عمدة القاري - العيني - ج ١٩ - الصفحة ١٥٣
أي: هو سواء، وبالجر على نعت أربعة أيام، وقيل معنى للسائلين أي للسائلين الله حوائجهم، وع ابن زيد: قدر ذلك على قدر مسائلهم، وقيل: معناه للسائلين وغير السائلين، يعني أنه بين أمر خلق الأرض وما فيها للسائلين ولغير السائلين، ويعطي لمن سأل ولمن لا يسأل.
فهديناهم للناهم على الخير والشر كقوله: * (وهديناه النجدين) * (البلد: 01) وكقوله: * (هديناه السبيل) * (الإنسان: 3) والهدى الذي هو الإرشاد بمنزلة أسعدناه ومن ذالك قوله: * (أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده) * (الأنعام: 09).
أشار بقوله: (فهديناهم) إلى قوله عز وجل: * (وأما ثمود فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى) * (فصلت: 71) وفسر: فهديناهم بقوله: (دللناهم على الخير والشر) أراد أن الهداية هنا بمعنى الدلالة المطلقة فيه وفي أمثاله، كقوله: * (وهديناه النجدين) * أي: دللناه الثديين، قاله سعيد بن المسيب والضحاك، والنجد طريق في ارتفاع، وقال أكثر المفسرين: بينا له طريق الخير والشر والحق والباطل والهدى والضلالة، وكذلك الهداية بمعنى الدلالة في قوله: * (هديناه السبيل) * وهو في سورة الإنسان * (إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا) * قوله: (والهدى الذي هو الإرشاد)... إلى آخره، والمعنى هنا الدلالة الموصلة إلى البغية، وعبر عنه البخاري بالإرشاد والإسعاد فهو في قوله تعالى: * (أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده) * ونحوه، وغرضه أن الهداية في بعض الآيات بمعنى الدلالة، وفي بعضها بمعنى الدلالة الموصلة إلى المقصود، وهل هو مشترك فيهما أو حقيقة ومجاز؟ وفيه خلاف.
يوزعون: يكفون أشار به إلى قوله تعالى: * (ويوم يحشر أعداء الله إلى النار فهم يوزعون) * (فصلت: 91) وفسره بقوله: (يكفون)، وعن أبي عبيدة: يدفعون، من وزعت إذا كففت ومنعت، وقيل: معناه يساقون ويدفعون إلى النار.
من أكمامها قشر الكفرى هي الكم أشار به إلى قوله تعالى: * (وما تخرج من ثمرات من أكمامها) * (فصلت: 74) وفسر أكمامها بقوله: (قشر الكفرى) بضم الكاف وفتح الفاء وضمها أيضا وتشديد الراء مقصور، وفسره بقوله: (هي الكم) قد ذكرنا أنه بكسر الكاف، وقال بعضهم: كاف الكم مضمومة ككم القميص وعليه يدل كلام أبي عبيدة وبه جزم الراغب، ووقع في (الكشاف) بكسر الكاف، فإن ثبت فلعلها لغة فيه دون كم القميص. انتهى. قلت: لا اعتبار لأحد في هذا الباب مع الزمخشري فإنه فرق بين كم القميص وكم الثمرة بالضم في الأول والكسر في الثاني، وكذلك فرق بينهما الجوهري وغيره، وفي رواية أبي ذر: قشر الكفرى الكم بدون لفظ: هي، وفي رواية الأصيلي: واحدها، يعني: الكم واحد الأكمام، وعن أبي عبيدة: من أكمامها، أي: أوعيتها، وقال الثعلبي: أكمامها أوعيتها واحدها كمة وهي كل ظرف لمال وغيره، ولذلك سمى قشر الطلع أي الكفراة التي تنشق عن الثمرة كمة، وعن ابن عباس: يعني الكفرى قبل أن تنشق فإذا انشقت فليست بأكمام.
ويقال للعنب إذا خرج أيضا كافور وكفرى هذا لم يثبت إلا في رواية المستملي وحده، وفي بعض النسخ: وقال غيره ويقال... إلى آخره، وقال الأصمعي وغيره: قالوا: وعاء كل شيء كافورة.
ولي حميم قريب أشار به إلى قوله تعالى: * (فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم) * (فصلت: 43) وفسر الحميم بقوله. (قريب) ويروى: القريب، كذا في رواية الأكثرين، وعند النسفي قال معمر... فذكره، ومعمر بفتح الميمين هو ابن المثنى أبو عبيدة.
من محيص حاص عنه حاد أشار به إلى قوله تعالى: * (وظنوا ما لهم من محيص) * (فصلت: 84) وفسره من فعله، وهو حاص يحيص، وفسر حاص بقوله: حاد، ويروى: حاص عنه حاد عنه، حاصل المعنى: ما لهم من مهرب، وكلمة: ما، حرف وليست باسم فلذلك لم يعمل فيه، قوله: ظنوا، وجعل الفعل ملغى.
(١٥٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 148 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158 ... » »»