وإن كان ليسمع بكاء الصبي فيخفف مخافة أن تفتن أمه (الحديث 709 طرفه في: 710).
مطابقته للترجمة ظاهرة.
ذكر رجاله: وهم أربعة: الأول: خالد بن مخلد، بفتح الميم: البجلي الكوفي، مر في أول كتاب العلم. الثاني: سليمان بن بلال أبو أيوب، ويقال: أبو محمد التيمي. الثالث: شريك بن عبد الله بن أبي نمير، أبو عبد الله القرشي، ويقال: الليثي من أنفسهم، مات عام أربعين ومائة. الرابع: أنس بن مالك.
ذكر لطائف أسناده: فيه: التحديث بصيغة الجمع في موضعين، وبصيغة الإفراد في موضع. وفيه: السماع. وفيه: القول في أربعة مواضع. وفيه: أن شيخ البخاري كوفي وبقية الرواة مدنيون، وقال بعضهم: والإسناد كله مدنيون وليس كذلك، فإن خالد بن مخلد كوفي، كما ذكرنا، ويقال له: القطواني أيضا، وقطوان محلة على باب الكوفة.
ذكر من أخرجه غيره: أخرجه مسلم أيضا في الصلاة عن يحيى بن يحيى ويحيى بن أيوب وقتيبة وعلي بن حجر، أربعتهم عن إسماعيل ابن جعفر عن شريك.
ذكر معناه: قوله: (أخف) صفة للإمام، وصلاة نصب على التمييز. قوله: (وإن كان)، إن هذه لفظة مخففة وأصلها: وأنه، والضمير فيه للشان. قوله: (فيخفف)، بين مسلم في رواية ثابت محل التخفيف، ولفظه: (فيقرأ بالسورة القصيرة). قوله: (مخافة)، نصب على التعليل مضاف إلى: أن، المصدرية. قوله: (أن تفتتن أمه)، من الافتتان، أي: تلتهي عن صلاتها لاشتغال قلبها ببكائه، زاد عبد الرزاق من مرسل عطاء: (أو تتركه فيضيع). وقاله الكرماني: ويفتن من الثلاثي، ومن الأفعال والتفعيل. والثالث: (قلت) أشار بهذا إلى ثلاثة أوجه منه الأول يفتن على صيغة المجهول من فتن يفتن والثاني من افتن على صيغة المجهول أيضا من التفتين، والذي ذكرته من باب الافتعال، فيكون على أربعة أوجه.
709 حدثنا علي بن عبد الله قال حدثنا يزيد بن زريع قال حدثنا سعيد قال حدثنا قتادة أن أنس بن مالك حدثه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إني لأدخل في الصلاة وأنا أريد إطالتها فاسمع بكاء الصبي فأتجوز في صلاتي مما أعلم من شدة وجد أمه من بكائه (الحديث 709 طرفه في: 710).
هذا طريق آخر من حديث أنس عن علي بن عبد الله بن جعفر أبو الحسن، يقال له: ابن المديني، عن يزيد بن زريع، بضم الزاي وفتح الراء، عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة.
وفيه: التحديث بصيغة الجمع في أربعة مواضع، وبصيغة الإفراد في موضع واحد. ورواته كلهم بصريون.
وأخرجه مسلم في الصلاة أيضا عن محمد بن المنهال عن يزيد بن زريع. وأخرجه ابن ماجة فيه عن نصر بن علي عن عبد الأعلى بن عبد الأعلى.
قوله: (مما أعلم)، كلمة: ما، مصدرية ويجوز أن تكون موصولة، والعائد محذوفا. قوله: (وجد أمه) الوجد: الحزن. قال ابن سيده: وجد الرجل وجدا ووجدا، كلاهما عن اللحياني: حزن. وفي (الفصيح): ووجدت في الحزن وجدا، ومضارعه: يجد، وحكى القزاز عن الفراء: يجد، يعني بضم الجيم. وفي (المطالع): من موجدة أمه، أي: من حبا إياه وحزنها لبكائه. قال: وقد روي: (من وجد أمه)، قال بعضهم: وكان ذكر الأم خرج مخرج الغالب، وإلا فمن كان في معناها يلتحق بها، وفيه نظر، لأن غير الأم ليس كالأم في الموجدة، ويفهم من قوله: (وأنا أريد إطالتها)، أن من قصد في الصلاة الإتيان بشيء لا يجب عليه الوفاء به، بل يستحب، خلافا لأشهب، فإنه قال: من نوى التطوع قائما ليس له أن يتمه جالسا.
710 حدثنا محمد بن بشار قال حدثنا ابن أبي عدي عن سعيد عن قتادة عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إني لأدخل في الصلاة فأريد إطالتها فأسمع بكاء الصبي فأتجوز مما أعلم من شدة وجد أمه من بكائه (أنظر الحديث 709).
هذا طريق آخر من حديث أنس عن محمد بن بشار الملقب ببندار عن محمد بن أبي عدي واسم أبي عدي: إبراهيم البصري