عمدة القاري - العيني - ج ٧ - الصفحة ٨٢
دون القيام الأول ثم ركع ركوعا طويلا وهو دون الركوع الأول ثم سجد ثم قام قياما طويلا وهو دون القيام الأول ثم ركع ركوعا طويلا وهو دون الركوع الأول ثم رفع فقام قياما طويلا وهو دون القيام الأول ثم ركع ركوعا طويلا وهو دون الركوع الأول ثم سجد ثم انصرف وقد تجلت الشمس فقال صلى الله عليه وسلم إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا يخسفان لموت أحد ولا لحياته فإذا رأيتم ذالك فاذكروا الله قالوا يا رسول الله رأيناك تناولت شيئا في مقامك ثم رأيناك كعكعت قال صلى الله عليه وسلم إني رأيت الجنة فتناولت عنقودا ولو أصبته لأكلتم منه ما بقيت الدنيا وأريت النار فلم أر منظرا كاليوم قط أفظع ورأيت أكثر أهلها النساء قالوا بم يا رسول الله قال بكفرهن قيل يكفرن بالله قال يكفرن العشير ويكفرن الإحسان لو أحسنت إلى إحداهن الدهر كله ثم رأت منك شيئا قالت ما رأيت منك خيرا قط.
.
مطابقته للترجمة تأتي بمحذوف مقدر في قوله: (فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم)، أي: صلى بالجماعة، وهذا لا يشك فيه، ولكن الراوي طوى ذكره إما اختصارا وإما اعتمادا على القرينة الحالية، لأنه لم ينقل عنه أنه صلى صلاة الكسوف وحده.
ورجاله تكرر ذكرهم. قوله: (عن عطاء بن يسار عن ابن عباس) كذا في (الموطأ) وجميع من أخرجه من طريق مالك، ووقع في رواية اللؤلؤي في (سنن أبي داود): عن أبي هريرة بدل ابن عباس قيل: هو غلط نبه عليه ابن عساكر، وقال المزي: هو وهم.
وأخرجه البخاري في الصلاة وفي صلاة الخسوف وفي الإيمان عن القعنبي وفي النكاح عن عبد الله بن يوسف وفي بدء الخلق عن إسماعيل بن أبي أويس. وأخرجه مسلم في الصلاة عن محمد بن رافع عن سويد بن سعيد. وأخرجه أبو داود فيه عن القعنبي. وأخرجه النسائي عن محمد بن سلمة.
ذكر معناه: قوله: (نحوا من قراءة سورة البقرة) وفي لفظ: (نحوا من قيام سورة البقرة)، وعند مسلم: (قدر سورة البقرة)، وهذا يدل على أن القراءة كانت سرا، وكذا في بعض طرق حديث عائشة. (فحزرت قراءته فرأيت أنه قرأ سورة البقرة). وقيل: إن ابن عباس كان صغيرا فمقامه آخر الصفوف فلم يسمع القراءة فحزر المدة، ورد على هذا بأن في بعض طرقه: (قمت إلى جانب النبي صلى الله عليه وسلم، فما سمعت منه حرفا)، ذكره أبو عمر. قوله: (رأيناك تناولت شيئا)، كذا في رواية الأكثرين: (تناولت)، بصيغة الماضي، وفي رواية الكشميهني: (تناول شيئا)، بالخطاب من المضارع، وأصله: تتناول، بتاءين لأنه من باب التفاعل فحذفت منه إحدى التاءين، ويروى: (تتناول) على الأصل. قوله: (كعكعت) قد مر الكلام فيه في: باب رفع البصر إلى الأمام، لأنه أخرج هذا الحديث فيه مختصرا. وفيه: تكعكعت)، وهو رواية الكشميهني بزيادة التاء في أوله، وفي رواية غيره: كعكعت، ومعناهما: تأخرت. وقال ابن عبد البر: معناه تقهقرت، وهو الرجوع إلى ورائه. وقال أبو عبيد: كعكعته فتكعكع. قلت: هذا يدل على أن: كعكع، متعد: وتكعكع لازم، فإن قلت: فعلى هذا قوله: (كعكعت) يقتضي مفعولا فما هو؟ قلت: على هذا معناه: رأيناك كعكعت نفسك، وأما رواية: تكعكعت فظاهرة. فإن قلت: هذا من الرباعي الأصل أو من المزيد؟ قلت: نقل أهل اللغة هذه المادة يدل على أنه جاء من البابين، فقول أبي عبيد يدل على أنه رباعي مجرد، وقول الجوهري وغيره يدل على أنه ثلاثي مزيد فيه، لأنه نقل عن يونس: كع يكع، بالضم. وقال سيبويه: يكع، بالكسر أجود، وأصله: كعع، فأسكنت العين الأولى وأدرجت في الثانية: كمد وفر، وفي (الموعب) لابن التياني، كععت وكععت بالكسر والفتح أكع وأكع بالكسر والفتح كعا وكعاعة بالفتح، وقال صاحب (العين): كع كعوعا وهو الذي لا يمضي في عزم، وفي (المحكم): كع كعوعا
(٨٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 ... » »»