عمدة القاري - العيني - ج ٢٣ - الصفحة ١٩٠
8666 حدثنا فروة بن أبي المغراء حدثنا علي بن مسهر عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها، قالت: هزم المشركون يوم أحد هزيمة تعرف فيهم، فصرخ إبليس: أي عباد الله أخراكم، فرجعت أولاهم فاجتلدت هي وأخراهم، فنظر حذيفة بن اليمان فإذا هو بأبيه فقال: أبي أبي. قالت: فوالله ما انحجزوا حتى قتلوه، فقال حذيفة: غفر الله لكم. قال عروة: فوالله ما زالت في حذيفة منها بقية حتى لقي الله.
مطابقته للترجمة من حيث أن النبي صلى الله عليه وسلم لم ينكر على الذين قتلوا والد حذيفة لجهلهم، فجعل الجهل هنا كالنسيان، فبهذا الوجه دخل الحديث في الباب مع أن فيه اليمين، وهو قول حذيفة: (فوالله ما انحجزوا).
وفروة بفتح الفاء وسكون الراء وبالواو ابن أبي المغراء بفتح الميم وسكون الغين المعجمة وبالراء وبالمد أبو القاسم الكندي الكوفي، وعلي بن مسهر على وزن اسم الفاعل من الإسهار بالسين المهملة أبو الحسن القرشي الكوفي، تولى قضاء نواحي الموصل مات سنة تسع وثمانين ومائة.
والحديث مضى في آخر المناقب في: باب ذكر حذيفة بن اليمان، وفي غزوة أحد.
قوله: (هزم) على صيغة المجهول من الماضي، وكذلك قوله: (تعرف) على صيغة المجهول. قوله: (أي عباد الله)، أي: يا عباد الله. قوله: (أخراكم) قال الكرماني: أي: يا عباد الله إحذروا الذين من ورائكم واقتلوهم، والخطاب للمسلمين، أراد إبليس تثبيطهم ليقاتل المسلمون بعضهم بعضا، فرجعت الطائفة المتقدمة قاصدين لقتال الأخرى ظانين أنهم من المشركين، فتجالد الطائفتان. ويحتمل أن يكون الخطاب للكافرين. قوله: (أبي أبي)، وقع مكررا يعني: يا قومي هذا أبي لا تقتلوه، فقتلوه ظانين أنه من المشركين. قوله: (ما انحجزوا) بالزاي أي: ما امتنعوا وما انفكوا حتى قتلوه، يقال: حجزه حجزا إذا منعه. قوله: (منها) أي: من قتله أبيه. قوله: (بقية) مرفوع بقوله: قوله: (ما زالت). قال الكرماني: أي بقية حزن وتحسر من قتل أبيه بذلك الوجه.
قلت: هكذا فسره الكرماني، على أن لفظ: بقية، مرفوعة وهي رواية الكشميهني، وفي رواية غيره: بقية خير، بالإضافة أي: استمر الخير فيه. وقال بعضهم: وهم الكرماني في تفسيره والصواب من المراد أنه حصل له خير بقوله للمسلمين الذين قتلوا أباه خطأ بقوله: عفا الله عنكم، واستمر ذلك الخير فيه.
قلت: نسبة الكرماني إلى الوهم وهم، لأن الكرماني إنما فسره على رواية الكشميهني على ما ذكرناه، والأقرب فيها ما فسره لأنه تحسر غاية التحسر على قتل أبيه على يد المسلمين على ما لا يخفى.
9666 حدثني يوسف بن موسى ا حدثنا أبو أسامة قال: حدثني عوف عن خلاس ومحمد عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (من أكل ناسيا وهو صائم فليتم صومه، فإنما أطعمه الله وسقاه). (انظر الحديث 3391).
مطابقته للترجمة في قوله: (ناسيا) بمجرد ذكره من غير قيد بشيء من اليمين أو غيرها.
يوسف بن موسى بن راشد القطان الكوفي، سكن بغداد، وأبو أسامة حماد بن أسامة، وعوف بفتح العين المهملة وسكون الواو وبالفاء وهو المشهور بالأعرابي، وخلاس بكسر الخاء المعجمة وتخفيف اللام وبالسين المهملة ابن عمرو الهجري، ومحمد هو ابن سيرين وهو عطف على خلاس.
والحديث قد مضى في كتاب الصوم في: باب الصائم إذا أكل أو شرب.
0766 حدثنا آدم بن أبي إياس حدثنا ابن أبي ذئب عن الزهري عن الأعرج عن عبد الله بن بحينة، قال: صلى بنا النبي صلى الله عليه وسلم فقام في الركعتين الأوليين قبل أن يجلس، فمضى في صلاته، فلما قضي صلاته انتظر الناس تسليمه فكبر وسجد قبل أن يسلم، ثم رفع رأسه ثم كبر وسجد، ثم رفع رأسه وسلم.
(١٩٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 185 186 187 188 189 190 191 192 193 194 195 ... » »»