عمدة القاري - العيني - ج ١٧ - الصفحة ١٣٦
فقد قتل الله أبا رافع فانتهيت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فحدثته فقال لي ابسط رجلك فبسطت رجلي فمسحها فكأنها لم أشتكها قط..
هذا طريق آخر أخرجه مطولا، وفيه بيان قصة أبي رافع. و يوسف بن موسى بن رافع. ويوسف بن موسى بن راشد بن بلال القطان الكوفي، سكن بغداد ومات بها سنة اثنين وخمسين ومائتين، وهو من أفراده، و عبيد الله بن موسى بن باذام أبو محمد العبسي الكوفي، وهو أيضا شيخ البخاري روى عنه هنا بالواسطة، و إسرائيل هو ابن يونس بن أبي إسحاق السبيعي، يروي عن جده أبي إسحاق.
قوله: (رجالا من الأنصار) قد سمى منهم في هذا الباب: عبد الله بن عتيك ومسعود بن سنان وعبد الله بن أنيس وأبا قتادة وخزاعي ابن أسود. وإن كان عبد الله بن عتبة محفوظا فكانوا ستة، وقد ترجمنا عبد الله بن عتيك، وأما مسعود بن سنان فهو ابن سنان ابن الأسود حليف لبني غنم بن سلمة من الأنصار، شهد أحدا وقتل يوم اليمامة شهيدا، وعبد الله بن أنيس، بضم الهمزة وفتح النون وسكون الياء آخر الحروف وبالسين المهملة: ابن أسعد بن حرام بن حبيب بن غنم بن كعب بن غنم بن تفاثة بن أياس بن يربوع بن فالبرك بن وبرة أخي كلب بن وبرة، البرك بن وبرة دخل في جهينة، وقال أبو عمر: عبد الله بن أنيس الجهني، ثم الأنصاري حليف بني سلمة، وقيل: هو من جهينة حليف للأنصار، وقيل: هو من الأنصار، توفي سنة أربع وخمسين شهد أحدا وما بعدها، وأبو قتادة الأنصاري فارس رسول الله، صلى الله عليه وسلم، اختلف في اسمه، فقيل: الحارث بن ربعي بن بلدهة، وقيل: بلدمة بن خناس بن سنان بن عبيد بن عدي بن غنم بن كعب بن سلمة الأنصاري السلمي، وقيل: النعمان الربعي، وقيل: عمرو بن ربعي. واختلف في شهوده بدرا، فقال بعضهم: كان بدريا ولم يذكره ابن عقبة ولا ابن إسحاق في البدريين وشهد أحدا وما بعدها من المشاهد كلها، وعن الشعبي أن عليا، رضي الله تعالى عنه كبر على أبي قتادة ستا، وكان بدريا وعنه أنه كبر عليه سبعا، وكان بدريا. وقال الحسن بن عثمان: مات أبو قتادة سنة أربعين وشهد مع علي، رضي الله تعالى عنه، مشاهده كلها في خلافته، ومات بالكوفة وهو ابن سبعين سنة، وخزاعي، بضم الخاء المعجمة وتخفيف الزاي وبالعين المهملة: ابن أسود بن خزاعي، الأسلمي حليف الأنصار، ذكره الذهبي في تجريد أسماء الصحابة وقال: قيل: له صحبة، ولم يذكره أبو عمر في الصحابة، وقيل بالقلب: أسود بن خزاعي، وقيل: أسود بن حرام، ذكره في (الإكليل) في حديث عبد الله بن أنيس، وكذا ذكره موسى بن عقبة في (المغازي) وذكر في (دلائل البيهقي) من طريق موسى بن عقبة على الشك: هل هو أسود بن خزاعي أو أسود بن حرام؟ وقال الذهبي في تجريد الصحابة): الأسود بن خزاعي، وقيل: خزاعي بن أسود أحد من قتل ابن أبي الحقيق، ذكره ابن إسحاق وهو أسلمي من حلفاء بني سلمة الأنصاريين، وقال الذهبي أيضا: الأسود بن أبيض، استدركه أبو موسى، قيل: هو أحد من بيت ابن أبي الحقيق، وأما عبد الله بن عتبة، فبالعين المضمومة وسكون التاء المثناة من فوق، وقال أبو عمر، عبد الله بن عتبة أبو قيس الذكواني، مدني. وقال الذهبي: قيل: له صحبة، وقال ابن الأثير في (جامع الأصول): إنه ابن عنبة، بكسر العين وفتح النون، وغلطه بعضهم بأنه خولاني لا أنصاري، ومتأخر الإسلام، وهذه القصة متقدمة. وقال الذهبي: عبد الله بن عتبة، أبو عتبة الخولاني، نزل مصر، وقال بكر بن زرعة: له صحبة وقد صلى القبلتين وسمع من النبي صلى الله عليه وسلم. قوله: (فأمر عليهم)، بتشديد الميم من التأمير. قوله: (وكان أبو رافع يؤذي رسول الله، صلى الله عليه وسلم) لأنه ممن أعان غطفان وغيرهم من مشركي العرب بالمال الكثير على رسول الله، صلى الله عليه وسلم. قوله: (وراح الناس بسرحهم)، أي: رجعوا بمواشيهم التي ترعى، والسرح، بفتح السين المهملة وسكون الراء وبالحاء المهملة: وهي السائمة من إبل وبقر وغنم. قوله: (ثم تقنع بثوبه)، أي: تغطي به ليخفي شخصه لئلا يعرف. قوله: (فهتف به البواب)، أي: ناداه، وفي رواية فنادى صاحب الباب. فإن قلت: كيف قال البواب: يا عبد الله؟ فهذا يدل على أنه عرفه؟ فلو عرفه لما مكنه من الدخول مع أنه كان مستخفيا منه. قلت: لم يرد به اسمه العلم، بل الظاهر أنه أراد به المعنى الحقيقي، لأن الكل عبيد الله. قوله: (فكمنت)، أي: اختبأت،
(١٣٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 ... » »»