والأختان جمع ختن وهو كل من كان من قبل المرأة مثل الأب والأخ، وهم الأختان، هكذا عند العرب، وأما عند العامة فختن الرجل: زوج ابنته.
منهم أبو العاص بن الربيع أي: من أصهار النبي صلى الله عليه وسلم: أبو العاص واسمه: لقيط، مقسم، بكسر الميم، وقيل: هشيم، ويلقب: جرو البطحاء ابن الربيع بن الربيعة بن عبد العزى بن عبد شمس بن عبد مناف، ويقال بإسقاط الربيعة، وهو مشهور بكنيته، وأمه هالة بنت خويلد أخت خديجة، وكان ابن خالتها وتزوج زينب بنت رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قبل البعثة، وهي أكبر بنات رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وقد أسر أبو العاص ببدر مع المشركين وفدته زينب، فشرط عليه النبي صلى الله عليه وسلم أن يرسلها إليه، فوفى له بذلك، فهذا معنى قوله في آخر الحديث: ووعدني فوفى لي، ثم أسر أبو العاص مرة أخرى فأجارته زينب فأسلم فردها النبي صلى الله عليه وسلم إلى نكاحه، وقال أبو عمر: وكان الذي أسر إبا العاص عبد الله بن جبير بن النعمان الأنصاري، فلما بعث أهل فكة في فداى أساراهم قدم في فداء أخوه عمرو بن الربيع بمال دفعته إليه زينب بنت رسول الله، صلى الله عليه وسلم، من ذلك قلادة لها كانت لخديجة أمها قد أدخلتها بها على أبي العاص حين بنى عليها، ثم هاجرت زينب مسلمة وتركته على شركه فلم يزل كذلك مقيما على الشرك حتى كان قبيل الفتح، خرج بتجارة إلى الشام ومعه أموال من أموال قريش، فلما انصرف قافلا لقيته سرية لرسول الله، صلى الله عليه وسلم، أميرهم زيد بن حارثة، وكان أبو العاص في جماعة عير قريش، وكان زيد في نحو سبعين ومائة راكب، فأخذوا ما في تلك العير من الثقل وأسروا ناسا منهم وأفلتهم أبو العاص هربا، ثم أقبل من الليل حتى دخل على زينب فاستجار بها فأجارته، ودخل رسول الله، صلى الله عليه وسلم، على زينب وقال: أكرمي مثواه، ثم ردوا عليه ما أخذوا منه فلم يفقد منه شيئا، فاحتمل إلى مكة فأدى إلى كل أحد ماله، ثم خرج حتى قدم على رسول الله، صلى الله عليه وسلم مسلما وحسن إسلامه، ورد رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ابنته عليه فقيل: ردها عليه على النكاح الأول، قاله ابن عباس، وروي من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده: أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم ردها عليه بنكاح جديد، وبه قال الشعبي، وولدت له أمامة التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يحملها وهو يصلي، وولدت له أيضا ابنا اسمه: علي، كان في زمن النبي صلى الله عليه وسلم، مراهقا، ويقال: إنه مات قبل وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، واستشهد أبو العاص في وقعة اليمامة.
9273 حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال حدثني علي بن حسين أن المسور ابن مخرمة قال إن عليا خطب بنت أبي جهل فسمعت بذلك فاطمة فأتت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت يزعم قومك أنك لا تغضب لبناتك وهذا علي ناكح بنت أبي جهل فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فسمعته حين تشهد يقول أما بعد فإني أنكحت أبا العاص بن الربيع فحدثني وصدقني وإن فاطمة بضعة مني وإني أكره أن يسوءها والله لا تجتمع بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وبنت عدو الله عند رجل واحد فترك علي الخطبة..
مطابقته للترجمة ظاهرة. وعلي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، رضي الله تعالى عنهم، مات في سنة أربع أو خمس وتسعين. والحديث مضى في الخمس في: باب ما ذكر من درع النبي صلى الله عليه وسلم.
قوله: (بنت أبي جهل) اسمها: جويرية، بالجيم، وقيل: الجميلة، وقيل: العوراء، وكان علي، رضي الله تعالى عنه، قد أخذ بعموم الجواز، فلما أنكره النبي صلى الله عليه وسلم أعرض عن الخطبة، فيقال: تزوجها عتاب بن أسيد، وإنما خطب النبي صلى الله عليه وسلم ليشيع الحكم المذكور بن الناس ويأخذوا به، إما على سبيل الإيجاب، وإما على