وفي بعض النسخ: لن تخرق، لن تقطع، وهو الصواب أشار به إلى قوله تعالى: * (ولا تمش في الأرض مرحا إنك لن تخرق الأرض ولن تبلغ الجبال طولا) * (الإسراء: 73) وفسر قوله: لن تخرق، بقوله: لن تقطع. قوله: (مرحا) أي: بطرا وكبرا وفخرا وخيلاء. قال الثعلبي: هو تفسير المشي لا نعته فلذلك أخرجه عن المصدر، وقال الزمخشري: مرحا حال أي: ذا مرح، وقرئ: مرحا، بكسر الراء، وفضل الأخفش المصدر على اسم الفاعل لما فيه من التأكيد. قوله: (إنك لن تخرق الأرض)، قال الثعلبي: أي: تقطعها بكبرك حتى تبلغ آخرها، يقال: فلان أخرق للأرض من فلان إذا كان أكثر أسفارا. قوله: (ولن تبلغ الجبال طولا). أي: لن تساويها وتحاذيها بكبرك.
وإذ هم نجوى مصدر من ناجيت فوصفهم بها والمعنى يتناجون أشار به إلى قوله تعالى: * (إذ يستمعون إليك وإذ هم نجوى) * (الإسراء: 74)... الآية. قوله: (إذ يستمعون إليك)، نصب بقوله: أعلم، أي: إعلم وقت استماعهم بما به يستمعون. قوله: (وإذ هم نجوى)، أي: وبما يتناجون به إذ هم ذو نجوى، يعني: يتناجون في أمرك، بعضهم يقول: هو مجنون، وبعضهم يقول: كاهن، وبعضهم يقول: ساحر، وبعضهم يقول: شاعر. قوله: (مصدر من ناجيت) الأظهر أنه اسم غير مصدر، وقال الجوهري: قوله تعالى: * (وإذ هم نجوى) * فجعلهم هم النجوى، وإنما النجوى فعلهم، كما تقول: قوم رضا، وإنما الرضا فعلهم. انتهى. وقيل: يجوز أن يكون نجوى جمع نجي: كقتلى جمع قتيل.
رفاتا حطاما أشار به إلى قوله تعالى: * (وقالوا أئذا كنا عظاما ورفاتا) * (الإسراء: 94) بقوله: (حطاما) وروى الطبري من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد، هكذا قوله: (حطاما) أي: عظاما محطمة.
* (واستفزز استخف بخيلك الفرسان والرجل الرجالة واحدها راجل مثل صاحب وصحب وتاجر وتجر) *.
أشار به إلى قوله تعالى: * (واستفزز من استطعت منهم بصوتك واجلب عليهم بخيلك ورجلك) * الآية، وتفسيرها هذا بعين تفسير أبي عبيدة هنا، وفي التفسير: هذا أمر تهديد. قوله: (منهم)، أي: من ذرية آدم عليه الصلاة والسلام. قوله: (بصوتك)، أي: بدعائك إلى معصية الله تعالى، قاله ابن عباس وقتادة، وكل داع إلى معصية الله تعالى فهو من جند إبليس، وعن مجاهد: بصوتك، بالغناء والمزامير، قوله: (واجلب)، أي: إجمع وصح، وقال مجاهد: إستعن عليهم بخيلك أي: ركبان جندك. قوله: (ورجلك) أي: مشاتهم، وعن جماعة من المفسرين: كل راكب وماش في معاصي الله تعالى.
* (حاصبا الريح العاصف والحاصب أيضا ما ترمي به الريح ومنه حصب جهنم يرمى به في جهنم وهو حصبها ويقال حصب في الأرض ذهب والحصب مشتق من الحصباء والحجارة) *.
أشار به إلى قوله تعالى: * (أويرسل عليكم حاصبا ثم لا تجدوا لكم وكيلا) * (الإسراء: 86) وفسر الحاصب بالريح العاصف، وفي التفسير: حاصبا حجارة تمطر من السماء عليكم كما أمطر على قوم لوط، وقال أبو عبيدة والقتبي: الحاصبا الريح التي ترمي بالحصباء، وهي الحصى الصغار، وهو معنى قوله: (والحاصب أيضا ما ترمي به الريح). وقال الجوهري: الحاصب الريح الشديدة التي تثير الحصباء. قوله: (ومنه)، أي: ومن معنى لفظ الحاصب: حصب جهنم، وكل شيء ألقيته في النار فقد حصبتها به. قوله: (وهو حصبها) أي: الشيء الذي يرمي فيها هو حصبها، ويروى: وهم حصبها أي القوم الذين يرمون فيها حصبها. قوله: (ويقال: حصب في الأرض ذهب)، كذا قاله الجوهري أيضا. قوله: (والحصب مشتق من الحصباء) لم يرد بالاشتقاق الاشتقاق المصطلح به، أعني: الاشتقاق الصغير لعدم صدقه عليه على ما لا يخفى، وفسر الحصباء بالحجارة، وهو من تفسير الخاص بالعام، وقال أهل اللغة: الحصباء الحصى.
تارة مرة وجماعته تيرة وتارات