يعيش ولدها، إنه لا يموت لامرأة مسلمة أو امرئ مسلم نسمة، أو قال ثلاثة من ولده، فيحتسبهم إلا وجبت له الجنة، فقال عمر: واثنين؟ قال: واثنين). وحديث ابن سلمى عند النسائي في اليوم والليلة عنه مرفوعا: (بخ بخ بخمس..) مثل حديث سفينة، وحديث أبي برزة الأسلمي عند أحمد رواه من حديث الحارث بن وقيش، قال: كنا عند أبي برزة فحدث ليلتئذ عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما من مسلمين يموت لهما أربعة أفراط ألا أدخلهما الله الجنة بفضل رحمته، فقالوا: يا رسول الله وثلاثة؟ قال: وثلاثة، قالوا: واثنان؟ قال: واثنان). واسم أبي برزة نضلة بن عبيد على الصحيح. وحديث عائشة، رضي الله تعالى عنها عند الطبراني في (الأوسط) (من قدم ثلاثة من الولد صابرا محتسبا حجبوه عن النار بإذن الله تعالى). وحديث حبيبة بنت سهل عند الطبراني في (الكبير) من حديث محمد بن سيرين عنها، قالت: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (ما من مسلمين يموت لهما ثلاثة أطفال لم يبلغوا الحنث، إلا أدخلهما الله الجنة بفضل رحمته إياهم). وحديث أم سليم عند ابن أبي شيبة في (مصنفه) من حديث عمرو الأنصاري عن أم سليم ابنة ملحان، وهي أم أنس، أنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (ما من مسلمين...) الحديث، نحو حديث حبيبة بنت سهل. وحديث أم مبشر عند الطبراني في (الكبير) من حديث سعيد بن المسيب عنها، (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لها: يا أم مبشر، من كان له ثلاثة أفراط من ولده أدخله الله الجنة بفضل رحمته إياهم، وكانت أم مبشر تطبخ طبيخا، فقالت: أو فرطان؟ فقال: أو فرطان). وحديث رجل لم يسم عند ابن أبي شيبة في (مصنفه) (عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أنه قال لامرأة أتته بصبي لها، فقالت: يا رسول الله أدع الله سبحانه وتعالى أن يبقيه، فقد مضى لي ثلاثة، فقال: أمذ أسلمت؟ قالت: نعم، قال: جنة حصينة من النار).
وقول الله عز وجل * (وبشر الصابرين) * (البقرة: 551).
وقول الله، بالجر عطفا على قوله: من مات، وفي بعض النسخ: قال الله تعالى: * (وبشر الصابرين) * ووقع هذا في رواية الأصيلي وكريمة، وذكر هذا تأكيدا لقوله: فاحتسب، لأن الاحتساب لا يكون إلا بالصبر، وقد بشر الله الصابرين في هذه الآية التي في سورة البقرة ووصفهم بقوله عز وجل * (وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا: إنا لله وإنا إليه راجعون) * (البقرة: 551). ولفظ: المصيبة، عام فيتناول المصيبة بالولد وغيره.
8421 حدثنا أبو معمر قال حدثنا عبد الوارث قال حدثنا عبد العزيز عن أنس رضي الله تعالى عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم ما من الناس من مسلم يتوفى له ثلاثة من الولد لم يبلغوا الحنث إلا أدخله الله الجنة بفضل رحمته إياهم.
(الحديث 8421 طرفه في: 1831).
مطابقته للترجمة ظاهرة، وذكر الولد فيها يتناول الثلاثة فما فوقها. فإن قلت: ذكر فيها الاحتساب وليس ذلك في الحديث؟ قلت: هو مراد فيه وإن لم يذكر صريحا لأن دخول الجنة لا يكون إلا بالاحتساب فيه.
ذكر رجاله: وهم أربعة: الأول: أبو معمر، بفتح الميمين: عبد الله بن عمرو. الثاني: عبد الوارث بن سعيد. الثالث: عبد العزيز بن صهيب، وصرح به في رواية ابن ماجة. الرابع: أنس بن مالك، رضي الله تعالى عنه.
ذكر لطائف إسناده: فيه: التحديث بصيغة الجمع في ثلاثة مواضع. وفيه: العنعنة في موضع واحد. وفيه: القول في ثلاثة مواضع. وفيه: أن رواته كلهم بصريون. وفيه: أنه من الرباعيات.
والحديث أخرجه النسائي وابن ماجة جميعا في الجنائز عن يوسف ابن حماد، وعند النسائي: (من احتسب ثلاثة من صلبه دخل الجنة، فقامت امرأة فقالت: أو اثنان؟ قال: واثنان، قالت المرأة: يا ليتني قلت واحدا).
ذكر معناه: قوله: (ما من الناس من مسلم) كلمة: من، الأولى بيانية والثانية زائدة، وهو اسم: لما، قوله: (ثلاثة)، أي: ثلاثة أولاد، ويروى: (ثلاث)، لا يقال الولد مذكر فلا بد من علامة التأنيث فيه لأنا نقول: إذا كان المميز محذوفا جاز في لفظ العدد التذكير والتأنيث. قوله: (يتوفى) على صيغة المجهول أي: يموت. قوله: (لم يبلغوا الحنث)، بكسر الحاء المهملة وسكون النون وفي آخره ثاء مثلثة، كذا هو في جميع الروايات، وحكى صاحب (المطالع) عن الداودي أنه روى: (لم يبلغوا