عمدة القاري - العيني - ج ٣ - الصفحة ٢١٨
قال كنت رجخلا مداء فأمرت رجلا أن يسأل النبي صلى الله عليه وسلم لمكان ابنته فسأل فقال توضأ واغسل ذكرك.
(انظر الحديث 132 وطرفه).
مطابقة الحديث للترجمة ظاهرة، وسأل الكرماني هنا ما محصله أن الحديث الذي في هذا الباب يدل على وجوب غسل الذكر بتمامه. والترجمة تدل على غسل المذي، ومحصل الجواب أنه روي أيضا؛ (توضأ وغسله) والضمير يرجع إلى المذي، فيظهر من هذا أن المراد مما ورد وجوب غسل ما ظهر من المذي لا غير، على ما يجيء تحقيقه إن شاء الله تعالى.
ذكر رجاله وهم خمسة: الأول: أبو الوليد هشام الطيالسي، تكرر ذكره. الثاني: زائدة بن قحدامة، بضم القاف وتخفيف الدال المهملة الثقفي أبو الصلت الكوفي، صاحب سنة ورعا صدوقا مات سنة ستين ومائة غازيا في الروم. الثالث: أبو حصين، بفتح الحاء وكسر الصاد المهملتين واسمه عثمان بن عاصم الكوفي التابعي، ثقة تقدم في آخر باب، ثم من كذب على النبي صلى الله عليه وسلم. الرابع: أبو عبد الرحمن بن عبد الله بن حبيب السلمي، بضم السين المهلمة وفتح اللام مقرىء، الكوفة أحد أعلام التابعين. صام ثمانين رمضانا مات سنة خمس ومائة. الخامس: علي بن أبي طالب، رضي الله تعالى عنه.
ذكر لطائف إسناده فيه التحديث بصيغة الجمع في موضعين وفيه: العنعنة في ثلاثة مواضع. وفيه: رواية التابعي عن التابعي. وفيه: أن رواته ما بين بصري وكوفي، فأبو الوليد بصري والبقية كوفيون.
بيان ذكر تعدد موضعه ومن أخرجه غيره أخرجه البخاري هاهنا عن أبي الوليد وأخرجه مسلم في العلم من مسدد عن عبد الله بن داود، وفي الطهارة عن قتيبة عن جرير، قال: ورواه شعبة، ثلاثتهم عن الأعمش عن منذر الثوري عنه به، وأخرجه مسلم في الطهارة عن أبي بكر بن أبي شيبة عن وكيع وأبي معاوية وهشيم ثلاثتهم عن الأعمش به، وعن يحيى بن حبيب عن خالد بن الحارث عن شعبة به، وأخرجه النسائي في الطهارة وفي العلم عن محمد بن عبد الأعلى عن خالد بن الحارث به.
ذكر الاختلاف في ألفاظ هذا الحديث وطرقه والسائل الذي فيه. أما أولا: فهذا الحديث أخرجه الجماعة فلفظ البخاري، مر الآن بالسند المذكور. وأخرجه النسائي، وقال: أخبرنا هناد بن السري عن أبي بكر بن عياش عن أبي حصين عن أبي عبد الرحمن. قال: قال علي، رضي الله تعالى عنه. (كنت رجلا مذاء وكانت ابنة النبي صلى الله عليه وسلم تحتي، فاستحييت أن أسأله، فقلت لرجل جالس إلى جنبي: سله فسأله، فقال: فيه الوضوء). وأخرجه الطحاوي، قال: حدثنا محمد بن خزيمة، قال: حدثنا عبد الله بن رجاء، قال: حدثنا زاشئة بن قدامة عن أبي حصين عن أبي عبد الرحمن عن علي، رضي الله تعالى عنه، قال: (كنت رجلا مذاء وكانت عندي ابنة النبي صلى الله عليه وسلم، فأرسلت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال: توضأ واغسله). وفي رواية للطحاوي عن علي، قال: (سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن المذي قال: فيه الوضوء، وفي المني الغسل) وفي رواية له عن هانىء بن هانىء عن علي. قال: (كنت رجلا مذاء وكنت إذا أمذيت اغتسلت، فسألت النبي صلى الله عليه وسلم فقال: فيه الوضوء) وبنحو إسناده رواه أحمد ولفظه (كنت رجلا مذاء فإذا أمذيت اغتسلت، فأمرت المقداد فسأل النبي صلى الله عليه وسلم، فضحك، فقال: فيه الوضوء) وروى الترمذي من طريق زاشدة عن يزيد بن أبي زياد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن علي، قال: (سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن المذي، فقال: من المذي الوضوء، ومن المني الغسل) قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح، وروى الطحاوي من حديث محمد بن الحنفية عن أبيه، قال: كنت أجد مذيا فأمرت المقداد أن يسأل النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك، فاستحييت أن أسأله لأن ابنته عندي، فسأله عن ذلك، فقال: إن كل فحل يمذي، فإذا كان المني ففيه الغسل، وإذا كان المذي ففيه الوضوء). وأخرجه مسلم أيضا نحوه عن محمد بن الحنفية، ولفظه: (فكنت أستحي أن أسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم لمكان ابنته، فأمرت المقداد فسأله، فقال: يغسل ذكره ويتوضأ) وأخرج الطحاوي أيضا من حديث رافع بن خديج. (أن عليا، رضي الله تعالى عنه، أمر عمارا أن يسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المذي قال: يغسل مذاكيره ويتوضأ) وأخرجه النسائي أيضا نحوه، وأخرج الطحاوي أيضا من حديث ابن عباس. قال: علي رضي الله تعالى عنه. (قد كنت رجلا مذاء فأمرت رجلا فسأل النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: فيه الوضوء) وأخرجه مسلم من حديث ابن عباس عن علي، رضي الله تعالى عنه، ولفظه: (أرسلت
(٢١٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 213 214 215 216 217 218 219 220 221 222 223 ... » »»