عمدة القاري - العيني - ج ١٩ - الصفحة ١٨٧
موضوع كذلك مثل كرسي ونحوه.
والحديث أخرجه البخاري أيضا في التوحيد.
قوله: (يلقى في الناى)، أي: يلقى فيها أهلها (وتقول) أي النار: (هل من مزيد) قوله: (حتى يضع) أي: الرب قدمه، ورواية مسلم تفسيره مثل ما ذكرنا. فروى عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا تزال جهنم يلقى فيها وتقول: هل من مزيد، حتى يضع رب العزة فيها قدمه فيروى بعضها إلى بعض، وتقول: قط قط، بعزتك وكرمك الحديث، وروى أيضا من حديث شيبان عن قتادة رب العزة فيها قدمه فيروى بعضها إلى بعض، وتقول: قط قط، بعزتك وكرمك الحديث، وروى أيضا من حديث شيبان عن قتادة. قال: حدثنا أنس بن مالك أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال لا تزال جهنم تقول: هل من مزيد حتى يضع فيها رب العزة قدمه. فتقول: قط قط وعزتك ويزوي بعضها إلى بعض. قوله: (فتقول) أي: النار (قط قط) أي: حسبي حسبي، وفيه ثلاث لغات: إسكان الطاء وكسرها منونة وغير منونة. وقيل: أن قط صوت جهنم، وإنما تقول: هل من مزيد تغيظا على العصاة ونتكلم عن قريب في معنى القدم في حديث أبي هريرة.
9484 حدثنا محمد بن موسى القطان حدثنا أبو سفيان الحميري سعيد بن يحيى بن مهدي حدثنا عوف عن محمد عن أبي هريرة رفعه وأكثر ما كان يوقفه أبو سفيان يقال لجهنم هل امتلأت وتقول هل من مزيد فيضع الرب تبارك وتعالى قدمه عليها فتقول قط قط .
[/ / مح مطابقته للترجمة ظاهرة. وشيخه القطان، بالقاف وتشديد الطاء وبالنون، الواسطي، وعوف هو عوف الأعرابي، ومحمد هو ابن سيرين.
قوله: (رفعه) أي: رفع الحديث إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وأبو سفيان المذكور أكثر ما كان يوقفه أي الحديث، القائل بذاك هو شيخ البخاري محمد بن موسى القطان، وقال بعضهم: يوقفه من الرباعي وهي لغة، والفصيح: يقفه. قلت: يوقفه من الثلاثي المزيد فيه، وقوله: من الرباعي ليس باصطلاح أهل الفن وإن كان يجوز ذلك باعتبار أنه أربعة أحرف. قوله: (يقال لجهنم) القائل هو الله تعالى كما جاء في الحديث المذكور عن مسلم.
0584 حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن همام عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم تحاجت الجنة والنار فقالت النار أوترت بالمتكبرين والمتجبرين وقالت الجنة ما لي لا يدخلني إلا ضعفاء الناس وسقطهم قال الله تبارك وتعالى للجنة أنت رحمتي أرحم بك من أشاء من عبادي وقال للنار إنما عذاب أعذب بك من أشاء من عبادي ولكل واحدة منهما ملؤها فأما النار فلا تمتلىء حتى يضع رجله فتقول قط قط قط فهنالك تمتلىء ويزوى بعضها إلى بعض ولا يظلم الله عز وجل من خلقه أحدا وأما الجنة فإن الله عز وجل ينشيء لها خلقا .
مطابقته للترجمة من حيث إنه يتضمن امتلاء جهنم يوضع الرجل كما يتضمن حديث أنس بوضع القدم، وعبد الله بن محمد المعروف بالمسندي، وعبد الرزاق بن همام اليماني، ومعمر بفتحتين ابن راشد، وهمام على وزن فعال بالتشديد ابن منبه الصغاني.
والحديث أخرجه مسلم، وقال: حدثنا محمد بن رافع حدثنا عبد الرزاق حدثنا معمر عن همام بن منبه. قال: هذا ما حدثنا أبو هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر أحاديث منها. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تحاجت الجنة والنار الخ نحوه، غير أن بعد قوله: وسقطهم وغرثهم.
قوله: (تحاجت)، أي: تخاصمت الجنة والنار، ويحتمل أن يكون بلسان الحال أو المقال، ولا مانع من أن الله يجعل لهما تمييزا يدركان به فيتحاجان، ولا يلزم من هذا التمييز دوامه فيهما. قوله: (أوثرت)، على صيغة المجهول بمعنى: اختصصت. قوله: (بالمتكبرين والمتجبرين)، هما سواء من حيث اللغة فالثاني تأكيد للأول معنى، وقيل: المتكبر المتعظم بما ليس فيه، والمتجبر الممنوع الذي لا ينال إليه، وقيل: هو الذي لا يكترث بأمر. قوله: (إلا ضعفاء الناس)، وهم الذين
(١٨٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 182 183 184 185 186 187 188 189 190 191 192 ... » »»