عمدة القاري - العيني - ج ٨ - الصفحة ٢٧٢
مطابقته للترجمة ظاهرة.
ذكر رجاله: وهم أربعة: آدم بن أبي إياس، وشعبة بن الحجاج، ومعبد، بفتح الميم وسكون العين المهملة وفتح الباء الموحدة وفي آخره دال مهملة: ابن خالد الجدلي، بالجيم والدال المهملة المفتوحتين: الكوفي القاص، بتشديد الصاد: العابد وكان من القانتين، مات سنة ثمان عشرة ومائة، وحارثة، بالحاء المهملة وبكسر الراء وفتح الثاء المثلثة: ابن وهب الخزاعي أخو عبيد الله بن عمر بن الخطاب لأمه، له صحبة، يعد في الكوفيين.
ذكر لطائف إسناده: فيه: التحديث بصيغة الجمع في ثلاثة مواضع. وفيه: السماع في موضعين، وفيه: القول في موضعين. وفيه: أن شيخه من أفراده وأنه عسقلاني وشعبة واسطي ومعبد كوفي والحديث من الرباعيات.
ذكر تعدد موضعه ومن أخرجه غيره: أخرجه البخاري أيضا عن علي بن الجعد، وأخرجه في الفتن عن مسدد عن يحيى بن سعيد. وأخرجه مسلم في الزكاة عن أبي بكر بن أبي شيبة ومحمد بن عبيد الله بن نمير.
قوله: (يقول الرجل) أي: الرجل الذي يريد المتصدق أن يعطيه إياها. قوله: (فلا حاجة لي به)، وفي رواية الكشميهني: فيها. وقال بعضهم: والظاهر أن ذلك يقع في زمان كثرة المال وفيضه قرب الساعة. قلت: هذا كلام ابن بطال، ولكنه غير متبع لأن الظاهر أن ذلك يقع في زمان تظهر كنوز الأرض الذي هو من جملة أشراط الساعة.
وفيه: حث على الصدقة والترغيب ما وجد أهلها المستحقون لها خشية أن يأتي الزمن الذي لا يوجد فيه من يأخذها، وهو الزمان الذي ذكرناه آنفا.
2141 حدثنا أبو اليمان قال أخبرنا شعيب قال حدثنا أبو الزناد عن عبد الرحمان عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم لا تقوم الساعة حتى يكثر المال فيفيض حتى يهم رب المال من يقبل صدقته وحتى يعرضه فيقول الذي يعرضه لا أرب لي فيه.
.
مطابقته للترجمة ظاهرة. ورجاله قد ذكروا غير مرة، وأبو اليمان الحكم بن نافع، وشعيب بن أبي حمزة الحمصي، وأبو الزناد، بالزاي والنون: ذكوان، و عبد الرحمن بن هرمز الأعرج.
قوله: (فيفيض)، من فاض الإناء إذا امتلأ، وأفاضه ملأه، واشتقاقه من الفيض. وفي (المغرب): فاض الماء إذا انصب على امتلائه، وأفاض الماء صبه عن كثرة. قوله: (حتى يهم) بفتح الياء وضم الهاء من: الهم، بفتح الهاء، وهو ما يشغل القلب من أمر يهم به. قوله: (رب المال)، منصوب لأنه مفعول يهم. وقوله: (من يقبل) فاعله من: همه الشيء أحزنه، ويروى: يهم، بضم الياء وكسر الهاء من: أهمه الأمر إذا أقلقه، فعلى هذا أيضا الإعراب مثل الأول، لأن كلا من: يهم، بفتح الياء، و: يهم، بضمها، متعد. يقال: همه الأمر وأهمه، وقال النووي، رحمه الله تعالى في (شرح مسلم) رضي الله تعالى عنه: ضبطوه بوجهين أشهرهما بضم أوله وكسر الهاء، و: رب المال، مفعول، والفاعل: من يقبل أي يحزنه، والثاني بفتح أوله وضم الهاء، ورب المال فاعل، و: من مفعوله أي: يقصد. انتهى. قلت: فهم من ذلك أنهم فرقوا بين البابين، فجعلوا الأول متعديا من الإهمام والثاني متعديا من الهم بمعنى القصد، فجعلوا رب المال مفعولا في الأول، وفاعلا في الثاني. قوله: (لا أرب لي فيه)، أي: لا حاجة لي فيه، وهو بفتحتين لا غير. وقال الكرماني: كأنه سقط كلمة: فيه، من الكتاب؟ قلت: السقط كأنه كان في نسخته، وهو موجود في النسخ. وقال أيضا: وقد وجدت في أيام الصحابة هذه الحال، كانت تعرض عليهم الصدقة فيأبون قبولها. قلت: كان هذا لزهدهم وإعراضهم عن الدنيا ولم يكن لفيض من المال، وكانوا يعرضون عنها مع قلة المال وكثرة الاحتياج.
17 - (حدثنا عبد الله بن محمد قال حدثنا أبو عاصم النبيل قال أخبرنا سعدان بن بشر قال حدثنا أبو مجاهد قال حدثنا محل بن خليفة الطائي قال سمعت عدي بن حاتم رضي الله عنه يقول كنت عند رسول الله فجاءه رجلان أحدهما يشكو العيلة والآخر يشكو قطع
(٢٧٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 267 268 269 270 271 272 273 274 275 276 277 ... » »»