ذكر تعدد موضعه ومن أخرجه غيره أخرجه البخاري أيضا في باب فضل الجماعة عن موسى بن إسماعيل عن عبد الواحد عن الأعمش. وأخرجه مسلم في الصلاة عن أبي بكر بن أبي شيبة، وأبي كريب. وأخرجه أبو داود فيه عن مسدد. وأخرجه الترمذي فيه عن هناد بن السري. وأخرجه ابن ماجة فيه عن أبي بكر بن أبي شيبة.
ذكرمعناه) قوله: (صلاة الجميع) أي: صلاة الجماعة، والجميع في اللغة ضد المتفرق والجيش أيضا والحي المجتمع، ويؤكد به، يقال: جاؤوا جميعا، أي: كلهم. وقال الكرماني: صلاة الجميع، أي: صلاة في الجميع، يعني صلاة الجماعة، قلت: هذا تصرف غير مرضي. قوله: (على صلاته في بيته) أي: على صلاة المنفرد، وقوله: (في بيته) قرينة على هذا إذ الغالب أن الرجل يصلي في بيته منفردا. قوله: (خمسا) نصب على أنه مفعول لقوله: تزيد، نحو قولك: زدت عليه عشرة ونحوها. قوله: (فإن أحدكم)، بالفاء في رواية الأكثرين، وفي رواية الكشميني: (بأن أحدكم) بالباء الموحدة، ووجهها أن تكون الباء للمصاحبة، فكأنه قال: تزيد على صلاته بخمس وعشرين درجة مع فضائل أخر، وهو رفع الدرجات وصلاة الملائكة ونحوها، ويجوز أن تكون للسببية. قوله: (فأحسن) كذا هو بدون مفعوله، والتقدير فأحسن الوضوء، والإحسان في الوضوء إسباغه برعاية السنن والآداب. قوله: (لا يريد إلا الصلاة)، جملة حالية، والمضارع المنفي إذا وقع حالا يجوز فيه الواو وتركه. قوله: (خطوة) قال السفاقسي: رويناه بفتح الخاء، وهي المرة الواحدة، وقال القرطبي: الرواية بضم الخاء، وهي واحدة الخطى، وهي ما بين القدمين، والتي بالفتح مصدر. قوله: (أو حط)، ويروي: (وحط) بالواو، وهذا أشمل. قوله: (ما كان يحبسه)، أي: ما كان المسجد يحبسه، وكلمة: ما، للمدة أي: مدة دوام حبس المسجد إياه. قوله: (وتصلي الملائكة عليه)، أي تدعو له بقولهم: اللهم اغفر له، اللهم ارحمه. وقوله: (اللهم اغفر له)، تقديره: وتدعو الملائكة قائلين: اللهم، إذ لا يصح المعنى إلا به. وقيل: إنه بيان للصلاة، كذا هو بدون مفعوله، والتقدير: فأحسن الوضوء. قوله: (ما لم يؤذ)، بضم الياء آخر الحروف وبالذال المعجمة: من الإيذاء، والضمير المرفوع الذي فيه يرجع إلى المصلي، ومفعوله محذوف تقديره: ما لم يؤذ الملائكة، وايذاؤه إياهم بالحدث في المسجد، وهو معنى قوله: يحدث، بضم الياء من الإحداث بكسر الهمزة، وهو مجزوم وفي رواية الأكثرين على أنه بدل من: يؤذ، ويجوز رفعه على طريق الاستئناف. وفي رواية الشكميني: (ما لم يؤذ بحدث فيه)، بلفظ الجار والمجرور متعلقا: بيؤذ قال الكرماني: وفي بعض النسخ: (ما لم يحدث)، بطرح لفظ يؤذ، أي: ما لم ينقض الوضوء، والذي ينقض الوضوء الحدث. وقال بعضهم: يحتمل أن يكون أعم من ذلك قلت: الحديث رواه أبو داود في سننه، ولفظه: (ما لم يؤذ فيه أو يحدث فيه). والأعمية التي قالها هذا القائل لا تمشي في رواية البخاري على ما يخفى، وتمشي في رواية أبي داود لأنه عطف: أو يحدث، على قوله: (لم يؤذ فيه)، والمعنى: ما لم يؤذ في مجلسه الذي صلى فيه أحدا بقوله أو فعله، أو: يحدث، بالجزم من الإحداث بمعنى الحدث لا من التحديث، فافهم. فإنه موضع تأمل.
ذكر تعدد الروايات في قوله: (خمسا وعشرين درجة) في رواية البخاري أيضا من حديث أبي سعيد: (صلاة الرجل في جماعة تزيد على صلاته في بيته خمسا وعشرين درجة). وعند أبي ماجة: (بضعا وعشرين درجة)، وفي لفظ: (فضل الصلاة على صلاة أحدكم وحده خمسا وعشرين جزءا). وعند السراج: (تعدل خمسة وعشرين صلاة من صلاة الفذ)، وفي لفظ: (تزيد على صلاة الفذ خمسا وعشرين)، وفي لفظ: (سبعة وعشرين جزءا)، وفي لفظ: خير من صلاة الفذ)، وفي لفظ: (تزيد على صلاة الفذ بخمس وعشرين درجة)، وفي لفظ: (صلاة مع الإمام أفضل من خمس وعشرين يصليها وحده). وفي كتاب ابن حزم: صلاة الجماعة تزيد على صلاة المنفرد سبعا وعشرين درجة، وفي (سنن الكجي): صلاة الجميع تفضل على صلاة الفذ، وعند ابن حبان: (فإن صلاها بأرض فيء فأتم وضوءها وركوعها وسجودها تكتب صلاته بخمسين درجة)، وعند أبي داود: (بلغت خمسين صلاة). وقال عبد الواحد بن زياد في هذا الحديث: صلاة الرجل في الفلاة، تضاعف على صلاته في الجماعة، موعند البخاري، من حديث نافع عن ابن عمر: (صلاة الرجل في جماعة تفضل على صلاة الرجل وحده بسبع وعشرين درجة). قال الترمذي: كذا رواه نافع، وعامة من روى عن النبي إنما قال: (خمسا وعشرين درجة)،