عمدة القاري - العيني - ج ١٩ - الصفحة ٣٢
حمزة الحمصي، وابن المنكدر. والحديث مضى في كتاب الصلاة في: باب الدعاء عند النداء، بعين هذا الإسناد والمتن ومضى الكلام فيه هناك.
رواه حمزة بن عبد الله عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم أي: روى الحديث المذكور حمزة بن عبد الله عن أبيه عبد الله بن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا المعلق رواه الإسماعيلي عن أبي معاوية الرازي: حدثنا أبو زرعة الرازي حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن عبد الله بن أبي جعفر قال: سمعت حمزة بن عبد الله، قال: سمعت أبي فذكره والله أعلم.
21 ((باب: * (وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا) * (الإسراء: 18)) أي: هذا باب في قوله تعالى: * (وقل جاء الحق وزهق الباطل) *... الآية، أي: قل يا محمد جاء الحق أي الإسلام وزهق الباطل أي الشرك، وقيل: الحق دين الرحمن والباطل الأوثان، وعن ابن جريج: الحق الجهاد والباطل القتال. قوله: (زهوقا) أي: ذاهبا ويأتي الكلام فيه الآن.
يزهق يهلك أشار به إلى أن معنى قوله: (زهوقا) أي: هالكا. قال أبو عبيدة في قوله تعالى: * (وتزهق أنفسهم وهم كارهون) * (التوبة: 58) أي: تخرج وتهلك، ويقال: زهق ما عندك أي ذهب كله، وزهق السهم إذا جاوز الغرض، وقال أبو محمد الرازي: أخبرنا الطبراني فيما كتب إلى أخبرنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن قتادة: زهق الباطل هلك، فإن قلت: كيف قلتم: زهق، بمعنى هلك والباطل موجود معمول به عند أهله؟ قلت: المراد ببطلانه وهلكته وضوح عينه فيكون هالكا عند المتدبر الناظر.
0274 حدثنا الحميدي حدثنا سفيان عن ابن أبي نجيح عن مجاهد عن أبي معمر عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال دخل النبي صلى الله عليه وسلم مكة وحول البيت ستون وثلاث مائة نصب فجعل يطعنها بعود في يده ويقول جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا جاء الحق وما يبديء الباطل وما يعيد.
(انظر الحديث 8742 وطرفه).
مطابقته للترجمة ظاهرة. والحميدي عبد الله بن الزبير نسبته إلى أحد أجداده حميد، وابن أبي نجيح هو عبد الله واسم أبي نجيح يسار ضد اليمين وفي بعض النسخ: حدثنا ابن أبي نجيح وأبو معمر بفتح الميمين واسمه عبد الله بن سخبرة الأزدي الكوفي، وفي هذا الإسناد لطيفة، وهي أن ثلاثة من الرواة فيه اسم كل منهم عبد الله، وكلهم ذكروا بغير اسمه، وعبد الله الرابع هو ابن مسعود.
والحديث مضى في غزوة الفتح، فإنه أخرجه هناك عن صدقة بن الفضل عن سفيان بن عيينة إلى آخره، ومضى الكلام فيه هناك.
قوله: (دخل النبي صلى الله عليه وسلم مكة)، أراد به عام الفتح. (وحول البيت) الواو فيه للحال. قوله: (نصب) بضمتين، وهي الأصنام، قال الكرماني: وقال صاحب (التوضيح): نصب بالرفع صفة لقوله: ستون وثلاث مائة، وقال بعضهم: كذا وقع للأكثر نصب بغير ألف، والأوجه نصبه على التمييز إذ لو كان مرفوعا لكان صفة والواحد لا يقع صفة للجمع. قلت: أخذ هذا من كلام ابن التين، والحق هنا أن النصب واحد الأنصاب. وقال الجوهري: النصب ما نصب فعبد من دون الله، وكذلك النصب بالضم واحد الأنصاب، وفي دعوى الأوجهية نظر لأنه إنما يتجه إذا جاءت الرواية بالنصب على التمييز وليست الرواية إلا بالرفع، فحينئذ الوجه فيه أن يقال: إن النصب ما نصب، أعم من أن يكون واحدا أو جمعا، وأيضا هو في الأصل مصدر نصبت الشيء إذا أقمته فيتناول عموم الشيء. قوله: (يطعنها) بضم العين، قوله: (بعود في يده) أي: بعود كائن في يده. قوله: (ويقول) عطف على يطعن، ويجوز أن يكون الواو للحال، وفي كسر الأصنام دلالة على كسر ما في معناها من العيدان والمزامير التي لا معنى لها إلا اللهو بها عن ذكر الله، عز وجل، وقال ابن المنذر: وفي معنى الأصنام الصور المتخذة من المدرو الخشب وشبههما
(٣٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 ... » »»