عمدة القاري - العيني - ج ١٧ - الصفحة ٣٠٢
: (في بني سلمة) بكسر اللام: بطن من الأنصار وهم ثوم أبي قتادة. قوله: (تأثلته)، بالتاء المثناة من فوق وفتح الهمزة وسكون الثاء المثلثة وضم التاء المثناة من فوق أي: اتخذته أصل المال واقتنيته، وأثلة كل شيء: أصله.
4322 وقال الليث حدثني يحيى بن سعيد عن عمر بن كثير بن أفلح عن أبي محمد مولى أبي قتادة أن أبا قتادة قال لما كان يوم حنين نظرت إلى رجل من المسلمين يقاتل رجلا من المشركين وآخر من المشركين يختله من ورائه من ورائه ليقتله فأسرعت إلى الذي يختله فرفع يده ليضربني وأضرب يده فقطعتها ثم أخذني فضمني ضما شديدا حتى تخوفت ثم ترك فتحلل ودفعته ثم قتلته وانهزم المسلمون وانهزمت معهم فإذا بعمر بن الخطاب في الناس فقلت له ما شأن الناس قال أمر الله ثم تراجع الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أقام بينة على قتيل قتله فله سلبه فقمت لألتمس بينة على قتيلي فلم أر أحدا يشهد لي فجلست ثم بدا لي فذكرت أمره لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رجل من جلسائه سلاح هذا القتيل الذي يذكر عندي فأرضه منه فقال أبو بكر كلا لا يعطه أصيبغ من قريش ويدع أسدا من أسد الله يقاتل عن الله ورسوله صلى الله عليه وسلم قال فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فأداه إلي فاشتريت منه خرافا فكان أول مال تاثلته في الإسلام..
هذا طريق آخر في الحديث المذكور وهو معلق وصله البخاري في الأحكام عن قتيبة عن الليث ويحيى بن سعد هو الأنصاري.
قوله: (يختله)، بالخاء المعجمة والتاء المثناة من فوق: أي يخدعه. قوله: (حتى تخوفت) أي: الهلاك، وهو مفعول قد حذف. قوله: (بدالي) أي: ظهر لي قوله: (الذي يذكر)، أي: أبو قتادة، وفي رواية الكشميهني: الذي ذكره. قوله: (كلا) كلمة ردع. قوله: (لا يعطه)، أي: لا يعطي رسول الله صلى الله عليه وسلم سلاح الرجل الذي هو سلبه. قوله: (أصيبغ) بضم الهمزة وفتح الصاد المهملة وسكون الياء آخر الحروف وكسر الباء الموحدة بعدها الغين المعجمة: وهو نوع من الطير ضعيف شبهه به لعجزه وهو أنه، وقيل: شبهه بالصبغاء، وهو نبت معروف، وقيل: نبت ضعيف كالثمام إذا طلع من الأرض يكون أول ما يلي الشمس منه أصفر، هذا الضبط رواية القابسي، وفي رواية أبي ذر: بالضاد المعجمة والعين المهملة، وعلى روايته هو تصغير: الضبع، على غير قياس، كأنه لما عظم أبا قتادة بأنه أسد صغر خصمه وشبهه بالضبع لضعف افتراسه وما يوصف به من العجز، وقال ابن مالك: أضيبع، بالضاد المعجمة والعين المهملة تصغير: أضبع ويكنى به عن الضعيف. قوله: (ويدع)، أي: يترك وهو بالنصب، وقال الكرماني: ويدع، بالرفع والجر نحو: لا تأكل السمك وتشرب اللبن.
56 ((باب غزوة أوطاس)) أي: هذا باب في بيان غزوة أوطاس، قال عياض: هو واد في ديار هوازن وهو موضع حرب حنين، وهو من وطست الشيء موطسا إذا كددته وأثرت فيه، والوطيس: نقرة في حجر توقد حوله النار فيطبخ به اللحم، والوطيس: التنور.
57 ((باب غزوة الطائف)) أي: هذا باب في بيان غزوة الطائف، وهو بلد كبير مشهور كثير الأعناب والنخيل على ثلاث مراحل أو اثنتين من مكة من جهة المشرق، وأصل تسميته بالطائف أن هشاما ذكر أن رجلا من الصدف يقال له: لدمون بن عبيد بن مالك قتل ابن عم له يقال له عمر بحضرموت ثم هرب، ورأى مسعود بن معتب الثقفي يعرج ومعه مال كثير وكان تاجرا. فقال: أحالفكم لتزوجوني، وأزوجكم وأبني عليكم طوفا مثل الحائط لا يصل إليكم أحد من العرب؟ فبنى بذلك المال طوفا عليهم، فسمي به الطائف. وحكى السهيلي: أن الجنة التي ذكرها الله تعالى في قوله: * (فطاف عليها طائف من ربك وهم نائمون) * (القلم: 19) هي: الطائف
(٣٠٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 298 299 300 301 302 302 303 304 305 306 307 ... » »»