تابعه أبو أسامة حدثنا هاشم أي: تابع ابن أبي زائدة أبو أسامة حماد بن أسامة عن هاشم، وأسند البخاري هذه المتابعة في إسلام سعد، رضي الله تعالى عنه، على ما يأتي إن شاء الله تعالى ويروى: أبو أسامة حدثنا هاشم.
8273 حدثنا عمرو بن عون حدثنا خالد بن عبد الله عن إسماعيل عن قيس قال سمعت سعدا رضي الله تعالى عنه يقول إني لأول العرب رمى بسهم في سبيل الله وكنا نغزو مع النبي صلى الله عليه وسلم وما لنا طعام إلا ورق الشجر حتى إن أحدنا ليضع كما يضع البعير أو الشاة ما له خلط ثم أصبحت بنو اسد تعزرني على الإسلام لقد خبت إذا وضل عملي وكانوا وشوا به إلى عمر قالوا لا يحسن يصلي.
مطابقته للترجمة تؤخذ من قوله: (إني لأول العرب رمى بسهم في سبيل الله) وفيه منقبة عظيمة له.
وعمرو، بفتح العين: ابن عون، بفتح العين وبالنون، مر في الصلاة، روى عنه البخاري هنا بلا واسطة، وفي بعض المواضع يروي عنه بواسطة عبد الله بن محمد المسندي، وخالد بن عبد الله بن عبد الرحمن الطحان الواسطي يروي عن إسماعيل بن أبي خالد الأحمسي البجلي عن قيس بن أبي حازم عن سعد بن أبي وقاص.
والحديث أخرجه البخاري أيضا في الأطعمة عن عبد الله بن محمد وفي الرقاق عن مسدد. وأخرجه مسلم في آخر الكتاب عن يحيى بن حبيب وعن محمد بن عبد الله ابن نمير وعن يحيى عن وكيع. وأخرجه الترمذي في الزهد عن محمد بن بشار وعن عمرو بن إسماعيل. وأخرجه النسائي في المناقب عن محمد بن المثنى. وفي الرقائق عن قتيبة. وأخرجه ابن ماجة في السنة عن علي بن محمد.
قوله: (إني لأول العرب رمى) كان ذلك في سرية عبيدة بن الحارث بن عبد المطلب، وكان القتال فيها أول حرب وقعت بين المشركين والمسلمين، وكانت هي أول سرية بعثها رسول الله، صلى الله عليه وسلم في السنة الأولى من الهجرة، بعث ناسا من المسلمين إلى رابغ ليلقوا عيرا لقريش فتراموا بالسهام ولم يكن بينهم مسايفة، أي: مضاربة ومحاربة، وكان سعد أول من رمى، وكانوا ستين راكبا من المهاجرين وفيهم سعد، وعقد له اللواء، وهو أول لواء عقده رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فالتقى عبيدة وأبو سفيان الأموي وكان هو على المشركين، وهذا أول قتال جرى في الإسلام، وأول من رمى إليهم هو سعد، وفيه قال:
* ألا هل جاء رسول الله أني * حميت صحابي بصدور نبلي * * فما يعتد رام من معد * بسهم مع رسول الله قبلي * قوله: (كما يضع)، أي: يضع عند قضاء الحاجة أي: يخرج منهم مثل البعر ليبسه وعدم الغذاء المألوف. قوله: (ما له خلط) بكسر الخاء المعجمة أي: لا يختلط بعضه ببعض لجفافه. قوله: (تعزرني على الإسلام) أي: تؤذيني، والمعنى: تعلمني الصلاة وتعيرني بأني لا أحسنها. قوله: (لقد خبت)، من الخيبة أي: إن كنت محتاجا إلى تعليمهم فقد ضل عملي فيما مضى خاسئا من ذلك. قوله: (وكانوا) أي: بنو أسد. قوله: (وشوا به) بالشين المعجمة أي: سعوا به، أي: بسعد، يقال: وشى به وشاية إذا نم عليه وسعى به فهو واش، وجمعه وشاة وأصله: استخراج الحديث باللطف والسؤال، وقد مرت قصته مع الذين زعموا أنه لا يحسن يصلي في: صفة الصلاة.
61 ((باب ذكر أصهار النبي صلى الله عليه وسلم)) أي: هذا باب في بيان ذكر أصهار النبي صلى الله عليه وسلم، وفي بعض النسخ: ذكر أصهار رسول الله، صلى الله عليه وسلم وليس فيه ذكر لفظ: باب. وأصهاره هم الذين تزوجوا إليه، والصهر يطلق على جميع أقارب المرأة، ومنهم من يخصه، وقال الجوهري: الأصهار أهل بيت المرأة، وعن الخليل قال: ومن العرب من يجعل الصهر من الأحماء والأختان،