عمدة القاري - العيني - ج ٢٣ - الصفحة ١٩١
مطابقته للترجمة من حيث إن فيه ترك القعدة الأولى ناسيا. فيدخل في الباب من هذه الحيثية. واسم ابن أبي ذئب محمد بن عبد الرحمن بن الحارث بن أبي ذئب واسمه هشام بن سعد، والأعرج عبد الرحمن بن هرمز، وعبد الله بن بحينة بضم الباء الموحدة وفتح الحاء المهملة وسكون الياء آخر الحروف وبالنون وهو اسم أمه وأبوه مالك الهاشمي.
والحديث تقدم في أبواب سجود السهود في آخر كتاب الصلاة، ومضى الكلام فيه هناك.
1766 حدثني إسحاق بن إبراهيم سمع عبد العزيز بن عبد الصمد حدثنا منصور عن إبراهيم عن علقمة عن ابن مسعود رضي الله عنه، أن نبي الله صلى الله عليه وسلم صلى بهم صلاة الظهر فزاد، أو نقص منها، قال منصور: لا أدري إبراهيم وهم أم علقمة، قال: قيل: يا رسول الله أقصرت الصلاة أم نسيت؟ قال: (وما ذاك؟) قالوا: صليت كذا وكذا، قال: فسجد بهم سجدتين، ثم قال: (هاتان السجدتان لمن لا يدري زاد في صلاته أم نقص، فيتحرى الصواب فيتم ما بقي ثم يسجد سجدتين).
مطابقته للترجمة تؤخذ من قوله: (أم نسيت) ولكن بالتعسف، والأحسن أن يقال: ذكر هذا الحديث بطريق الاستطراد للحديث السابق.
وإسحاق بن إبراهيم هو ابن راهويه.
قوله: (سمع عبد العزيز) تقديره أنه سمع عبد العزيز، وعادتهم أنهم يسقطون مثل هذا في الخط في بعض الأحيان، وعبد العزيز هو ابن عبد الصمد العمي بفتح العين المهملة وتشديد الميم البصري.
قلت: العمي نوعان: الأول: منسوب إلى قبيلة عم من بني تيم وفيهم كثرة. والثاني: لقب زيد بن الحواري لقب به لأنه كلما كان يسأل عن شيء قال: حتى أسأل عمي. وأما عبد العزيز المذكور فالظاهر أنه منسوب إلى عم القبيلة، وقد ذكر ابن ماكولا جماعة ينسبون إلى عم، ومنصور هو ابن المعتمر، وإبراهيم هو النخعي، وعلقمة هو ابن قيس.
والحديث قد مضى في الصلاة في: باب التوجه نحو القبلة عن عثمان عن جرير عن منصور عن إبراهيم عن علقمة، قال: قال عبد الله: صلى النبي صلى الله عليه وسلم...
قوله: (فزاد أو نقص) شك من الراوي. قوله: (قال منصور: لا أدري إبراهيم وهم) أي: في الزيادة والنقصان قوله: (أم علقمة) أي: أو وهم علقمة، وهو بفتح الهاء. قال الجوهري: ووهمت في الحساب أوهم أي: غلطت وسهوت، وهمت في الشيء بالفتح أوهم وهما إذا ذهب وهمك إليه وأنت تريد غيره. وقال الكرماني: فإن قلت: لفظ أقصرت صريح في أنه نقص.
قلت: هذا خلط من الراوي وجمع بين الحديثين، وقد فرق بينهما على الصواب في كتاب الصلاة قال في: باب استقبال القبلة: عن منصور عن إبرايهم عن علقمة عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال إبراهيم: لا أدري زاد أو نقص، فلما سلم قيل له يا رسول الله أحدث في الصلاة شيء؟ قال: وما ذاك؟ قالوا: صليت كذا... إلى آخره. وقال في: باب سجود السهو، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم انصرف من اثنتين، فقال له ذو اليدين: أقصرت الصلاة أم نسيت؟ ويحتمل أن يجاب بأن المراد من القصر لازمه وهو التغير، فكأنه قال: أغيرت الصلاة عن وضعها؟ انتهى.
قلت: في رواية جرير عن منصور قال: قال إبراهيم: لا أدري أزاد أو نقص. فجزم بأن إبراهيم هو الذي تردد، وهذا يدل على أن منصورا حين حدثت عبد العزيز كان مترددا هل علقمة قال ذلك أو إبراهيم؟ وحين حدت جريرا كان جازما بإبراهيم. قوله: (يتحرى) أي: يجتهد في تحقيق الحق بأن يأخذ بالأقل له.
2766 حدثنا الحميدي حدثنا سفيان حدثنا عمرو بن دينار أخبرني سعيد بن جبير قال: قلت ل ابن عباس: فقال: حدثنا أبي بن كعب أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا تؤاخذني بما نسيت ولا ترهقني من أمرى عسرا) قال: كانت الأولى من موسى عليه السلام نسيانا.
(١٩١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 186 187 188 189 190 191 192 193 194 195 196 ... » »»