عمدة القاري - العيني - ج ٧ - الصفحة ٩٣
أنه كان إلى جنب النبي، صلى الله عليه وسلم، ولم يصح ذلك عن ابن عباس، ولو صح يحمل على فعله في وقت دون وقت، وروايات الجهر أصح.
6601 وقال الأوزاعي وغيره سمعت الزهري عن عروة عن عائشة رضي الله تعالى عنها أن الشمس خسفت على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فبعث مناديا بالصلاة جامعة فتقدم فصلى أربع ركعات في ركعتين وأربع سجدات.
.
قال الكرماني: (وقال الأوزاعي)، عطف على: حدثنا ابن نمر، لأنه مقول الوليد. قلت: لأنه يشير بذلك إلى أنه موصول، وقد وصله مسلم: حدثنا محمد بن مهران الرازي، قال: حدثنا الوليد بن مسلم قال: قال الأوزاعي بن عمرو وغيره: سمعت ابن شهاب الزهري يخبر عن عروة (عن عائشة: أن الشمس خسفت على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبعث مناديا ينادي: الصلاة جامعة، فاجتمعوا وتقدم فكبر وصلى أربع ركعات في ركعتين وأربع سجدات). قوله: (وأربع سجدات) بالنصب على (أربع ركعات) قيل: لا يستدل برواية عبد الرحمن بن نمر في الجهر لأنه ضعيف، وعبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي وإن كان تابعه فإنه لم يذكر في روايته الجهر. وأجيب: بأن من ذكر حجة على من لم يذكره، ولا سيما الذي لم يذكره يتعرض لنفيه، وقد ثبت الجهر في رواية الأوزاعي عند أبي داود، قال: حدثنا العباس بن الوليد بن مزيد أخبرني أبي أخبرنا الأوزاعي أخبرني الزهري أخبرني عروة بن الزبير (عن عائشة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ قراءة طويلة، فجهر بها) يعني في صلاة الكسوف.
قال الوليد وأخبرني عبد الرحمان بن نمر سمع ابن شهاب مثله أعاد البخاري الإسناد المذكور إلى الوليد بن مسلم، وأدخل الواو فيه ليعطف على ما سبق منه، كأنه قال، الوليد: أخبرني عبد الرحمن بن نمر كذا، وأخبرني أنه سمع محمد بن مسلم بن شهاب الزهري مثله، أي: مثل الحديث الأول.
قال الزهري فقلت ما صنع أخوك ذالك عبد الله بن الزبير ما صلى إلا ركعتين مثل الصبح إذ صلى بالمدينة قال أجل إنه أخطأ السنة أي: قال الزهري، وهو يخاطب عروة بن الزبير: ما صنع أخوك ذلك، وأشار به إلى ما فعله أخوه في صلاة الكسوف حيث صلى ركعتين مثل صلاة الصبح بلا تكرار الركوع، وقد مر هذا مستقصى في: باب خطبة الإمام في الكسوف.
قوله: (عبد الله بن الزبير) بالرفع عطف بيان لقوله: (أخوك)، وهو مرفوع لأنه فاعل: (صنع). قوله: (إذا صلى) أي: حين صلى عبد الله بالمدينة النبوية بركعتين مثل الصبح. قوله: (قال: أجل) أي: قال عروة: نعم إنه صلى كذا، لكنه أخطأ السنة. وفي رواية الكشميهني: (من أجل أنه أخطأ السنة)، فعلى هذه الرواية بفتح همزة أنه للإضافة، وعلى رواية غيره بكسر الهمزة، لأنه ابتداء كلام.
تابعه سفيان بن حسين وسليمن بن كثير عن الزهري في الجهر أي: تابع عبد الرحمن بن نمر في روايته عن الزهري سليمان بن كثير ضد قليل العبدي، بالباء الموحدة. وأخرج هذه المتابعة موصولة أحمد عن عبد الصمد بن عبد الوارث عنه بلفظ: (خسفت الشمس على عهد النبي صلى الله عليه وسلم، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فكبر فكبر الناس ثم قرأ فجهر بالقراءة). الحديث: قوله: (وسفيان) بالرفع عطفا على سليمان، أي: تابع عبد الرحمن بن نمر أيضا سفيان بن حسين عن الزهري، وقد انفرد الواسطي في روايته عن الزهري، وأخرج هذه المتابعة موصولة الترمذي: حدثنا أبو بكر محمد بن أبان حدثنا إبراهيم بن صدقة عن سفيان بن حسين عن الزهري عن عروة (عن عائشة: أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى صلاة الكسوف وجهر بالقراءة فيها). قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح. وقال شيخنا زين
(٩٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 ... » »»