عمدة القاري - العيني - ج ١٧ - الصفحة ١٣٧
وفي رواية يوسف، ثم اختبأت في مربط حمار عند باب الحصن. قوله: (ثم غلق الأغاليق)، وهو بالغين المعجمة جمع غلق بفتح أوله، وهو ما يغلق به الباب، والمراد بها المفاتيح كأنه كان يغلق بها ويفتح بها، كذا في رواية أبي ذر، وفي رواية غيره: بالعين المهملة، وفي (التوضيح): هو جمع إغليق، وهو المفتاح. قوله: (على وتد) ويروى: على ود، وهو مدغم الوتد، قاله الكرماني: يعني قلبت التاء دالا وأدغمت الدال في الدال، وقال: هي مسمرة على الباب، فكيف تعلق على الوتد؟ قلت: يراد بها الأقاليد، والإقليد كما يفتح به يغلق أيضا به. قوله: (يسمر عنده) على صيغة المجهول من المضارع، أي: يتحدثون عنده بعد العشاء وهو من السمر وهو الاقتصاص بالليل. قوله: (في علالي) جمع علية، بضم العين المهملة وكسر اللام وتشديد الياء آخر الحروف، وهي الغرفة وفي رواية ابن إسحاق: وكان في علية له عجلة، بفتح العين المهملة والجيم، قال بعضهم: هي سلم من الخشب، وقال ابن الأثير: العجلة من نخل ينقر الجذع ويحمل فيه شبه الدرج. قوله: (نذروا) بكسر الذال أي: علموا، وأصله من الإنذار وهو الإعلام بالشيء الذي يحذر منه، وذكر ابن سعد أن عبد الله بن عتيك كان يرطن باليهودية فاستفتح، فقالت له امرأة أبي رافع: من أنت؟ قال: جئت أبا رافع بهديه، ففتحت له. قوله: (فأهويت نحو الصوت)، أي: قصدت نحو صاحب الصوت، وفي رواية يوسف: فعمدت نحو الصوت. قوله: (وأنا دهش) جملة اسمية وقعت حالا، ودهش أي: تحير وهو بفتح الدال وكسر الهاء، وفي آخره شين معجمة. قوله: (فما أغنيت شيئا) يقال: ما يغني عنك، أي: ما يجدي عنك وما ينفعك، حاصل المعنى: لم أقتله. قوله: (لأمك الويل) دعاء عليه، والويل مبتدأ، و: لأمك، مقدما خبره. قوله: ( أثخنته) أي: أثخنت الضربة أبا رافع، والحال أني لم أقتله أيضا. قوله: (ظبه السيف) وهو حرف حد السيف، ويجمع على: ظبات وظبين، وأما الضبيب بفتح الضاد المعجمة وكسر الباء الموحدة الأولى على وزن: رغيف، فلا أدري له معنى يصح في هذا، وإنما هو سيلان الدم من الفم، يقال: ضبت لثته ضبيبا، وقال الخطابي: هكذا يروى، وما أراه محفوظا، وقال عياض: روى بعضهم الصبيب بالمهملة، قال: وأظن أنه الطرف. قلت: هو رواية أبي ذر، وكذا ذكره الحربي، وقال الكرماني: لو كان بالذال المعجمة مصغر ذباب السيف وهو طرفه لكان ظاهرا، وفي رواية يوسف: فأضع السيف في بطنه ثم انكفىء عليه حتى أسمع صوت العظم. قوله: (وأنا أرى) بضم الهمزة أي: أظن، وذكر ابن إسحاق في روايته أنه كان سئ البصر، قوله: فانكسرت ساقي فوثبت يده، قيل: هو وهم والصواب رجله. قوله: (قام الناعي) بالنون والعين المهملة من النعي، وهو خبر الموت، والاسم الناعي. قوله: (أنعي أبا رافع) كذا ثبت في الروايات بفتح العين، قال ابن التين: هي لغة، والمعروف: أنعوا، قوله: (النجاء) بالنصب أي: أسرعوا. قوله: (فكأنها) أي: فكأن رجلي لم أشتكها، من الشكاية.
4040 حدثنا أحمد بن عثمان حدثنا شريح هو ابن مسلمة حدثنا إبراهيم بن يوسف عن أبيه عن أبي إسحاق قال سمعت البراء رضي الله تعالى عنه قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أبي رافع عبد الله بن عتيك وعبد الله بن عتبة في ناس معهم فانطلقوا حتى دنوا من الحصن فقال لهم عبد الله بن عتيك امكثوا أنتم حتى أنطلق أنا فأنظر قال فتلطفت أن أدخل الحصن ففقدوا حمارا لهم قال فخرجوا بقبس يطلبونه قال فخشيت أن أعرف قال فغطيت رأسي ورجلي كأني أقضي حاجة ثم نادى صاحب الباب من أراد أن يدخل فليدخل قبل أن أغلقه فدخلت ثم اختبأت في مربط حمار عند باب الحصن عند أبي رافع وتحدثوا حتى ذهبت ساعة من الليل ثم رجعوا إلى بيوتهم فلما هدأت الأصوات ولا أسمع حركة خرجت قال ورأيت صاحب الباب حيث وضع مفتاح الحصن في كوة فأخذته ففتحت به باب الحصن قال قلت إن نذر بي القوم انطلقت على مهل ثم عمدت إلى أبواب بيوتهم فغلقتها عليهم من ظاهر ثم
(١٣٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 ... » »»