مطابقته للترجمة ظاهرة، ورجاله قد ذكروا غير مرة. والحديث أخرجه البخاري أيضا في مناقب قريش عن يحيى بن بكير عن الليث عن عقيل وفي المغازي عن يحيى بن بكير عن الليث عن يونس. وأخرجه أبو داود في الخراج عن القواريري عن ابن المهدي وعن القواريري عن عثمان بن عمر، وعن مسدد عن هشيم وأخرجه النسائي في قسم الفيء عن محمد بن المثنى وعن عبد الرحمن بن عبد الله. وأخرجه ابن ماجة في الجهاد عن يونس بن عبد الأعلى.
ذكر معناه: قوله: (عن ابن المسيب)، في رواية أبي داود: أخبرني سعيد بن المسيب. قوله: (عن جبير بن مطعم)، في رواية البخاري في المغازي من رواية يونس عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب: أن جبير بن مطعم أخبره. قوله: (مشيت أنا وعثمان)، وفي رواية أبي داود، قال: أخبرني جبير بن مطعم أنه جاء هو وعثمان بن عفان يكلمان رسول الله، صلى الله عليه وسلم فيما قسم من الخمس في بني المطلب، فقلت: يا رسول الله قسمت لإخواننا في بني المطلب ولم تعطنا شيئا، وقرابتنا وقرابتهم منك واحدة؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إنما بنو هاشم وبنو المطلب شيء واحد قوله: (بمنزلة واحدة) لأن عثمان ابن عفان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف، وجبير هو ابن مطعم بن عدي بن نوفل بن عبد مناف، فهما وبنو المطلب كلهم أولاد عم جده صلى الله عليه وسلم. قوله: (شيء واحد)، بفتح الشين المعجمة وفي آخره همزة، قال عياض: روينا في البخاري هكذا بلا خلاف، وقال الخطابي: روى بعضهم: سي، بكسر السين المهملة وتشديد الياء آخر الحروف، ومعناه: سواء ومثل. قيل: هذا رواية الكشميهني هنا، ورواية المستملي في المغازي ومناقب قريش، وكذا رواية الحموي ويحيى بن معين وحده، وقال الخطابي: هو أجود في المعنى، وقال عياض: الصواب رواية العامة لرواية أبي داود: إنا وبنو المطلب لا نفترق في جاهلية ولا إسلام، وإنما نحن وهم شيء واحد، وشبك بين أصابعه. انتهى. وهذا دليل على الاختلاط والامتزاج كالشئ الواحد، لا على التمثيل والتنظير. قيل: وقع في رواية أبي زيد المروزي: شيء أحد، بغير الواو، فقيل: الواحد والأحد بمعنى واحد، وقيل: الأحد المنفرد بالمعنى، والواحد المنفرد بالذات، وقيل: الأحد لنفي ما يذكر معه من العدد، والواحد اسم لمفتاح العدد، وقيل: لا يقال: أحد، إلا لله تعالى.
حدثني يونس وزاد قال. قال الليث جبير ولم يقسم النبي صلى الله عليه وسلم لبني عبد شمس ولا لبني نوفل هذا التعليق أسنده البخاري في المغازي عن يحيى بن بكير عن الليث عن يونس بتمامه.
وقال ابن إسحاق عبد شمس وهاشم والمطلب إخوة لام وأمهم عاتكة بنت مرة وكان نوفل أخاهم لأبيهم ابن إسحاق هو محمد بن إسحاق صاحب (المغازي)، وهذا التعليق ذكره ابن جرير والزبير بن بكار ومحمد بن إسحاق، وقال ابن جرير: وكان هاشم توأم أخيه عبد شمس وأن هاشما خرج ورجله ملتصقة برأس عبد شمس، فما تخلصت حتى سال بينهما، دم، فتفاءل الناس بذلك أن يكون بين أولادهما حروب، فكانت وقعة بني العباس مع بني أمية بن عبد شمس سنة ثلاث وثلاثين ومائة من الهجرة. قوله: (وكان نوفل أخاهم لأبيهم) ولم يذكر أمه، وهي: واقدة، بالقاف: بنت عمرو المازنية، وكان هؤلاء الأربعة قد سادوا قومهم بعد أبيهم وصارت إليهم الرياسة، فكأن يقال لهم: المجيرون، وذلك لأنهم أخذوا لقومهم قريش الأمان من ملوك الأقاليم ليدخلوا في التجارات إلى بلدانهم، فكان هاشم قد أخذ أمانا من ملوك الشام والروم وغسان، وأخذ لهم عبد شمس من النجاشي الأكبر ملك الحبشة، وأخذ لهم نوفل من الأكاسرة، وأخذ لهم المطلب أمانا من ملوك حمير، وكانت إلى هاشم السقاية والرفادة بعد أبيه، وإليه وإلى أخيه المطلب نسب ذوي القربى، وقد كانوا شيئا واحدا، وقال ابن كثير في (تفسيره):