عمدة القاري - العيني - ج ١٣ - الصفحة ١٠٤
وقال الشافعي: يعزل عنها بدون إذنها وبدون إذن مولاها.
3452 حدثنا زهير بن حرب قال حدثنا جرير عن عمارة بن القعقاع عن أبي زرعة عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال لا أزال أحب بني تميم ح وحدثني ابن سلام قال أخبرنا جرير بن عبد الحميد عن المغيرة عن الحارث عن أبي زرعة عن أبي هريرة وعن عمارة عن أبي زرعة عن أبي هريرة قال ما زلت أحب بني تميم منذ ثلاث سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول فيهم سمعته يقول هم أشد أمتي على الدجال قال وجاءت صدقاتهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه صدقات قومنا وكانت سبية منهم عند عائشة فقال أعتقيها فإنها من ولد إسماعيل عليه السلام.
(الحديث 3452 طرفه في: 6634).
مطابقته للترجمة في قوله: وباع، ولكن في بعض طرقه عند الإسماعيلي من طريق معمر عن جرير: كانت على عائشة، رضي الله تعالى عنها، نسمة من بني إسماعيل، فقدم سبي خولان، فقالت عائشة: يا رسول الله! أبتاع منهم. قال: لا، فلما قدم سبي بني العنبر قال: ابتاعي منهم فإنهم ولد إسماعيل، عليه السلام. ووقع عند أبي عوانة من طريق الشعبي عن أبي هريرة أيضا:. وجىء بسبي بني العنبر. انتهى. وبنو العنبر بطن من بني تميم، وقال الرشاطي: العنبري في تميم ينسب إلى العنبر بن عمرو بن تميم، وذكر ابن الكلبي: أن العنبر هذا هو ولد عامر بن عمرو، وفي تميم أيضا: العنبر بن يربوع بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم.
وهذا الحديث أخرجه البخاري عن شيخين له أحدهما: عن زهير بن حرب عن جرير، بفتح الجيم وكسر الراء الأولى: ابن عبد الحميد عن عمارة، بضم العين المهملة وتخفيف الميم: ابن القعقاع عن أبي زرعة، بضم الزاي وسكون الراء وفتح العين المهملة: واسمه هرم، وقيل: عبد الرحمن، وقيل: عمرو بن عمرو بن جرير بن عبد الله البجلي عن أبي هريرة، والآخر: عن محمد بن سلام عن جرير عن المغيرة بن مقسم عن الحارث بن يزيد من الزيادة العكلي، بضم العين المهملة وسكون الكاف: التميمي الكوفي، وليس له في البخاري إلا هذا الحديث، وذكر فيه عمارة مقرونا بالحارث. والحديث أخرجه البخاري أيضا في المغازي عن زهير بن حرب. وأخرجه مسلم في الفضائل عن زهير به.
ذكر معناه: قوله: (ما زلت أحب بني تميم)، هي قبيلة كبيرة في مضر تنسب إلى تميم بن مر بن أد بن طابخة بن الياس بن مضر. قوله: (منذ ثلاث)، أي: من حين سمعت الخصال الثلاث، وهي التي أولها: هو قوله: (هم أشد أمتي على الدجال). وثانيها: هو قوله: (هذه صدقات قومنا) وثالثها: أمره، صلى الله عليه وسلم، لعائشة بعتق السبية المذكورة. لكونها من ولد إسماعيل، عليه السلام، وزاد فيه أحمد من وجه آخر عن أبي زرعة عن أبي هريرة، وما كان قوم من الأحياء أبغض إلي منهم فأحببتهم. انتهى. وكان ذلك لما كان بينهم وبين قومه في الجاهلية من العداوة. قوله: (يقول فيهم) أي: في بني تميم. قوله: (سمعته يقول)، أي: سمعت النبي، صلى الله عليه وسلم، يقول: (هم أشد أمتي على الدجال)، وفي رواية مسلم من رواية الشعبي عن أبي هريرة: (هم أشد الناس قتالا في الملاحم)، ورواية الشعبي أعم من رواية أبي زرعة، على ما لا يخفى. قوله: (وجاءت صدقاتهم)، أي: صدقات بني تميم، فقال: (هذه صدقات قومنا)، إنما نسبهم إليه لاجتماع نسبهم بنسبه، صلى الله عليه وسلم، في إلياس بن مضر، وروى الطبراني في (الأوسط) من طريق الشعبي: عن أبي هريرة في هذا الحديث: وأتي النبي، صلى الله عليه وسلم، بنعم من صدقة بني سعد، فلما راعه حسنها، قال: (هذه صدقة قومي). انتهى. وبنو سعد بطن كبير من تميم، ينتسبون إلى سعد بن زيد مناة بن تميم. قوله: (سبية منهم)، أي: من بني تميم، وسبية على وزن: فعيلة، بفتح السين من السبي أو من السباء، فإن كان من الأول يكون بتشديد الياء آخر الحروف، وإن كان من الثاني يكون بالهمزة بعد الباء الموحدة، ولم يدر اسمها، ووقع عند الإسماعيلي من طريق هارون بن معروف عن جرير: نسمة، بفتح النون والسين المهملة: وهي الإنسان، وله
(١٠٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 ... » »»