عمدة القاري - العيني - ج ١٨ - الصفحة ١٥٦
أن يكون عطف بيان قوله ' واليهود ' بالجر عطف على عبدة الأوثان وقال بعضهم يجوز أن يكون اليهود عطفا على البدل أو المبدل منه وهو الأظهر (قلت) الأظهر أن يكون عطفا على البدل لأن المبدل منه في حكم السقوط قوله ' والمسلمين ' مكرر فلا محل له ههنا لأنه ذكر أولا فلا فائدة لذكره ثانيا قال الكرماني لعل في بعض النسخ كان أولا وفي بعضها آخرا فجمع الكاتب بينهما والله أعلم وقال بعضهم الأولى حذف أحدهما ولم يبين أيهما أولى بالحذف فجعل الثاني أولى على ما لا يخفى قوله ' فلما غشيت المجلس ' فعل ومفعول وعجاجة الدابة بالرفع فاعله والعجاجة بفتح العين المهملة وتخفيف الجيمين الغبار قوله ' خمر ' بفتح الخاء المعجمة وتشديد الميم أي غطى قوله ' فسلم رسول الله عليهم ' قال صاحب التوضيح لعله نوى به المسلمين فلا بأس به إذا (قلت) إذا كان في مجلس مسلمون وكفار يجوز السلام عليهم وينوي به المسلمين قوله ' ثم وقف فنزل ' فيه جواز استمرار الوقوف اليسير على الدابة فإن طال نزل كفعله وقيل لبعض التابعين أنه نهى عن الوقوف على متن الدابة قال أرأيت لو صيرتها سانية أما كان يجوز لي ذلك قيل له نعم قال فأي فرق بينهما أراد لا فرق بينهما قوله ' لا أحسن مما تقول ' بفتح الهمزة على وزن أفعل التفضيل وهو اسم لا وخبرها محذوف أي لا أحسن كائن مما تقول قيل ويجوز رفع أحسن على أنه خبر لا والاسم محذوف أي لا شيء أحسن مما تقول وفي رواية الكشميهني بضم أوله وكسر السين وضم النون من أحسن يحسن وفي رواية أخرى ولا حسن بحذف الألف وفتح السين وضم النون قال بعضهم على أنها لام القسم كأنه قال لا حسن من هذا أن تقعد في بيتك ولا تأتينا (قلت) هذا غلط صريح واللام فيه لام الابتداء دخلت على أحسن الذي هو أفعل التفضيل وليس للام القسم فيه مجال ولم يكتف هذا الغالط بهذا الغلط الفاحش حتى نسبه إلى عياض وحكى ابن الجوزي ضم الهمزة وتشديد السين بغير نون من الحس يعني لا أعلم شيئا قوله ' إن كان حقا ' شرط وجزاؤه مقدما قوله ' لا أحسن مما تقول ' قوله ' فلا تؤذينا ' ويروى ' فلا تؤذنا ' على الأصل قوله ' رحلك ' أي منزلك قوله ' واليهود ' عطف على المشركين وإنما اختصوا بالذكر وإن كانوا داخلين في المشركين تنبيها على زيادة شرهم قوله ' كادوا يتثاورون ' أي قربوا أن يتثاوروا بقتال وهو من ثار بالثاء المثلثة يثور إذا قام بسرعة وإزعاج وعبارة ابن التين يتبادرون قوله ' يخفضهم ' أي يسكنهم قوله حتى سكنوا بالنون من السكون هكذا هو في رواية الأكثرين وفي رواية الكشميهني حتى سكتوا بالتاء المثناة من فوق من السكوت قوله ' ما قال أبو حباب ' بضم الحاء المهملة وتخفيف الباء الموحدة وبعد الألف باء موحدة أخرى وهي كنية عبد الله بن أبي وليست الكنية للتكرمة مطلقا بل قد تكون للشهرة وغيرها قوله ' ولقد اصطلح ' بالواو ويروى بغير الواو ووجهه أن يكون بدلا أو عطف بيان وتوضيح أو تكون الواو محذوفة قوله ' البحيرة ' بضم الباء الموحدة وفتح الحاء المهملة مصغرة وقال عياض في غير صحيح مسلم بفتح الباء وكسر الحاء مكبرة وكلاهما بمعنى واحد يريد أهل المدينة والبحرة بفتح الباء الموحدة وسكون الحاء الأرض والبلد والبحار والقرى قال بعض المفسرين المراد بقوله (ظهر الفساد في البر والبحر) القرى والأمصار وقال الطبري كل قرية لها نهر جار فالعرب تسميها بحرة وقال ياقوت بحرة على لفظ تأنيث البحر من أسماء مدينة سيدنا رسول الله وبالبحرين قرية لعبد القيس يقال لها بحرة وبحرة موضع لية من الطائف وقال البكري لية بكسر أوله وتشديد الياء آخر الحروف وهي أرض من الطائف على أميال يسيرة وهي على ليلة من قرن ولما سار رسول الله بعد حنين إلى الطائف سلك على نخلة اليمامة ثم على قرن ثم على المليح ثم على بحرة الرعاء من لية فابتنى في بحرة مسجدا وصلى فيه وقال ياقوت البحيرة تصغير بحرة يراد به كل مجمع ماء مستنقع لا اتصال له بالبحر الأعظم غالبا ثم ذكر بحيرات عديدة ثم قال في آخرها والبحيرة كورة بمصر قرب إسكندرية قوله على أن يتوجوه أي على أن يجعلوه ملكا وكان من عادتهم إذا ملكوا إنسانا توجوه أي جعلوا على رأسه تاجا قوله فيعصبوه بالعصابة أي فيعمموه بعمامة الملوك ووقع في أكثر نسخ البخاري يعصبوه بدون الفاء ووجهه أن يكون بدلا من قوله ' على أن يتوجوه ' ويروى فيعصبونه بالفاء وبالنون على تقدير فهم يعصبونه قال الكرماني أي يجعلوه رئيسا لهم ويسودوه عليهم وكان الرئيس معصبا لما يعصب برأيه من الأمر وقيل بل كان الرؤساء يعصبون رؤسهم بعصابة يعرفون بها قوله شرف بفتح الشين المعجمة
(١٥٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160 161 ... » »»