81 ((باب تأخير السحور)) أي: هذا باب في بيان حكم تأخير السحور إلى قرب طلوع الفجر الصادق، وفي كثير من النسخ: باب تعجيل السحور، أي: الإسراع خوفا من طلوع الفجر في أول الشروع، وقال ابن بطال: ولو ترجم له: باب تأخير السحور لكان حسنا. وقال صاحب التلويح: وكأنه لم ير ما في نسخة أخرى صحيحة من كتاب (الصحيح): باب تأخير السحور، وقال بعضهم: ولم أر في شيء من نسخ البخاري. قلت: ليت شعري هل أحاط هو بجميع نسخ البخاري في أيدي الناس وفي البلاد؟ وعدم رؤيته ذلك لا يستلزم العدم.
0291 حدثنا محمد بن عبيد الله قال حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم عن أبي حازم عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال كنت أتسحر في أهلي ثم تكون سرعتي أن أدرك السجود مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.
(انظر الحديث 775).
مطابقته للترجمة ظاهرة لأن فيه تأخير السحور بحيث أن سهلا كان يسرع بعد تسحره إلى الصلاة مع النبي صلى الله عليه وسلم مخافة الفوات، وأما المطابقة في نسخة: باب تعجيل السحور، فأظهر من ذلك.
وهذا الحديث من أفراد البخاري وقد أخرجه في: باب وقت الفجر: عن إسماعيل بن أبي أويس عن أخيه عن سليمان عن أبي حازم أنه سمع سهل بن سعد إلى آخره وههنا أخرجه عن محمد بن عبيد الله أبي ثابت المدني من كبار مشايخ البخاري عن عبد العزيز بن أبي حازم، وأبو حازم اسمه سلمة بن دينار، قوله: (ثم تكون سرعتي) أي: اتسرع لأن أدرك السحور، أي: الصلاة، وفي رواية سليمان بن بلال: (ثم تكون سرعة بي)؛ وتكون تامة، وكلمة: أن، مصدرية. قوله: (أن أدرك السحور) كذا هو في رواية الكشميهني والنسفي وفي رواية الجمهور: (أن أدرك السجود)، ويؤيده أن في الرواية التي مضت في المواقيت: (أن أدرك صلاة الفجر)، وفي رواية الإسماعيلي: (صلاة الصبح)، وفي رواية أخرى: (صلاة الغداة)، وقال المزي: أخرج البخاري حديث، (كنت أتسحر في الصوم) عن محمد بن عبيد الله وقتيبة، كلاهما عنه به، وحديث قتيبة ذكره خلف ولم يجده في (الصحيح) ولا ذكره أبو مسعود. وقال بعضهم: رأيت هنا بخط القطب ومغلطاي محمد بن عبيد بغير إضافة، وهو غلط، والصواب: عبيد الله. قلت: ليس في الأدب أن يقال إنه غلط، لأن الظاهر أن مغلطاي تبع القطب، ويحتمل أن تكون لفظة: الله، ساقطة من نسخة القطب لسهو الكاتب.
91 ((باب قدركم بين السحور وصلاة الفجر)) أي: هذا باب في بيان مقدار الزمان الذي بين السحور وصلاة الصبح.
1291 حدثنا مسلم بن إبراهيم قال حدثنا هشام قال حدثنا قتادة عن أنس عن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال تسحرنا مع النبي صلى الله عليه وسلم ثم قام إلى الصلاة قلت كم كان بين الآذن والسحور قال قدر خمسين آية.
(انظر الحديث 575) [/ ح.
مطابقته للترجمة من حيث إن فيه تأخير السحور إلى أن يبقى من الوقت بين الآذان وأكل السحور مقدار قراءة خمسين آية، وأما المطابقة في نسخة: باب تعجيل السحور، فمن حيث ء يدل على أنهم كانوا يستعجلون به حتى يبقى بينهم وبين الفجر المقدار المذكور، ولا يقدمونه أكثر من المقدار المذكور. والحديث قد مضى في: باب وقت الفجر في كتاب مواقيت الصلاة، فإنه أخرجه هناك: عن عمرو بن عاصم عن همام عن قتادة عن أنس، رضي الله تعالى عنه، أن زيد بن ثابت