وإقامة على نصرة نبيهم. قوله: (حسبنا الله) أي: كافينا قوله: (ونعم الوكيل) أي: نعم الموكول إليه.
4563 ح دثنا أحمد بن يونس أراه قال حدثنا أبو بكر عن أبي حصين عن أبي الضحى عن ابن عباس حسبنا الله ونعم الوكيل قالها إبراهيم عليه السلام ألقي في النار وقالها محمد صلى الله عليه وسلم حين قالوا: * (إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل) *.
مطابقته للترجمة ظاهرة، وأحمد بن يونس هو: أحمد بن عبد الله بن يونس التميمي اليربوعي الكوفي، وأبو بكر هو ابن عياش، بتشديد الياء آخر الحروف. وبالشين المعجمة المقرئ المحدث، قيل: اسمه شعبة وأبو حصين، بفتح الحاء المهملة واسمه عثمان بن عاصم، وأبو الضحى اسمه مسلم بن صبيح.
والحديث أخرجه النسائي في التفسير أيضا عن محمد بن إسماعيل، وفيه وفي اليوم والليلة عن هارون بن عبد الله.
قوله: (أراه) بضم الهمزة. أي: أظنه، والقائل بهذه اللفظة البخاري فكأنه شك في شيخ شيخه وفي كون مثل هذه الرواية حجة خلاف. قوله: (وقالها محمد صلى الله عليه وسلم) ذكر القاضي إسحاق البستي في (تفسيره) عن قتيبة: حدثنا حجاج عن ابن جريج عن مجاهد في قوله: (الذين قال لهم الناس) قال أبو سفيان: يوم أحد موعدكم بدر حيث قتلتم أصحابنا فانطلق النبي صلى الله عليه وسلم، لموعده حتى نزل بدرا وزعم بعضهم، أنه قال ذلك في غزوة حمراء الأسد، وفي (تفسير الطبري)، مر بأبي سفيان ركب من عبد القيس، فقال: إذا جئتم محمدا فأخبروه. أنا قد أجمعنا السير إليه، فلما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم، قال: حسبنا الله ونعم الوكيل، ذكره عن ابن إسحاق وعن ابن عباس ومجاهد وقتادة وعكرمة نحو.
4564 ح دثنا مالك بن إسماعيل حدثنا إسرائيل عن أبي حصين عن أبي الضحى عن ابن عباس قال كان آخر قول إبراهيم حين ألقي حين ألقي في النار * (حسبي الله ونعم الوكيل) *.
هذا طريق آخر في الحديث المذكور أخرجه عن مالك بن إسماعيل بن زياد، أبو غسان النهدي الكوفي، وإسرائيل هو ابن يونس بن أبي إسحاق السبيعي الكوفي، وروى النسائي كما في رواية البخاري. كان آخر قول إبراهيم، عليه السلام، ووقع عند أبي نعيم في (المستخرج) من طريق عبيد الله بن موسى عن إسرائيل بهذا الإسناد أنها أول ما قال، والتوفيق بينهما أنه يحمل على أنه يكون أول شيء قال، وآخر شيء قال.
14 ((باب: * (ولا تحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله) * (آل عمران: 180) الآية)) أي: هذا باب في قوله تعالى: * (ولا تحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله) * الآية هكذا وقع في رواية أبي ذر، وفي رواية غيره سيقت الآية إلى آخرها قال الواحدي: أجمع المفسرون على أنها نزلت في مانعي الزكاة، وروى عطية العوفي عن ابن عباس أنها نزلت في أحبار اليهود الذين كتموا صفة محمد صلى الله عليه وسلم، ونبوته وأراد بالبخل كتمان العلم الذي آتاهم الله عز وجل، وذكره الزجاج أيضا عن ابن جريج واختاره، وفي (تفسير أبي عبد الله بن النقيب) أن هذه الآية الكريمة نزلت في البخيل بنفقة الجهاد حيث كانت النفقة فيه واجبة. وقيل: نزلت في النفقة على العيال وذوي الأرحام إذا كانوا محتاجين. قال الزمخشري، ولا تحسبن من قرأ بالتاء قدر مضافا محذوفا أي: ولا تحسبن بخل الذين يبخلون هو خيرا لهم، وكذلك من قرأ بالياء وجعل فاعل: يحسبن، ضمير رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو ضمير أحد، ومن جعل فاعله الذين يبخلون كان المفعول الأول عنده محذوفا، تقديره، ولا تحسبن الذين يبخلون بخلهم هو خيرا لهم، والذي سوغ حذفه دلالة، يبخلون، عليه قوله: (هو خيرا لهم) كلمة هو فصل وقرأ الأعمش بغير هو. قوله: (سيطوقون) تفسير لقوله: (بل هو شر لهم) أي: سيلزمون وبال ما يخلو به إلزام الطوق، وروى عبد الرزاق وسعيد بن منصور من طريق إبراهيم النخعي بإسناد جيد في هذه الآية سيطوقون، قال: بطوق من النار.