عمدة القاري - العيني - ج ١٩ - الصفحة ١٤٨
* وأشعث قوام بآيات ربه... الأبيات * وذكر أبو محنف لوط في كتابه (حرب الجمل): الذي قتل محمدا مدلج بن كعب، رجل من بني سعد بن بكر، وفي كتاب الزبير بن أبي بكر: كان محمد أمرته عائشة رضي الله عنها، بأن يكف يده فكان كلما حمل عليه رجل قال: نشدتك بحاميم، حتى شد عليه رجل من بني أسد بن خزيمة يقال له: حديد فنشده بحاميم فلم ينته وقتله، وقيل: قتله كعب بن مدلج من بني منقذ بن طريف، ويقال: قتله عصام بن مقشعر النصري، وعليه كثرة الحديث وقال المرزباني: هو الثبت وهو يخدش في إسناد البخاري لأن هذين الإمامين إليهما يرجع في هذا الباب. قلت: الزمخشري العلامة ذكر هذا البيت في أول سورة البقرة ونسبه إلى شريح بن أوفى المذكور، وفي (الحماسة) البحترية قال عدي بن حاتم.
* من مبلغ أفناء مذحج انني * ثأرت بحالي ثم لم أتأثم * * تركت أبا بكر ينوء بصدره * بصفين مخضوب الكعوب من الدم * * يذكرني ثأري غداة لقيته * فأجررته رمحي فخر على الفم * * يذكرني ياسين حين طعنته * فهلا تلا ياسين قبل التقدم * الطول التفضل أشار به إلى قوله تعالى: * (شديد العقاب ذي الطول) * (غافر: 3) وفسره بالتفضل، وكذا فسره أبو عبيدة، وزاد: تقول العرب للرجل إنه لذو طول على قومه أي: ذو فضل عليهم، وروى ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس. في قوله: (ذي الطول، قال: ذي السعة والغنى، ومن طريق عكرمة: ذي المنن، ومن طريق قتادة، قال: ذي النعماء.
داخرين خاضعين أشار به إلى قوله: * (سيدخلون جهنم داخرين) * (غافر: 06) وفسره بقوله: (خاضعين)، وكذا فسره أبو عبيدة، وعن السدي: صاغرين.
وقال مجاهد: إلى النجاة إلى الإيمان أي قال مجاهد في قوله تعالى: * (ويا قوم مالي أدعوكم إلى النجاة وتدعونني إلى النار) * (غافر: 14) وفسر قوله: إلى النجاة، بقوله: إلى الإيمان.
ليس له دعوة يعني للوثن أشار به إلى قوله تعالى: * (لا جرم إنما تدعونني إليه ليس له دعوة في الدنيا ولا في الآخرة) * (غافر: 34) وقال: ليس للوثن دعوة، هذا من تتمة كلام الرجل الذي آمن بموسى عليه السلام، وهو الذي أخبر الله تعالى عنه بقوله: * (وقال الذي آمن يا قوم اتبعوني أهدكم سبيل الرشاد) * (غافر: 83) وكان من آل فرعون يكتم إيمانه منه ومن قومه، وعن السدي ومقاتل: كان ابن عم فرعون، وعن ابن عباس، أن اسمه حزقيل، وعن وهب بن منبه: خزيبال، وعن إسحاق: خزبيل، وقيل: حبيب.
يسجرون: توقد بهم النار أشار به إلى قوله عز وجل: * (إذا الأغلال في أعناقهم والسلاسل يسحبون في الحميم ثم في النار يسجرون) * (غافر: 27) وفسره بقوله: (توقد بهم النار). وعن مجاهد: يصيرون وقودا في النار.
تمرحون: تبطرون أشار به إلى قوله تعالى: * (ذلكم بما كنتم تفرحون في الأرض بغير الحق وبما كنتم تمرحون) * (غافر: 57) وفسره بقوله: تبطرون، من البطر بالباء الموحدة والطاء المهملة.
وكان العلاء بن زياد يذكر النار فقال رجل لم تقنط الناس قال وأنا أقدر أن أقنط الناس والله عز وجل يقول: * (يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله) * (الزمر: 35) ويقول: * (وأن المسرفين هم أصحاب النار) * (غافر: 34) ولكنكم تحبون أن تبشروا بالجنة على مساويء أعمالكم وإنما بعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم مبشرا بالجنة لمن أطاعه ومنذرا بالنار من عصاه.
(١٤٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 ... » »»