عمدة القاري - العيني - ج ١٣ - الصفحة ١٨
وقال ابن مالك: وا، في: واعجبا، اسم فعل إذا نون عجبا بمعنى: أعجب، ومثله: وي، وجئ بعده بقوله: عجبا توكيدا، وإذا لم ينون فالأصل فيه: واعجبي، فأبدلت الياء ألفا، وفيه شاهد على استعمال: وا، في غير الندبة، كما هو رأي المبرد، وقال في (الكشاف): قاله تعجبا كأنه كره ما سأله عنه. قوله: (عائشة وحفصة)، أي: المرأتان اللتان قال الله تعالى: * (إن تتوبا إلى الله...) * (التحريم: 4) الآية، هما عائشة وحفصة. قوله: (يسوقه)، جملة حالية. قوله: (وجار لي من الأنصار)، جار مرفوع لأنه عطف على الضمير الذي في: كنت، على مذهب الكوفيين، وفي روايته في: باب التناوب في كتاب العلم: كنت أنا وجار لي هذا على مذهب البصريين، لأن عندهم لا يصح العطف بدون إظهار: أنا، حتى لا يلزم عطف الاسم على الفعل، والكوفيون لا يشترطون ذلك، وكلمة: من، في: من الأنصار، بيانية. والمراد من هذا الجار هو عتبان بن مالك بن عمرو العجلاني الأنصاري الخزرجي. قوله: (في بني أمية بن زيد)، في محل الجر على الوصفية، أي: الكائنين في بني أمية بن زيد، أو المستقرين. قوله: (وهي راجعة)، إلى أمكنة بني أمية. قوله: (من عوالي المدينة)، وهي القرى بقرب المدينة، وقال ابن الأثير: العوالي أماكن بأعلى أراضي المدينة، والنسبة إليها: علوي، على غير قياس، وأدناها من المدينة على أربعة أميال، وأبعدها من جهة نجد ثمانية. قوله: (فينزل يوما)، الفاء فيه تفسيرية تفسر التناوب المذكور. قوله: (من الأمر) أي: الوحي، إذ اللام للمعهود عندهم، أو الأوامر الشرعية. قوله: (وغيره)، أي: وغير الأمر من أخبار الدنيا. قوله: (معشر قريش)، أي: جمع قريش. قوله: (فطفق نساؤنا)، بكسر الفاء وفتحا، ومعنى: طفق في الفعل: أخذ فيه، وهو من أفعال المقاربة. قال الله تعالى: * (وطفقا يخصفان عليهن من ورق الجنة) * (الأعراف: 22 وطه: 121). أي: أخذا في ذلك. قوله: (فراجعتني)، أي: ردت علي الجواب. قوله: (حتى الليل) أي: إلى الليل. قوله: (بعظيم)، أي: بأمر عظيم. قوله: (ثم جمعت علي ثيابي) أي: لبستها. قوله: (أي حفصة) أي: يا حفصة. قوله: (ما بدا لك؟) أي: ما كان لك من الضرورات؟ قوله: (إن كانت جارتك) أي: بأن كانت، فإن مصدرية، أي: ولا يغرنك كون جارتك أضوأ منك، أي أزهر وأحسن، ويروى: أوضأ من الوضاءة أي: من أجمل وأنظفحدثنا والمراد من الجار: الضرة، والمراد بها عائشة، رضي الله تعالى عنها، وفسر ذلك بقوله: يريد عائشة. قوله: (غسان)، على وزن: فعال، بالتشديد اسم ماء من جهة الشام نزل عليه قوم من الأزد، فنسبوا إليه منهم بنو جفنة رهط الملوك، ويقال: هو اسم قبيلة. قوله: (تنعل)، بضم التاء المثناة من فوق وسكون النون من: إنعال الدواب، وأصله: تنعل الدواب النعال، لأنه يتعدى إلى المفعولين، فحذف أحدهما، وإنما قلنا ذلك لأن النعال لا تنعل، ويروى: تنعل البغال، جمع: بغل، بالباء الموحدة والغين المعجمة. قوله: (عشاء)، نصب على الظرفية أي: في عشاء. قوله: (فضرب بابي)، فيه: حذف، وهو عطف عليه، أي: فسمع اعتزال الرسول صلى الله عليه وسلم عن زوجاته، فرجع إلى العوالي، فجاء إلى بابي فضرب، والفاء فيه تسمى بالفاء الفصيحة، لأنها تفصح عن المقدر، قوله: (أنائم هو؟) الهمزة فيه للاستفهام على سبيل الاستخبار. قوله: (ففزعت) أي: فخفت، القائل هو عمر، الفاء فيه للتعليل، أي: لأجل الضرب الشديد، فزعت. قوله: (يوشك أن يكون)، أي: يقرب كونه، وهو من أفعال المقاربة، يقال: أوشك يوشك إيشاكا فهو موشك، وقد وشك وشكا ووشاكة. قوله: (مشربة له)، قد ذكرنا أن المشربة هي الغرفة الصغيرة، وكذا قال ابن فارس، وقال ابن قتيبة: هي كالصفة بين يدي الغرفة، وقال الداودي: هي الغرفة الصغيرة، وقال ابن بطال: المشربة الخزانة التي يكون فيها طعامه وشرابه، وقيل لها: مشربة، فيما أرى لأنهم كانوا يخزنون فيها شرابهم، كما قيل للمكان الذي تطلع عليه الشمس ويشرق فيه صاحبه: مشرقة. قوله: (لغلام له أسود)، قيل: اسمه رباح، بفتح الراء وتخفيف الباء الموحدة وبالحاء المهملة. قوله: (منصرفا)، نصب على الحال. قوله: (فإذا الغلام)، كلمة: إذا، للمفاجأة. قوله: (على رمال حصير)، بالإضافة. وقال الكرماني: الرمال، بضم الراء وخفة الميم: المرمول أي: المنسوج، قال أبو عبيد: رملت وأرملت أي: نسجت، وقال الخطابي: رمال الحصير ضلوعه المتداخلة بمنزلة الخيوط في الثوب المنسوج، وقال ابن الأثير: الرمال ما رمل أي: نسج، يقال: رمل الحصير وأرمله فهو مرمول ومرمل، ورملته شدد للتكثير، ويقال: الرمال جمع رمل بمعنى مرمول، كخلق الله بمعنى مخلوق، والمراد أنه كأن السرير قد نسج وجهه بالسعف، ولم يكن على السرير وطاء سوى الحصير. قوله: (متكئ)، خبر مبتدأ محذوف، أي: هو
(١٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 ... » »»