عمدة القاري - العيني - ج ١٧ - الصفحة ٣٠١
هذا طريق آخر في الحديث المذكور وهو معلق وصله البخاري في الأحكام عن قتيبة عن الليث ويحيى بن سعد هو الأنصاري.
قوله: (يختله)، بالخاء المعجمة والتاء المثناة من فوق: أي يخدعه. قوله: (حتى تخوفت) أي: الهلاك، وهو مفعول قد حذف. قوله: (بدالي) أي: ظهر لي قوله: (الذي يذكر)، أي: أبو قتادة، وفي رواية الكشميهني: الذي ذكره. قوله: (كلا) كلمة ردع. قوله: (لا يعطه)، أي: لا يعطي رسول الله صلى الله عليه وسلم سلاح الرجل الذي هو سلبه. قوله: (أصيبغ) بضم الهمزة وفتح الصاد المهملة وسكون الياء آخر الحروف وكسر الباء الموحدة بعدها الغين المعجمة: وهو نوع من الطير ضعيف شبهه به لعجزه وهو أنه، وقيل: شبهه بالصبغاء، وهو نبت معروف، وقيل: نبت ضعيف كالثمام إذا طلع من الأرض يكون أول ما يلي الشمس منه أصفر، هذا الضبط رواية القابسي، وفي رواية أبي ذر: بالضاد المعجمة والعين المهملة، وعلى روايته هو تصغير: الضبع، على غير قياس، كأنه لما عظم أبا قتادة بأنه أسد صغر خصمه وشبهه بالضبع لضعف افتراسه وما يوصف به من العجز، وقال ابن مالك: أضيبع، بالضاد المعجمة والعين المهملة تصغير: أضبع ويكنى به عن الضعيف. قوله: (ويدع)، أي: يترك وهو بالنصب، وقال الكرماني: ويدع، بالرفع والجر نحو: لا تأكل السمك وتشرب اللبن.
((باب غزوة أوطاس)) أي هذا باب في بيان غزوة أوطاس قال عياض هو واد في ديار هوازن وهو موضع حرب حنين وهو من وطست الشيء وطسا إذا كددته وأثرت فيه والوطيس نقرة في حجر توقد حوله النار فيطبخ به اللحم والوطيس التنور 324 - (حدثنا محمد بن العلاء حدثنا أبو أسامة عن بريد بن عبد الله عن أبي بردة عن أبي موسى رضي الله عنه قال لما فرغ النبي من حنين بعث أبا عامر على جيش إلى أوطاس فلقي دريد بن الصمة فقتل دريد وهزم الله أصحابه * قال أبو موسى وبعثني مع أبي عامر فرمي أبو عامر في ركبته رماه جشمي بسهم فأثبته في ركبته فانتهيت إليه فقلت يا عم من رماك فأشار إلى أبي موسى فقال ذاك قاتلي الذي رماني فقصدت له فلحقته فلما رآني ولى فاتبعته وجعلت أقول له ألا تستحي ألا تثبت فكف فاختلفنا ضربتين بالسيف فقتلته ثم قلت لأبي عامر قتل الله صاحبك قال فانزع هذا السهم فنزعته فنزا منه الماء قال يا ابن أخي أقرىء النبي السلام وقل له استغفر لي واستخلفني أبو عامر على الناس فمكث يسيرا ثم مات فرجعت فدخلت على النبي في بيته على سرير مرمل وعليه فراش قد أثر رمال السرير بظهره وجنبيه فأخبرته بخبرنا وخبر أبي عامر وقال قل له استغفر لي فدعا بماء فتوضأ ثم رفع يديه فقال اللهم اغفر لعبيد أبي عامر ورأيت بياض إبطيه ثم قال اللهم اجعله يوم القيامة فوق كثير من خلقك من الناس فقلت ولي فاستغفر فقال اللهم اغفر لعبد الله بن قيس ذنبه وأدخله يوم القيامة مدخلا كريما قال أبو بردة إحداهما لأبي عامر والأخرى لأبي موسى) مطابقته للترجمة ظاهرة وأبو أسامة حماد بن أسامة وبريد بضم الباء الموحدة وفتح الراء وكذا أبو بردة واسمه عامر وأبو موسى اسمه عبد الله بن قيس وبريد هنا يروي عن جده أبي بردة وهو يروي عن أبيه أبي موسى الأشعري والحديث مضى في الجهاد مقطعا وفي الدعوات يأتي وأخرجه مسلم في الفضائل قوله بعث أبا عامر واسمه عبيد بن سليم بن حضار الأشعري وهو
(٣٠١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 296 297 298 299 300 301 302 302 303 304 305 ... » »»