للأميين أنت عبدي ورسولي سميتك المتوكل ليس بفظ ولا غليظ ولا سخاب بالأسواق ولا يدفع السيئة بالسيئة ولاكن يعفو ويصفح ولن يقبضه الله حتى يقيم به الملة العوجاء بأن يقولوا لا إلاه إلا الله فيفتح بها أعينا عميا وآذانا صما وقلوبا غلفا.
.
مطابقته للترجمة ظاهرة. وعبد الله كذا وقع غير منسوب في رواية غير أبي ذر، وابن السكن، ووقع في روايتهما عبد الله بن مسلمة وأبو مسعود تردد في عبد الله غير منسوب بين أن يكون عبد الله بن رجاء ضد الخوف. أو عبد الله بن صالح كاتب الليث، وقال أبو علي الجياني: عندي أنه عبد الله بن صالح، ورجحه المزي وعبد العزيز هو ابن عبد الله بن أبي سلمة دينار الماجشون، وهلال بن أبي هلال، ويقال: هلال بن أبي ميمونة وهو هلال بن علي المديني، سمع عطاء بن يسار ضد اليمين.
والحديث مر في كتاب البيوع في: باب كراهة السخب في السوق، ومر الكلام فيه هناك.
قوله: (حرزا) بكسر الحاء المهملة وسكون الراء بعدها زاي أي: حصنا للأميين وهم العرب. قوله: (ليس)، فيه التفات من الخطاب إلى الغيبة (والسخاب) على وزن فعال بالتشديد وهو لغة في الصخاب بالصاد وهو العياط. قوله: (الملة العوجاء) هي ملة الكفر قوله: (أعينا عميا) وقع في رواية القابسي: أعين عمي، بالإضافة، وكذا الكلام في الآذان والقلوب. (والغلف) بضم الغين المعجمة جمع أغلف أي: مغطى ومغشى، ومنه غلاف السيف.
4 ((باب: * (هو الذي أنزل السكينة في قلوب المؤمنين) * (الفتح: 4)) أي: هذا باب في قوله تعالى: * (هو الذي أنزل السكينة) * أي: الرحمة والطمأنينة، وعن ابن عباس، رضي الله تعالى عنهما، كل سكينة في القرآن فهي الطمأنينة إلا التي في البقرة.
9384 حدثنا عبيد الله بن موسى عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن البراء رضي الله عنه قال بينما رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ وفرس له مربوط في الدار فجعل ينفر فخرج الرجل فنظر فلم ير شيئا وجعل ينفر فلما أصبح ذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال تلك السكينة تنزلت بالقرآن .
مطابقته للترجمة ظاهرة. وإسرائيل هو ابن يونس بن أبي إسحاق السبيعي، وأبو إسحاق اسمه عمرو بن عبد الله، وإسرائيل هذا يروي عن جده أبي إسحاق عن البراء بن عازب، رضي الله تعالى عنه.
قوله: (رجل)، هو أسيد بن حضير كما جاء في رواية أخرى. وكان الذي يقرأ سورة الكهف وفيه فنزلت الملائكة عليه بأمثال المصابيح وعند البخاري معلقا من حديث أبي سعيد، وهو مسند عند النسائي أن أسيدا بينما هو يقرأ من الليل سورة البقرة إذ جالت الفرس فسكنت ثلاث مرات فرفع رأسه إلى السماء فإذا مثل الظلمة فيها أمثال المصابيح، فحدث النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: وما تدري ما ذاك؟ تلك الملائكة دنت لصوتك، ولو قرأت لأصبحت ينظر الناس إليها انتهى وزعم بعض العلماء أنهما واقعتان أو يحتمل أنه قرأ كلتيهما هذا إذا قلنا بتساوي الروايتين، وأما إذا رجحنا المتصل على المعلق فلا يحتاج إلى جمع أو أن الراوي ذكر المهم وهو نزول الملائكة وهي السكينة.
5 ((باب قوله: * (إذ يبايعوك تحت الشجرة) * (الفتح: 81)) أي: هذا باب في قوله عز وجل: (إذ يبايعونك) تحت الشجرة وأوله: * (لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك) * هي بيعة الرضوان سميت بذلك لقوله: * (لقد رضي الله عن المؤمنين) * والشجرة كانت سمرة، وقيل: سدرة وروي أنها عميت عليهم من قابل فلم يدروا أين ذهبت، وقيل: كانت بفج نحو مكة. وقال نافع: ثم كان الناس بعد يأتونها فيصلون تحتها فبلغ ذلك عمر، رضي