أي: مقدرا الهجرة، وفي رواية هشام بن عروة عن أبيه عند ابن حبان: استأذن أبو بكر النبي صلى الله عليه وسلم، في الخروج من مكة، ويروى: تجهز أبو بكر إلى المدينة أي إلى الخروج إلى المدينة. قوله: (على رسلك) بكسر الراء وسكون السين المهملة أي: على مهلك أي: وهينتك أي: لا تستعجل، وفي رواية ابن حبان: فقال اصبر. قوله: (أن يؤذن) على صيغة المجهول. قوله: (بأبي أنت) لفظ: أنت، مبتدأ و: بأبي خبره أي: أنت مفدى بأبي قيل: يحتمل أن يكون: أنت، فاعل ترجو. وقوله: بأبي قسم. وقوله ذلك إشارة إلى الإذن الذي يدل عليه أن يؤذن. قوله: (فحبس أبو بكر نفسه) أي: منعها من الهجرة، وفي رواية ابن حبان: فانتظره أبو بكر، رضي الله تعالى عنه. قوله: (على رسول الله، صلى الله عليه وسلم) أي: لأجله، وكلمة: على، تأتي للتعليل كما في قوله تعالى: * (ولتكبروا الله على ما هداكم) * (البقرة: 185) قوله (ليصحبه) أي لا يصحب رسول الله صلى الله عليه وسلم في الهجرة قوله (وعلف) أي أبو بكر قوله. تثنية راحلة وهي من الإبل البعير القوي على الأسفار والأحمال، والذكر والأنثى فيه سواء، والهاء فيه للمبالغة، وهي التي يختارها الرجل لمركبه ورحله على النجابة وتمام الخلق وحسن المنظر، فإذا كانت في جماعة الإبل عرفت. قوله: (السمر)، بفتح السين المهملة وضم الميم: وهو شجر الطلح، وقيل: شجر أم غيلان، وقيل: كل ما له ظل ثقيل. قوله: (وهو الخبط) أي: ورق السمر هو الخبط، بفتح الخاء المعجمة وبالباء الموحدة: وهو الورق المضروب بالعصا الساقط من الشجر. وقوله: وهو الخبط، مدرج أيضا من تفسير الزهري.
قوله: (قال ابن شهاب...) إلى آخره موصول بالإسناد المذكور أولا أي: قال محمد بن مسلم بن شهاب الراوي: قال عروة ابن الزبير: قالت عائشة أم المؤمنين، رضي الله تعالى عنها، قوله: (فبينما)، قد مر الكلام فيه غير مرة. قوله: (جلوس) أي: جالسون. قوله: (في نحر الظهيرة) أي: في أول وقت الحرارة وهي المهاجرة، ويقال: أول الزوال وهو أشد ما يكون من حر النهار، والغالب في أيام الحر القيلولة فيها. قوله: (متقنعا) أي: مغطيا رأسه، وانتصابه على الحال كما في قولك: هذا زيد قائما، أي: أشير إليه وهو العامل فيه، ومن له يد في العربية لا يخفى عليه هذا وأمثاله. قوله: (فداء له)، بكسر الفاء وبالمد في رواية الكشميهني، وفي رواية غيره بالقصر، وانتصاب: فداء، على تقدير أن يكون له أبي وأمي فداء، ويجوز الرفع على أنه خبر المبتدأ وهو قوله: أبي وأمي فداء له أي: للنبي، صلى الله عليه وسلم. فإن قلت: على هذا أين المطابقة بين المبتدأ والخبر؟ قلت: الفداء يشمل الواحد فما فوقه. قوله: (إلا أمر)، أي: أمر قد حدث، وكذا جاء في رواية موسى بن عقبة، ولفظه: فقال أبو بكر: يا رسول الله! ما جاء بك إلا أمر حدث. قوله: (فأذن)، على صيغة المجهول. قوله: (أخرج من عندك)، بفتح الهمزة من الإخراج، ومن عندك. مفعوله. قوله: (إنما هم أهلك) أشار به إلى عائشة وأسماء، كما فسره موسى بن عقبة ففي روايته، قال: أخرج من عندك، قال: لا عين عليك إنما هما ابنتاي. قوله: (فإني)، وفي رواية الكشميهني: فإنه. قوله: (قد أذن لي)، على صيغة المجهول. قوله: (الصحابة)، بالنصب أي: أريد الصحابة يا رسول الله يعني المصاحبة. قوله: (نعم. قال)، يعني: نعم الصحبة التي تطلبها. قوله: (بالثمن)، أي: لا آخذ إلا بالثمن، وفي رواية ابن إسحاق: لا أركب بعيرا ليس هو لي، قال: فهو لك، قال: لا ولكن بالثمن الذي ابتعته به، قال: أخذته بكذا وكذا، قال: هو لك، وفي رواية الطبراني عن أسماء، قال: بثمنها يا أبا بكر، قال: بثمنها إن شئت، وعن الواقدي: أن الثمن ثمانمائة وأن الراحلة التي أخذها رسول الله، صلى الله عليه وسلم، من أبي بكر هي القصواء، وأنها كانت من نعم بني قشير، وأنها عاشت بعد النبي صلى الله عليه وسلم، قليلا وماتت في خلافة أبي بكر، رضي الله تعالى عنه، وكانت مرسلة ترعى بالبقيع، وذكر ابن إسحاق أنها الجذعاء وكانت من إبل بني الحريش، وكذا في رواية أخرجها ابن حبان: أنها الجدعاء. قوله: (فجهزنا هما) أي: النبي وأبا بكر. قوله: (أحث الجهاز) لفظ: أحث، بالحاء المهملة والثاء المثلثة أفعل التفضيل من: الحث وهو الإسراع، والحثيث على وزن فعيل: المسرع الحريص، وأحث أفعل منه، وفي رواية أبي ذر: أحب، بالباء الموحدة والأول أصح، و: الجهاز، بفتح الجيم وكسرها: ما يحتاج إليه في السفر ونحوه. قوله: (ووضعنا لهما) أي: للنبي وأبي بكر، ويروى: وصنعنا، من صنع، والسفرة الزاد هنا لأن أصل السفرة في اللغة الزاد الذي يصنع للمسافر ثم استعمل في وعاء الزاد، ومثله المزادة للماء، وكذلك الراوية. وعن الواقدي: أنه كان في السفرة شاة مطبوخة. قوله: (في