(يتبعون ضالة لهم). قوله: (ثم قمت) كلام سراقة. وكذلك قوله: (فدخلت، وأمرت جاريتي) إلى قوله: (قال ابن شهاب). قوله: (أكمة) وهي الرابية المرتفعة عن الأرض. قوله: (فخططت) بالخاء المعجمة وفي رواية الكشميهني والأصيلي بالمهملة، أي: أمكنت أسفله. قوله: (بزجه) بضم الزاء وتشديد الجيم: وهو الحديدة التي في أسفل الرمح، وفي رواية الكشميهني: فخططت به. قوله: (وخفضت عاليه) أي: عالي الرمح لئلا يظهر بريقه لمن بعد منه لأنه كره أن يتبعه أحد فيشركه في الجعالة، وروى ابن أبي شيبة من حديث الحسن عن سراقة: وجعلت أجر الرمح مخافة أن يشركني أهل الماء فيها. قوله: (فرفعتها) بالراء، أي:
أسرعت بها السير. قال ابن الأثير: أي: كلفتها المرفوع من السير وهو فوق الموضوع ودون العدو، يقال: أرفع دابتك، أي: أسرع بها، ويروى: دفعتها بالدال، يقال: دفع ناقته إذا حملها على السير. قوله: (تقرب بي) من التقريب وهو السير دون العدو وفوق العادة. وقال الأصمعي: هو أن ترفع الفرس يديها معا وتضعهما معا. قوله: (فخررت عنها) أي: عن دابتي، من الخرور بالخاء المعجمة وهو السقوط. قوله: (فأهويت يدي) أي: بسطتها إليها للأخذ. والكنانة الخريطة المستطيلة من جولد تجعل فيها السهام وهي الجعبة. قوله: (الأزلام) وهي: القداح وهو السهام التي لا ريش لها ولا نصل، وكان لهم في الجاهلية هذه الأزلام مكتوبا عليها: (لا) (ونعم)، فإذا اتفق لهم أمر من غير قصد كانوا يخرجونها، فإن خرج ما عليه: (نعم)، مضى على عزمه، وإن خرج (لا) انصرف عنه. قوله: (فاستقسمت بها) من الاستقسام وهو طلب معرفة النفع والضر بالأزلام، أي: التفاؤل بها. قوله: (فخرج الذي أكره) أي: الذي لا يضرهم، وصرح به الإسماعيلي وموسى وابن إسحاق، زاد: أو كنت أرجو أن أرده وأخذ المائة الناقة. قوله: (وعصيت الأزلام)، الواو فيه للحال، أراد أنه ما التفت إلى الذي خرج ما يكرهه. قوله: (تقرب بي) يعني: فرسه، ومضى معنى التقريب آنفا. قوله: (وهو لا يلتفت)، الواو فيه للحال أي: والحال أن النبي صلى الله عليه وسلم، لا يلتفت، وأبو بكر يكثر الالتفات. قوله: (ساخت يدا فرسي) أراد أنه حين سمع النبي صلى الله عليه وسلم، ساخت يدا فرسه، بالخاء المعجمة أي: غاصت. وفي حديث أسماء بنت أبي بكر: فوقعت لمنخريها. قوله: (حتى بلغتا الركبتين) وفي رواية البزار، فارتطمت به فرسه إلى بطنها. قوله: (فحررت عنها) بالخاء المعجمة، أي: سقطت. قوله: (ثم زجرتها) أي: حثثتها وحملتها على القيام (فنهضت) أي: أسرعت للقيام، ولم تكد: من أفعال المقاربة أي: لم تقرب من إخراج يديها. قوله: (فلما استوت قائمة) أي: بعد تحمل شدة في القيام، وفي رواية أنس، ثم قامت تحمحم، الحمحمة بالحائين المهمتين: صوت الفرس وصهيله. قوله: (إذا)، كلمة مفاجأة وهي جواب: لما، قوله: (لأثر يديها) اللتين غاصتا في الأرض. قوله: (عثان)، بضم العين المهملة وبالثاء المثلثة وبعد الألف نون: وهو الدخان من غير نار، و: عثان مرفوع بالابتداء وخبره هو قوله: (لأثر يديها) مقدما. قوله: (ساطع) أي: منتشر مرتفع، وفي رواية الكشميهني: غبار، بغين معجمة مضمومة وباء موحدة، وبراء. قال الكرماني: هذه هي الأصح، وقيل: الأولى هي الأشهر، وفي رواية موسى ابن عقبة والإسماعيلي: واتبعها دخان مثل الغبار، وفيه: فعلمت أنه منع مني. قوله: (فناديتهم بالأمان)، وفي رواية ابن إسحاق: فناديت القوم: أنا سراقة بن مالك بن جعشم، أنظروني أكلمكم، فوالله لا آتيكم ولا يأتيكم مني شيء تكرهونه. قوله: (وأخبرتهم أخبار ما يريد الناس بهم) أي: من الحرص على الظفر بهم وبذل المال لمن يحصلهم لهم. قوله: (فلم يرزآني) براء ثم زاي أي: لم يأخذا مني شيئا ولم ينقصا من مالي، يقال: رزأته، أرزؤه، وأصله النقص ويرزآني تثنية يرزأ، والضمير فيه يرجع إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر، وكذلك في: (ولم يسألاني) قوله: (إلا أن قال) أي: النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر، ويروى: إلا أن قالا بالتثنية يعني: كلاهما قالا (إخف عنا) بفتح الهمزة وسكون الخاء المعجمة: أمر من الإخفاء. قوله: (فسألته) أي: قال سراقة: سألت النبي صلى الله عليه وسلم (أن يكتب لي كتاب أمن) بسكون الميم، وفي رواية الإسماعيلي: كتاب موادعة، وفي رواية ابن إسحاق: كتابا يكون آية بيني وبينك. قوله: (فأمر)، أي: النبي صلى الله عليه وسلم، عامر بن فهيرة. قوله: (فكتب لي في رقعة من أدم) وهو بفتحتين اسم لجمع: أديم، وهو الجلد المدبوغ، ويروى: من أديم، وفي رواية ابن إسحاق: فكتب لي كتابا في عظم أو رقعة أو خرقة، ثم ألقاه إلي فأخذته فجعلته في كنانتي ثم رجعت.
قوله: (قال ابن شهاب) هو متصل إلى ابن شهاب الزهري بالإسناد المذكور أولا، قوله: (فأخبرني عروة بن الزبير أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم) وهذا مرسل وصله