عمدة القاري - العيني - ج ١٠ - الصفحة ٢٤٢
إني لأرى مواقع الفتن خلال بيوتكم كمواقع القطر.
.
مطابقته للترجمة ظاهرة وعلي هو ابن عبد الله المعروف بابن المديني، وسفيان هو ابن عيينة، وابن شهاب، هو محمد بن مسلم الزهري.
والحديث أخرجه البخاري أيضا في المظالم عن عبد الله بن محمد وفي علامات النبوة، وفي الفتن عن أبي نعيم، وفي الفتن عن محمود عن عبد الرزاق. وأخرجه مسلم في الفتن عن أبي بكر وعمرو الناقد وإسحاق وابن أبي عمر، أربعتهم عن ابن عيينة به، وعن محمد بن حميد عن عبد الرزاق به.
قوله: (أشرف) أي: نظر من مكان مرتفع. قوله: (مواقع الفتن) أي: مواضع سقوط الفتن بكسر الفاء جمع فتنة، قوله: (خلال بيوتكم) أي: بينها ونواحيها، وهو جمع خلل، وهو الفرجة بين الشيئين. قوله: (كمواقع القطر)، أي: المطر شبه سقوط الفتن وكثرتها بالمدينة بسقوط كثرة القطر وعمومه، قال المهلب: الرؤية هنا العلم، وهذا من علامات النبوة لإخباره بما سيكون، وقد ظهر مصداق ذلك من قتل عثمان، رضي الله تعالى عنه، وهلم جرا، ولا سيما يوم الحرة. وقال ابن التين: يحتمل أنها مثلت له حتى نظر إليها كما مثلت له الجنة والنار في القبلة حتى رآهما وهو يصلي..
تابعه معمر وسليمان بن كثير عن الزهري أي: تابع سفيان معمر بن راشد وسليمان بن كثير العبدي الواسطي، أما متابعة معمر فوصلها البخاري في الفتن: عن محمود بن غيلان عن عبد الرزاق عن معمر عن الزهري، وأما متابعة سليمان فرواها مسلم: عن عبد بن حميد عن عبد الرزاق عن سليمان عنه.
9 ((باب لا يدخل الدجال المدينة)) أي: هذا باب يذكر فيه: لا يدخل الدجال المدينة.
9781 حدثنا عبد العزيز بن عبد الله قال حدثني إبراهيم بن سعد عن أبيه عن جده عن أبي بكرة رضي الله تعالى عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يدخل المدينة رعب المسيح الدجال لها يومئذ سبعة أبواب على كل باب ملكان.
مطابقته من حيث إن رعب الدجال إذا لم يدخل المدينة فعدم دخوله بنفسه بالطريق الأولى.
ذكر رجاله: وهم خمسة: الأول: عبد العزيز بن عبد الله بن يحيى أبو القاسم القرشي العامري الأويسي. الثاني: إبراهيم بن سعد بن إبراهيم ابن عبد الرحمن بن عوف أبو إسحاق القرشي قاضي بغداد. الثالث: سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن أبو إسحاق الزهري القرشي. الرابع: جده إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف أبو محمد. الخامس: أبو بكرة، واسمه: نفيع، بضم النون وفتح الفاء: ابن الحارث بن كلدة الثقفي، وقد تقدم في كتاب الإيمان.
ذكر لطائف إسناده: فيه: التحديث بصيغة الجمع في موضع وبصيغة الإفراد في موضع. وفيه: العنعنة في أربعة مواضع. وفيه: القول في موضع. وفيه: أن رواته كلهم مدنيون. وفيه: أن شيخه من أفراده. وفيه: رواية التابعي عن التابعي.
والحديث أخرجه البخاري أيضا عن علي بن عبد الله، وهذا الحديث من أفراده.
ذكر معناه: قوله: (رعب المسيح الدجال)، الرعب: بالضم الخوف وسمي المسيح مسيحا لأنه يمسح الأرض، أو لأنه ممسوح أعين لأنه أعور، أو لسياحته، وهو فعيل بمعني فاعل، ويقال فيه: مسيخ. بالخاء المعجمة، لأنه مشوه مثل الممسوخ، ويقال فيه: مسيح، بكسر الميم وتشديد السين المهملة، للفرق بينه وبين المسيح ابن مريم، عليهما الصلاة والسلام. وأما معنى الدجال فكثير، واشتقاقه من الدجل وهو الكذب والخلط، وهو كذاب خلاط ويجمع الدجال على دجالين ودجاجلة في التكسير، وقيل: هو مأخوذ من الدجل وهو: طلي البعير بالقطران، سمي بذلك لأنه يغطي الحق بسحره وكذبه كما يغطي
(٢٤٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 237 238 239 240 241 242 243 244 245 246 247 ... » »»