عمدة القاري - العيني - ج ٩ - الصفحة ٢٢٠
طريق عبدة بن سليمان، وأبو عوانة من طريق علي بن مسهر، وأحمد عن عبد الله بن نمير، كلهم عن هشام، وخالفهم القاسم بن معن فرواه عن هشام عن أبيه عن أخيه عبد الله بن الزبير عن عائشة، أخرجه أبو عوانة، ورواية الجماعة أرجح لأن رواية عروة عن عائشة لهذا الحديث مشهورة من غير وجه كذا قاله بعضهم. قلت: لا مانع أن يكون عروة قد سمع من عائشة بدون واسطة، وسمع أيضا عن أخيه عنها بواسطة. قوله: (وجعلت)، بضم التاء على صيغة المتكلم عطفا على قوله: (لبنيته)، وضبطها القابسي: بفتح اللام وسكون التاء عطفا على قوله: (استقصرت). قوله: (خلفا)، بفتح الخاء المعجمة وسكون اللام بعدها فاء، أي: بابا، وضبطه الحربي في (الغريب) بكسر الخاء. قوله: (قال أبو معاوية)، وهو محمد بن خازم، بالخاء المعجمة وبالزاي: الضرير، حدثنا هشام هو ابن عروة خلفا يعني بابا، يعني فسهر بالباب، وهذا معلق وصله مسلم، قال: حدثنا يحيى ابن يحيى، قال: أخبرنا أبو معاوية عن هشام بن عروة عن عائشة، رضي الله تعالى عنها، قالت: إن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قالت: (لولا حداثة عهد قومك بالكفر لنقضت الكعبة ولجعلتها على أساس إبراهيم، عليه السلام، فإن قريشا حين بنت البيت استقصرت، ولجعلت لها خلفا)، ورواه النسائي أيضا.
6851 حدثنا بيان بن عمر و قال حدثنا يزيد قال حدثنا جرير بن حازم قال حدثنا يزيد ابن رومان عن عروة عن عائشة رضي الله تعالى عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لها يا عائشة لولا أن قومك حديث عهد بجاهلية لأمرت بالبيت فهدم فأدخلت فيه ما أخرج منه وألزقته بالأرض وجعلت له بابين بابا شرقيا وبابا غربيا فبلغت به أساس إبراهيم فذالك الذي حمل ابن الزبير رضي الله تعالى عنهما على هدمه. قال يزيد وشهدت ابن الزبير حين هدمه وبناه وأدخل فيه من الحجر وقد رأيت أساس إبراهيم حجارة كأسنمة الإبل قال جرير فقلت له أين موضعه قال أريكه الآن فدخلت معه الحجر فأشار إلى مكان فقال هاهنا قال جرير فحزرت من الحجر ستة أذرع.
.
هذا طريق رابع في حديث عائشة، رضي الله تعالى عنها.
ذكر رجاله: وهم: ستة: الأول: بيان، بفتح الباء الموحدة وتخفيف الياء آخر الحروف وبعد الألف نون: ابن عمرو، بالواو، وقد مر في: باب تعاهد ركعتي الفجر، الثاني: يزيد من الزيادة ابن هارون، وقد مر في: باب التبرز في البيوت. الثالث: جرير، بفتح الجيم ابن حزم، بالحاء المهملة وبالزاي. الرابع: يزيد من الزيادة ابن رومان، بضم الراء وسكون الواو وتخفيف الميم وبعد الألف نون: مولى آل الزبير بن العوام. الخامس: عروة بن الزبير. السادس: عائشة، أم المؤمنين، رضي الله تعالى عنهم.
ذكر لطائف إسناده: فيه: التحديث بصيغة الجمع في أربعة مواضع. وفيه: العنعنة في موضعين. وفيه: أن شيخه من أفراده من أهل بخارء من قصر كج خارج الدرب، وإن يزيد بن هارون واسطي وأن جرير بن حازم بصري وأن يزيد بن رومان وعروة مدنيان.
والحديث أخرجه النسائي أيضا في الحج عن عبد الرحمن بن محمد بن سلام عن يزيد بن هارون عن جرير ابن حازم.
قوله: (عن عروة)، هكذا رواه الحفاظ من أصحاب يزيد بن هارون عنه، وكذا عند أحمد بن حنبل وأحمد ابن سنان وأحمد بن منيع في (مسانيدهم) وكذا عند النسائي والزعفراني والإسماعيلي، كلهم عن يزيد بن هارون، وخالفهم الحارث ابن أبي أسامة فرواه عن يزيد بن هارون، فقال: عن عبد الله بن الزبير، بدل: عروة بن الزبير، وهكذا أخرجه الإسماعيلي من طريق أبي الأزهر عن وهب بن جرير بن حازم عن أبيه. قال الإسماعيلي: إن كان أبو الأزهر ضبطه فكأن يزيد ابن رومان سمعه من الأخوان.
ذكر معناه: قوله: (حديث عهد)، بالإضافة عند جميع الرواة، قال المطرزي: لا يجوز حذف الواو في مثل هذا، والصواب: حديثوا العهد. قوله: (ما أخرج منه)، في محل النصب لأنه مفعول. قوله: (فأدخلت)، و (ما أخرج منه)، هو
(٢٢٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 215 216 217 218 219 220 221 222 223 224 225 ... » »»