عمدة القاري - العيني - ج ١٨ - الصفحة ١٢٦
الإمام فيكون كل واحدة من الطائفتين قد صلى ركعتين فإن كان خوف هو أشد من ذلك صلوا رجالا قياما على أقدامهم أو ركبانا مستقبلي القبلة أو غير مستقبليها قال مالك قال نافع لا أرى عبد الله بن عمر ذكر ذلك إلا عن رسول الله ) مطابقته للترجمة ظاهرة وفي بعض النسخ ذكر هذا الحديث بعد قوله ' وقال ابن جبير ' إلى قوله مثل عمل المؤمن وليس لذكره هنا وجه أصلا ولم أر أحدا من الشراح تعرض لذكر هذا والحديث قد مر في صلاة الخوف بوجوه مختلفة عن ابن عمر وغيره (وقال ابن جبير وسع كرسيه علمه يقال بسطة زيادة وفضلا: أفرغ أنزل: ولا يؤده لا يثقله آدني أثقلني والآد والأيد قوة: السنة النعاس: لم يتسنه لم يتغير: فبهت ذهبت حجته: خاوية لا أنيس فيها: عروشها أبنيتها: السنة نعاس: ننشرها نخرجها. إعصار ريح عاصف تهب من الأرض إلى السماء كعمود فيه نار. وقال ابن عباس صلدا ليس عليه شيء. وقال عكرمة وابل مطر شديد الطل الندى وهذا مثل عمل المؤمن) وقال ابن جبير أي سعيد بن جبير في تفسير قوله * (وسع كرسيه السماوات والأرض) * أن المراد من قوله كرسيه علمه وهذا التعليق وصله ابن أبي حاتم حدثنا أبو سعيد الأشج حدثنا ابن إدريس عن مطرف بن طريف عن جعفر ابن أبي المغيرة عن سعيد بن جبير في قوله * (وسع كرسيه) * قال علمه وكذا روي عن سعيد بن جبير عن ابن عباس وقال ابن جرير قال قوم الكرسي موضع القدمين ثم رواه عن أبي موسى والسدي والضحاك ومسلم البطين وقال شجاع بن مخلد في تفسيره حدثنا أبو عاصم عن سفيان عن عمار الذهبي عن مسلم البطين عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال سئل النبي عن قول الله * (وسع كرسيه السماوات والأرض) * قال كرسيه موضع قدميه والعرش لا يقدر قدره إلا الله تعالى كذا أورد هذا الحديث الحافظ أبو بكر من طريق شجاع بن مخلد الفلاس فذكره قال ابن كثير وهو غلط وقد رواه وكيع في تفسيره حدثنا سفيان عن عمار الذهبي عن مسلم البطين عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال الكرسي موضع القدمين والعرش لا يقدر أحد قدره انتهى (قلت) أراد بقوله غلط أن رفعه غلط وليت شعري ما الفرق بين كونه موقوفا وبين كونه مرفوعا في هذا الموضع لأن هذا لا يعلم من جهة الوقف وقال الزمخشري الكرسي ما يجلس عليه ولا يفضل عن مقعد القاعد ثم ذكر أربعة أوجه يطلبها الطالب من موضعها وكان تفسيره أولا من حيث اللغة قوله ' يقال بسطة ' أي يقال في تفسير قوله تعالى * (إن الله اصطفاه عليكم وزاده بسطة في العلم والجسم) * وذلك أن الله تعالى أمر أشمويل أو يوشع أو شمعون حين طلب قومه ملكا يقاتلون به في سبيل الله * (إن الله قد بعث لكم طالوت ملكا قالوا أنى يكون له الملك علينا ونحن أحق بالملك منه ولم يؤت سعة من المال) * لأنه كان فقيرا سقاء أو دباغا فقال الله تعالى * (إن الله اصطفاه عليكم) * الآية و * (بسطة) * أي زيادة في العلم والجسم وهكذا فسره أبو عبيدة وعن ابن عباس نحوه وقيل نبي طالوت قوله ' أفرغ أنزل ' أشار به إلى تفسيره في قوله * (ولما برزوا لجالوت وجنوده قالوا ربنا أفرغ علينا صبرا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين) * وفسر * (أفرغ) * بقوله أنزل أي أنزل علينا صبرا هكذا فسره أبو عبيدة وليس هذا في رواية أبي ذر وكذا بسطة قوله * (ولا يؤده) * لا يثقله أشار به إلى تفسيره في قوله * (ولا يؤده حفظهما) * وفسره بقوله لا يثقله وهو تفسير ابن عباس رواه ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عنه وقيل معناه لا يشقه قوله ' آدني ' أثقلني هو ماضي يؤد أودا
(١٢٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 ... » »»