عمدة القاري - العيني - ج ٨ - الصفحة ١٧٥
من الكذب، وهو أظهر من دعواه أنه رسول الله، وفي مسلم: وفي الحديث عن يعقوب قال: قال أبي: يعني في قوله: لو تركته بين. قال: لو تركته أمه بين أمره، ويعقوب هو ابن إبراهيم بن سعد، أحد رواة هذا الحديث عن أبيه عن صالح عن ابن شهاب عن سالم بن عبد الله بن عمر. قال: انطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه رهط من أصحابه وفيهم عمر بن الخطاب حتى وجد ابن صياد غلاما قد قارب الحلم يلعب مع الغلمان عند أطم بني معاوية.. الحديث.
وقال شعيب في حديثه فرفضه رمرمة أو زمزمة شعيب هو ابن أبي حمزة الحمصي، هذا تعليق وصله البخاري في كتاب الأدب في: باب قول الرجل للرجل: إخسأ. حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري، قال: أخبرني سالم بن عبد الله أن عبد الله بن عمر أخبره: (أن عمر بن الخطاب انطلق مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في رهط من أصحابه قبل ابن صياد..) الحديث بطوله، وفيه: (وابن صياد مضطجع على فراشه، في قطيفة له فيها رمرمة أو زمزمة..) إلى آخره، هكذا روي بالشك.
وقال عقيل رمرمة عقيل، بضم العين المهملة وفتح القاف: هو ابن خالد الأيلي، رواية عقيل هذه وصلها البخاري في كتاب الجهاد في: باب ما يجوز من الاحتيال والحذر مع من يخشى معرته. وقال الليث: حدثني عقيل، عن ابن شهاب، عن سالم بن عبد الله، (عن عبد الله بن عمر أنه قال: انطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه أبي بن كعب قبل ابن صياد..) الحديث، وفيه: (وابن صياد في قطيفة له فيها رمرمة..) الحديث. وفي بعض النسخ: وقال إسحاق الكلبي وعقيل: رمرمة، وليس في رواية المستملي والكشميهني وأبي الوقت: ذكر إسحاق الكلبي.
وقال معمر رمزة معمر، بفتح الميمين: هو ابن راشد، وروايته وصلها البخاري في كتاب الجهاد أيضا في: باب كيف يعرض الإسلام على الصبي؟ حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا هشام أخبرنا معمر عن الزهري أخبرني سالم بن عبد الله (عن ابن عمر، رضي الله تعالى عنهما: أنه أخبره أن عمر انطلق في رهط من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم مع النبي صلى الله عليه وسلم قبل ابن صياد)، الحديث. وفيه: (ابن صياد مضطجع على فراشه في قطيفة له فيها رمزة..) الحديث، بفتح الراء وسكون الميم ثم زاي، وقد مر الكلام فيه مستوفى عن قريب.
6531 حدثنا سليمان بن حرب قال حدثنا حماد وهو ابن زيد عن ثابت عن أنس رضي الله تعالى عنه. قال كان غلام يهودي يخدم النبي صلى الله عليه وسلم فمرض فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم يعوده فقعد عند رأسه فقال له أسلم فنظر إلى أبيه وهو عنده فقال له أطع أبا القاسم صلى الله عليه وسلم فأسلم فخرج النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول الحمد لله الذي أنقذه من النار.
(الحديث 6531 طرفه في: 7565).
مطابقته للترجمة في قوله: (فقال له أسلم): حيث عرض النبي صلى الله عليه وسلم الإسلام على الغلام اليهودي الذي كان يخدمه، ورواته كلهم قد ذكروا غير مرة، وأخرجه البخاري أيضا في الطب، وأخرجه أبو داود في الجنائز، وأخرجه النسائي في السير عن إسحاق بن إبراهيم عن سليمان بن حرب قوله: (كان غلام يهودي) قيل: كان اسمه: عبد القدوس، قوله: (يعوده) جملة حالية، أي: يزوره. قوله: (فقعد عند رأسه)، ويروى: (فقعد عنده). قوله: (فأسلم)، وفي رواية النسائي: عن إسحاق بن راهويه عن سليمان بن حرب (فقال: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله). قوله: (أنقذه من النار) أي: خلصه ونجاه من النار، وفي رواية أبي داود وأبي خليفة: (أنقذه بي من النار). فإن قلت: ما الحكمة في دعائه إليه بحضرة أبيه؟ قلت: لأن الله تعالى أخذ عليه فرض التبليغ لعباده، ولا يخاف في الله لومة لائم.
وفيه: تعذيب من لم يسلم إذا عقل الكفر لقوله صلى الله عليه وسلم: (الحمد لله الذي أنقذه من النار). وفيه: جواز عيادة أهل الذمة، ولا سيما إذا كان الذمي جارا له، لأن فيه إظهار محاسن الإسلام وزيادة التآلف بهم ليرغبوا في الإسلام. وفيه: جواز
(١٧٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 170 171 172 173 174 175 176 177 178 179 180 ... » »»