عمدة القاري - العيني - ج ١٩ - الصفحة ٨
للمتوسمين للناظرين أشار به إلى قوله تعالى: * (إن في ذلك لآيات للمتوسمين) * (الحجر: 57) وفسر المتوسمين بقوله: (للناظرين)، ويقال: للمتفرسين المتأملين، وقال الزمخشري: حقيقة المتوسمين النظار المتثبتون في نظرهم حتى يعرفوا حقيقة سمة الشيء، وقال قتادة: معناه للمعتبرين، وقال مقاتل: للمتفكرين.
سكرت غشيت أشار به إلى قوله تعالى: * (إنما سكرت أبصارنا بل نحن قوم مسحورون) * (الحجر: 51) وفسر: (سكرت)، بقوله: (غشيت)، وكذا فسره أبو عبيدة، وقال أبو عمرو: وهو مأخوذ من السكر في الشراب، وعن ابن عباس: سكرت أخذت، وعن الحسن: سكرت، وعن الكلبي: أغشيت وأغميت، وقيل: حبست ومنعت من النظر.
بروجا منازل للشمس والقمر أشار به إلى قوله تعالى: * (ولقد جعلنا في السماء بروجا وزيناها للناظرين) * (الحجر: 61) وفسر: بروجا بقوله: (منازل للشمس والقمر)، وقال الثعلبي: بروجا أي: قصورا ومنازل وهي كواكب تنزلها الشمس والقمر وزحل والمشتري والمريخ وعطارد والزهرة والكواكب السيارة وأسماؤها: الحمل والثور والجوزاء والسرطان والأسد والسنبلة والميزان والعقرب والقوس والجدي والدلو والحوت، وقال مجاهد: أراد بالبروج النجوم.
لواقح ملاقح ملقحة أشار به إلى قوله تعالى: * (وأرسلنا الرياح لواقح فأنزلنا من السماء ماء) * (الحجر: 22) وفسر اللواقح بقوله: (ملاقح) ثم أشار بأنه جمع: ملقحة، وتفسير اللواقح بالملاقح نادر، وإنما يقال: رياح لواقح، ولا يقال: ملاقح، قال الجوهري: وهو من النوادر، ويقال: ألقح الفحل الناقة وألقح الريح السحاب، وقال ابن مسعود: في هذه الآية يرسل الله تعالى الريح فتحمل الماء فتمر بالسحاب فتدر كما تدر الملقحة ثم تمطر، وقال الفراء: أراد بقوله: لواقح ذات لقح، كقول العرب: رجل لابن ورامخ وتامر.
حمأ جماعة حمأة وهو الطين المتغير والمسنون المصبوب أشار به إلى قوله تعالى: * (لم أكن لأسجد لبشر خلقته من صلصال من حمأ مسنون) * (الحجر: 33) وذكر أن: حمأ، جمع حمأ ثم فسرها بالطين المتغير، وفسر المسنون بقوله: المصبوب، وهكذا فسره أبو عبيدة، وعن ابن عباس: المسنون التراب المبتل المنتن وأصله من قول العرب: سننت الحجر على الحجر إذا صللته به، وما يخرج من بين الحجرين، يقال له: السنين والسنانة، ومنه: المسن. قوله: * (من صلصال) * وهو الطين اليابس إذا نقرته سمعت له صلصلة أي: صوتا من يبسه قبل أن تمسه النار، فإذا مسته النار فهو: فخار، وعن مجاهد: هو الطين المنتن، واختاره الكسائي من: صل اللحم وأصل: إذا أنتن.
توجل تخف أشار به إلى قوله تعالى: * (قالوا لا توجل إنا نبشرك بغلام عليم) * (الحجر: 35) وفسر: توجل، بقوله: (تخف) وأصله لا توجل، وتفسيره: لا تخف، واشتقاقه من الوجل وهو الخوف. قوله: (قالوا) أي: قالت الملائكة لإبراهيم عليه السلام * (لا توجل) *. إنما قالوا ذلك حين دخلوا على إبراهيم، قال إبراهيم عليه السلام: * (إنا منكم وجلون) * أي: خائفون، ثم يشروه بغلام أتاه إياه على كبره وكبر امرأته وأراد بالغلام إسحاق. قوله: (عليم)، أي: عليم بالدين، وقيل: بالحكمة، وهذا الذي ذكره البخاري لم يثبت في رواية أبي ذر.
* (دابر آخر) * أشار به إلى قوله تعالى: * (وقضينا إليه ذلك الأمران دابر هؤلاء مقطوع مصبحين) * (الحجر: 66) وفسر: دابر، بقوله: (آخر)، وهذا أيضا لم يثبت في رواية أبي ذر. قوله: (وقضينا إليه) أي: أوحينا إلى لوط عليه السلام، (بأن دابر هؤلاء)، أي: قومه مقطوع أي: مستأصل. قوله: (مصبحين) أي: حال كونهم في الصبح.
الصيحة الهلكة
(٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 ... » »»