عمدة القاري - العيني - ج ١٩ - الصفحة ٣٦
صلى الله عليه وسلم قال: هذه الآية نزلت في الدعاء، ومن حديث ابن إبراهيم الهجري عن ابن عباس عن أبي هريرة: * (ولا تجهر بصلاتك) * (الإسراء: 011) نزلت في الدعاء والمسألة، والله سبحانه وتعالى أعلم.
((سورة الكهف)) أي: هذا في بيان بعض تفسير سورة الكهف، ذكر ابن مرديه أن ابن عباس، وعبد الله بن الزبير رضي الله عنهم، قالا: إنها مكية، وعن القرطبي عن ابن عباس:
مكية إلا قوله: * (واصبر نفسك) * (الكهف: 82) فإنها مدنية، وفي: * (مقامات التنزيل) *: فيها ثلاث آيات مدنيات: قوله: * (واصبر نفسك) *، وقوله: * (ويسألونك عن ذي القرنين) * (الكهف: 38)، وهي ستة آلاف وثلاثمائة وستون حرفا، وألف وخمسمائة وسبع وسبعون كلمة، ومائة وعشر آيات.
* (بسم الله الرحمان الرحيم) * ثبتت البسملة للأكثرين إلا لأبي ذر فإنها لم تثبت.
وقال مجاهد تقرضهم تتركهم أشار به إلى قوله: (وإذا غربت تقرضهم ذات الشمال) (الكهف: 71) وفسر مجاهد: (تقرضهم) بقوله: (تتركهم) هذا التعليق رواه الحنظلي عن حجاج بن حمزة: حدثنا شبابة حدثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد، فذكره. وعن ابن عباس: تقرضهم تدعهم، وعن مقاتل: تتجاوزهم أصل القرض القطع.
* (وكان له ثمر ذهب وفضة) * أشار به إلى قوله تعالى: * (وفجرنا خلالهما نهرا وكان له ثمر) * (الكهف: 33) الآية، وفسر الثمر، بضم الثاء: بالذهب والفضة، وهذا من تتمة قول مجاهد، ورواه ابن عيينة في تفسيره عن ابن جريج عنه. وأخرج الفراء من وجه آخر عن مجاهد، قال: ما كان في القرآن ثمر بالضم فهو المال، وما كان بالفتح فهو النبات.
* (وقال غيره جماعة الثمر) * قال بعضهم: كأنه عنى به قتادة. قلت: الذي قاله صاحب (التلويح) جماعة هو الصواب. قوله: (جماعة) أي: جمعة، أي جمع الثمر، بالفتح الثمر بضمتين، وقيل: إن الثمرة تجمع على ثمار، والثمار تجمع على ثمر، فيكون الثمر جمع الجمع.
* (باخع مهلك) * أشار به إلى قوله عز وجل: * (فلعلك باخع نفسك على آثارهم) * (الكهف: 6) الآية. وفسر باخع، بقوله: مهلك، وبه فسر أبو عبيدة.
* (أسفا ندما) * أشار به إلى قوله تعالى: * (إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا) * (الكهف: 6)، وفسر: أسفا بقوله: (ندما)، وكذا فسره أبو عبيدة، وعن قتادة: أسفا حزنا، وأراد بالحديث القرآن.
* (الكهف الفتح في الجبل) * أشار به إلى قوله تعالى: * (أم حسبت أن أصحاب الكهف والرقيم) * (الكهف: 9) وفسر (الكهف) بقوله: (الفتح في الجبل)، ويقال: الكهف الغار في الجبل.
* (والرقيم الكتاب مرقوم مكتوب من الرقم) * اختلف المفسرون في الرقيم، فقيل: هو الطاق في الجبل، وعن ابن عباس: هو واد بين أيلة وعسفان، وأيلة دون فلسطين وهو الوادي الذي فيه أصحاب الكهف، وقال كعب: هو قريتهم، فعلى هذا التأويل من رقمة الوادي، وهو موضع الماء منه، وعن سعيد بن جبير: الرقيم لوح من حجارة، وقيل: من رصاص كتبوا فيه أسماء أصحاب الكهف وقصصهم ثم وضعوه على باب الكهف، فعلى هذا الرقيم بمعنى المرقوم، أي: المكتوب، والرقم الخط والعلامة، والرقم الكتابة.
* (ربطنا على قلوبهم ألهمناهم صبرا) * أشار به إلى قوله تعالى: * (وربطنا على قلوبهم إذ قاموا) * وفسر: ربطنا قوله: ألهمناهم صبرا. وفي التفسير: شددنا على قلوبهم بالصبر وألهمناهم ذلك وقويناهم بنور الإيمان حتى صبروا على هجران دار قومهم وفراق ما كانوا فيه من خفض العيش.
(٣٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 ... » »»