الخامس: عبد الله بن عمر.
ذكر لطائف إسناده: فيه: التحديث بصيغة الجمع في موضعين. وفيه: السؤال. وفيه: أن شيخه ومن بعدهما بصريون. وفيه: أن حمادا ذكر مجردا في رواية الأكثرين وفي رواية أبي الوقت ذكر باسم أبيه حماد بن زيد.
والحديث أخرجه الترمذي والنسائي جميعا في الحج عن قتيبة، كلاهما عن حماد بن زيد عنه به.
ذكر معناه: قوله: (يستلمه) أي: يمسحه باليد. قوله: (أرأيت) أي: أخبرني. قوله: (إن زحمت)، بضم الزاي على صيغة المجهول، ويروى: (إن زوحمت)، بزيادة الواو من المزاحمة. قوله: (إن غلبت)، بضم الغين المعجمة على صيغة المجهول للمتكلم، أي: أخبرني عن حكمه عند الازدحام والغلبة. قوله: (قال) القائل هو عبد الله بن عمر. قوله: (أرأيت باليمن؟) أي: اجعل لفظ أرأيت باليمن، وكان السائل يمنينا. وقوله: أرأيت في محل النصب لأنه مفعول: اجعل، بالتأويل المذكور. وقوله: (باليمن) في محل النصب على الحال. حاصل هذا الكلام: إذا كنت طالب السنة فاترك الرأي. وقولك: أرأيت ونحوه باليمن، واتبع السنة ولا تتعرض لغير ذلك، وإنما قال ذلك لأنه فهم منه معارضة الحديث بالرأي. قوله: (رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم) من كلام ابن عمر، أعاده للتأكيد وفهم منه أنه لا يرى الزحام عذرا في ترك الاستلام، وقد روى سعيد بن منصور من طريق القاسم بن محمد، قال: رأيت ابن عمر يزاحم على الركن حتى يدمي، وروى الفاكهي من طرق عن ابن عباس كراهة المزاحمة، وقاله: لا تؤذي ولا تؤذى.
وقال محمد بن يوسف الفربري وجدت في كتاب أبي جعفر. قال أبو عبد الله الزبير بن عدي كوفي والزبير بن عربي بصري لما وقف البخاري على التصحيف في الزبير بن عربي، بالراء، حيث روي بالدال، نبه عليه بقوله الزبير بن عربي بالراء، بصري، والزبير بن عدي بالدال كوفي، وهما راويان تابعيان، ونقل ذلك الفربري. وقال محمد بن يوسف الفربري، وهو أحد الرواة المشهورين عن البخاري. قوله: (وجدت في كتاب أبي جعفر) وهو محمد بن أبي حاتم وراق البخاري. قوله: (قال أبو عبد الله)، مقول قول الفربري، والمراد منه البخاري نفسه، وأشار به إلى أنه فرق بين الزبير لأن الزبير بن عربي بالراء بصري والزبير بن عدي بالدال كوفي، وأراد به أن الراوي هنا السائل عن عبد الله بن عمر هو الزبير بن عربي بالراء، وقال الترمذي أيضا: الزبير، هذا يعني الذي يروي عنه حماد هو ابن عربي، يعني بالراء، والزبير بن عدي بالدال كوفي يكنى أبا سلمة، وذكر البخاري وأبو حاتم وغيرهما أن أبا سلمة كنية الزبير بن عربي، والزبير بن عدي كنيته أبو عدي، ولما ذكر أبو داود هذا الحديث من رواية حماد حدثنا الزبير بن العربي قال: سألت ابن عمر، وذكر ابن العربي بالألف واللام ، وهذا أيضا مما يزيل الإشكال، ويؤيده أن الراوي هنا هو ابن عربي، بالراء لا بالدال.
16 ((باب من أشار إلى الركن إذا أتى إليه)) أي: هذا باب يذكر فيه من أشار إلى الركن أي: الحجر الأسود إذا أتى إليه من الطواف.
2161 حدثنا محمد بن المثنى قال حدثنا عبد الوهاب قال حدثنا خالد عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال طاف النبي صلى الله عليه وسلم بالبيت على بعير كلما أتى على الركن أشار إليه.
.
مطابقته للترجمة ظاهرة، وقد مر هذا الحديث في: باب استلام الركن بمحجن، وفيه: يستلم الركن بمحجن، وليس فيه: كلما أتى على الركن أشار إليه، وقال ابن التين: تقدم أنه كان يستلمه بمحجن، فدل على قربه من البيت، لكن من طاف راكبا، يستحب له أن يبعد إن خاف أن يؤذي أحدا فيحمل فعله صلى الله عليه وسلم على الأمن من ذلك، وأن يكون في حال إشارته بعيدا حيث خاف ذلك.
ورجال الحديث المذكور: محمد بن المثنى بن عبيد أبو موسى، يعرف بالزمن البصري، وعبد الوهاب بن عبد المجيد البصري، وخالد بن مهران الحذاء البصري، ووقع خالد هنا مجردا، ووقع في بعض الرواية: خالد الحذاء.
ذكر تعدد موضعه ومن أخرجه غيره أخرجه البخاري أيضا في الحج عن إسحاق الواسطي ومسدد وفي