاب أي: التي أصابها. قوله: أكله منصوب بأنه بدل من الخطيئة، أو بيان لها أو بفعل مقدر نحو: يعني أكله، ويروى:
(١٣١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 ... » »»