عمدة القاري - العيني - ج ١٨ - الصفحة ١٥٩
أي: تابع هشام بن يوسف عبد الرزاق على روايته عن ابن جريج، ووصل الإسماعيلي هذه المتابعة فقال: حدثنا ابن زنجويه وأبو سفيان قالا: حدثنا عبد الرزاق أنبأنا ابن جريج عن ابن أبي مليكة عن علقمة، فذكره.
16 ح دثنا ابن مقاتل أخبرنا الحجاج عن ابن جريج أخبرني بن أبي مليكة عن حميد بن عبد الرحمان بن عوف أنه أخبره أن مروان بهذا.
هذا طريق آخر في الحديث المذكور. أخرجه عن محمد بن مقاتل المروزي عن حجاج الأعور المصيصي عن ابن جريج إلى آخره، وفي الطريق الآخر السابق أخرجه عن هشام عن ابن جريج، وقال الدارقطني في (كتاب التتبع) أخرج محمد. يعني: البخاري حديث ابن جريج يعني هذا من حديث حجاج عنه عن أبي مليكة عن حميد، وأخرجه أيضا من حديث هشام عن ابن جريج عن ابن أبي مليكة عن علقمة الحديث بعينه، وقد اختلفا فينظر من يتابع أحدهما. انتهى (قلت): أخرج مسلم حديث حجاج دون حديث هشام، وأخرج البخاري متابعة هشام عبد الرزاق كما ذكر الآن، وأخرجه ابن أبي حاتم من طريق محمد بن ثور عن ابن جريج كما قال عبد الرزاق.
قوله: (أن مروان بهذا)، أي: حدثنا بهذا، ولم يسق البخاري المتن لهذا، وساقه مسلم والإسماعيلي من هذا الوجه بلفظ أن مروان قال لبوابه: اذهب يا رافع إلى ابن عباس فقال له فذكر نحو حديث هشام عن ابن حريج المذكور أولا.
17 ((باب قوله: * (إن في خلق السماوات والأرض) * (آل عمران: 190) الآية)) أي: هذا باب في قوله تعالى: * (إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب) * (آل عمران: 190) ويروى: باب قوله تعالى: * (إن في خلق السماوات والأرض) * وساق إلى (الألباب) وقال الطبراني بإسناده إلى سعيد بن جبير عن ابن عباس. قال: أتت قريش اليهود فقالوا: بما جاءكم موسى، عليه السلام؟ قالوا: عصاه ويده البيضاء للناظرين، وأتوا النصارى فقالوا: كيف كان عيسى، عليه السلام؟ قالوا: كان يبرئ الأكمه والأبرص ويحيي الموتى، فأتوا النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: ادع لنا أن يجعل لنا الصفا ذهبا. فدعا به فنزلت هذه الآية: * (إن في خلق السماوات والأرض) * الآية. فليتفكروا فيها انتهى قلت: هذا مشكل لأن هذه الآية مدنية وسؤالهم أن يكون الصفا ذهبا كان بمكة، والله أعلم. قوله: (أن في خلق السماوات)، أي: في ارتفاعها واتساعها والأرض في انخفاضها وكثافتها واتضاعها وما فيها من الآيات العظيمة المشاهدة من كواكب سيارات وثوابت وبحار وجبال وقفار وأشجار ونبات وزروع وثمار وحيوان ومعادن ومنافع مختلفة الألوان والطعوم والروائح والخواص، (واختلاف الليل والنهار) أي: تعاقبهما وتعارضهما بالطول والقصر (لآيات) أي: لأدلة واضحة على الصانع وعظم قدرته وباهر حكمته وعلى وحدانيته (لأولي الألباب) أي: لأصحاب العقول التامة الذكية التي تدرك الأشياء بحقائقها على ما هي عليه.
4569 ح دثنا سعيد بن أبي مريم أخبرنا محمد بن جعفر قال أخبرني شريك بن عبد الله بن أبي نمر عن كريب عن ابن عباس رضي الله عنهما قال بت عند خالتي ميمونة فتحدث رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أهله ساعة ثم رقد فلما كان ثلث الليل الآخر قعد فنظر إلى السماء فقال * (إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب) * ثم قام فتوضأ واستن فصلى إحدى عشرة ركعة ثم أذن بلال فصلى ركعتين ثم خرج فصلى الصبح.
مطابقته للترجمة ظاهرة، ومحمد بن جعفر هو ابن أبي كثير. والحديث قد مضى في كتاب الوتر فإنه أخرجه هناك بأتم منه عن عبد الله بن سلمة عن مالك عن مخرمة بن سليمان عن كريب عن ابن عباس إلى آخره، ومضى الكلام فيه هناك، وفيه مما لم يذكر هناك ما ذكره الصيدلاني من رواية المخلص عنه عن عبد الله أردت أن أعرف صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، من الليل، فسألت عن ليلته فقيل لزوجته ميمونة، رضي الله تعالى عنها، فأتيتها فقلت: إني تنحيت عن السخ، ففرشت له في
(١٥٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 ... » »»