عمدة القاري - العيني - ج ١٩ - الصفحة ١٨٣
الأقرع بن حابس، والأقرع لقبه واسمه فراس بن حابس بن عقال، بالكسر وتخفيف القاف: ابن محمد بن سفيان بن مجاشع بن عبد الله بن دارم التميمي الدارمي، وكانت وفاة الأقرع في خلافة عثمان، رضي الله تعالى عنه، قوله: (برجل آخر)، وهو القعقاع بن معبد بن زرارة بن عدس بن يزيد بن عبد الله بن دارم التميمي الدارمي، قال الكلبي: كان يقال له تيار الفرات لجوده. قوله: (ما أردت إلا خلافي) أي ليس مقصودك إلا مخالفة قولي. قوله: (قال ابن الزبير) أي عبد الله بن الزبير بن العوام. قوله: (يسمع)، بضم الياء من الأسماع، ولا شك أن رفع الصوت على النبي صلى الله عليه وسلم فوق صوته حرام بهذه الآية. فإن قلت: ثبت في (الصحيح) أن عمر استأذن على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعنده نساء من قريش يكلمنه عالية أصواتهن. قلت: يحتمل أن يكون ذلك قبل النهي أو يكون علو الصوت كان بالهيئة الاجتماعية لا بانفراد كل منهن. قوله: (عن أبيه يعني أبا بكر رضي الله تعالى عنه)، قال الكرماني: أطلق الأب على الجد مجازا، لأن أبا بكر أبو أم عبد الله، وهي أسماء بنت أبي بكر، وقال بعضهم: قال مغلطاي: يحتمل أنه أراد بذلك أبا بكر عبد الله بن الزبير، أو أبا بكر عبد الله بن أبي مليكة. فإن له ذكرا في الصحابة عند ابن أبي عمر وأبي نعيم، وهذا بعيد عن الصواب، وقال صاحب (التلويح) وأغرب بعض الشراح ثم ذكر ما ذكره بعضهم. قلت: لا يشك في بعده عن الصواب، ولكن يؤاخذ بعضهم بقوله، قال مغلطاي، فذكره هكذا يشعر بالتحقير، وكذلك صاحب (التلويح) يقول: وأغرب بعض الشراح، مع أنه شيخه ولم يشرع الذي جمعه إلا من كتاب شيخه هذا ولم يذكر من خارج إلا شيئا يسيرا.
6484 حدثنا علي بن عبد الله حدثنا أزهر بن سعد أخبرنا ابن عون قال أنبأني موسى بن أنس عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم افتقد ثابت بن قيس فقال رجل يا رسول الله أنا أعلم لك علمه فأتاه فوجده جالسا في بيته منكسا رأسه فقال له ما شأنك فقال شر كان يرفع صوته فوق صوت النبي صلى الله عليه وسلم فقد حبط عمله وهو من أهل النار فأتى الرجل النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره أنه قال كذا وكذا فقال موسى فرجع إليه المرة الآخرة ببشارة عظيمة فقال اذهب إليه فقل له إنك لست من أهل النار ولكنك من أهل الجنة.
.
مطابقته للترجمة في قوله: (كان يرفع صوته فوق صوت النبي صلى الله عليه وسلم) ومر هذا الحديث في علامات النبوة بعين هذا الإسناد والمتن، وهذا مكرر صريحا ليس فيه زيادة إلا ذكره في الترجمة المذكورة، وابن عون هو عبد الله، وموسى هو ابن أنس بن مالك قاضي البصرة، يروي عن أبيه.
قوله: (فقال رجل) هو سعيد بن معاذ. قوله: أنا أعلم لك علمه القياس أن يقول: أنا أعلم لك حاله لا علمه، لكن قوله: مصدر مضاف إلى المفعول أي: أعلم لأجلك علما يتعلق به. قوله: (لكنك من أهل الجنة)، صريح في أنه من أهل الجنة ولا منافاة بينه وبين العشرة المبشرة لأن مفهموم العدد لا اعتبار له. فلا ينفي الزائد أو المقصود من العشرة الذين قال فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بلفظ: بشرت بالجنة، أو المبشرون بدفعة واحدة، في مجلس واحد، ولا بد من التأويل إذ بالإجماع أزواج الرسول وفاطمة والحسنان ونحوهم من أهل الجنة.
2 ((باب: * (إن الذين ينادونك من وراء الحجرات أكثرهم لا يعقلون) * (الحجرات: 4)) أي: هذا باب في قوله عز وجل: * (إن الذين) * الآية. قال المفسرون (إن الذين ينادونك يعني أعراب تميم نادوا يا محمد أخرج إلينا فإن مدحنا زين وذمنا شين، وقال قتادة: وعن زيد بن أرقم: جاء ناس من العرب إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال بعضهم لبعض: انطلقوا بنا إلى هذا الرجل فإن يكن نبيا نكن أسعد الناس، وإن يكن ملكا نعش في جنابه، فجاؤوا إلى حجرة النبي صلى الله عليه وسلم فجعلوا ينادونه: يا محمد يا محمد، فأنزل الله تعالى: * (إن الذين ينادونك) * الآية.
(١٨٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 178 179 180 181 182 183 184 185 186 187 188 ... » »»