حدثنا الأوزاعي حدثنا الزهري قال حدثني عطاء بن يزيد الليثي قال حدثني أبو سعيد رضي الله تعالى عنه قال جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فسأله عن الهجرة فقال ويحك إن الهجرة شأنها شديد فهل لك من إبل قال نعم قال فتعطي صدقتها قال نعم قال فهل تمنح منها قال نعم قال فتحلبها يوم ورودها قال نعم قال فاعمل من وراء البحار فإن الله لن يترك من عملك شيئا.
مطابقته للترجمة تؤخذ من قوله: (فسأله عن الهجرة) وذلك بطريق الاستئناس، وعلي بن عبد الله هو المعروف بابن المديني، والوليد بن مسلم الدمشقي، والأوزاعي هو عبد الرحمن بن عمرو إلى هنا طريق متصل، ومن قوله: قال محمد بن يوسف، طريق معلق، فالموصول أخرجه في كتاب الزكاة في باب زكاة الإبل عن علي بن عبد الله عن وليد بن مسلم عن الأوزاعي عن ابن شهاب عن عطاء بن يزيد عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه إلى آخر والمعلق أخرجه في كتابه الهبة في: باب فضل المنحة عن محمد بن يوسف أحد مشايخه بالإسناد المذكور، ومضى الكلام فيه في كتاب الزكاة. قوله: (فهل تمنح منها) أي: هل تعطيها لغيرك ليحلب منها وينتفع بها. قوله: (يوم ورودها) أي: على الماء، وإنما قيد الحلب بيوم الشرب لأنه أرفق للإبل والمساكين. قوله: (فلن يترك) من الوتر وهو النقص، أي: لن ينقصك إذا أديت الحقوق فلا عليك في إقامتك في وطنك.
46 (( باب مقدم النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه المدينة)) أي: هذا باب في بيان قدوم النبي صلى الله عليه وسلم، وقدوم أصحابه المدينة، وكان وصول النبي صلى الله عليه وسلم، إلى قباء يوم الاثنين أول شهر ربيع الأول، ومر الكلام فيه عن قريب، وكان وصول أكثر أصحابه قبله ونزل رسول الله، صلى الله عليه وسلم، على كلثوم بن الهدم، قاله ابن شهاب، وقيل: نزل على سعد بن خيثمة وجمع بينهما بأن نزوله كان على كلثوم، وكان يجلس مع أصحابه عند سعد بن خيثمة لأنه كان أعزب، وكان يقال لبيته: بيت العزاب، قال ابن شهاب: وبلغ علي بن أبي طالب نزوله، صلى الله عليه وسلم، أمنا بقباء، فركب راحلته فلحق به وهو بقباء.
3924 حدثنا أبو الوليد حدثنا شعبة قال أنبأنا أبو إسحاق سمع البراء رضي الله تعالى عنه قال أول من قدم علينا مصعب بن عمير وابن مكتوم ثم قدم علينا عمار بن ياسر وبلال رضي الله تعالى عنهم..
مطابقته للترجمة ظاهرة لأن فيها مقدم أصحابه أيضا، وأبو الوليد هشام بن عبد الملك الطيالسي، وأبو إسحاق عمرو بن عبد الله السبيعي، والبراء هو ابن عازب.
وأخرج البخاري هذا الحديث أيضا في فضائل القرآن عن أبي الوليد وفي التفسير عن عبدان عن أبيه.
قوله: (أنبأنا) وكان شعبة يروي أن أنبأنا وأخبرنا وحدثنا بمعنى، وقيل: يجوز أن يقال أنبأنا عند الإجازة لأنها إنباء عرفا، فعلى هذا يكون الإنباء أعم من الإخبار. قوله: (أول من قدم علينا) أي: بالمدينة، وزاد الحاكم في (الإكليل): عن شعبة من المهاجرين. قوله: (مصعب بن عمير) بضم الميم وسكون الصاد وعمير مصغر عمرو بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصي القرشي العبدري، وفي رواية ابن أبي شيبة: مصعب بن عمير أخو بني عبد الدار، وذكر موسى بن عقبة أنه نزل على خبيب ابن عدي. قوله: (وابن أم مكتوم) هو عمرو، ويقال: عبد الله وهو من بني عامر بن لؤي. قلت: عمرو بن قيس بن زائدة، ويقال: زياد ابن الأصم، والأصم هو جندب بن هرم بن رواحة بن حجر بن عبد بن بغيض بن عامر بن لؤي ويقال: عمرو بن زائدة، ويقال عبد الله بن زائدة القرشي، وقال الكرماني: هو عمرو بن قيس بن زائدة على الأصح العامري القرشي الأعمي مؤذن النبي