عمدة القاري - العيني - ج ٣ - الصفحة ٢٠٠
يمس شيئا من الأصول، ويكون كل واحد منهما امرأة له، كيف يكون وجها لحمل المطلق على المقيد؟ مع أن الأصل أن يجري المطلق على إطلاقه والمقيد على تقييده، والحمل له مواضع عرفت في مواضعها.
بيان رجاله وهم خمسة: الأول: أبو نعيم الفضل بن دكين تقدم في باب فضل من استبرأ لدينه. الثاني: سفيان بن عيينة الثالث: عمرو بن دينار. الرابع: جابر بن زيد الأزدي، أبو الشعثاء البصري، مات سنة ثلاث ومائة. الخامس: عبد الله بن عباس، وفي (مسند الحميدي) هكذا حدثنا سفيان. أخبرنا عمرو. قال: أخبرني أبو الشعثاء. وهو جابر بن زيد المذكور.
بيان لطائف إسناده فيه: التحديث بصيغة الجمع في موضعين وفيه: العنعنة في ثلاثة مواضعوفيه: عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم وفيه اختلاف، ومنهم من يقول: لا فرق بينهما، ومنهم من يقول: بينهما فرق وإليه ذهب البخاري وفيه: أن رواته ما بين كوفي ومكي وبصري.
ذكر من أخرجه غيره أخرجه مسلم في الطهارة عن قتيبة، وأبي بكر بن أبي شيبة، والترمذي فيه عن ابن أبي عمر، والنسائي فيه عن يحيى بن موسى، وابن ماجة فيه عن أبي بكر بن أبي شيبة أربعتهم عن سفيان عن عمرو بن دينار عن أبي الشعثاء عن ابن عباس به واللفظ (كنت اغتسل أنا والنبي صلى الله عليه وسلم من إناء واحد من الجنابة).
قال أبو عبد الله كان ابن عيينة يقول أخيرا عن ابن عباس عن ميمونة والصحيح ما رواه أبو نعيم أبو عبد الله هو البخاري نفسه. قوله: (كان ابن عيينة) أي: سفيان بن عيينة، وهذا تعليق من البخاري، ولم يقل: وقال ابن عيينة، بل قال. كان ليدل على أنه في الأخير، أي: في آخر عمره كان مستقرا على هذه الرواية، فعلى هذا التقدير الحديث من مسانيد ميمونة، وعلى الأول من مسانيد ابن عباس. قوله: (والصحيح) أي: في الروايتين، (ما رواه أبو نعيم) المذكور، وهو أنه من مسانيد ابن عباس، وهذا من كلام البخاري وهو المصحح له وصححه الدارقطني أيضا ورجح الإسماعيلي أيضا ما صححه البخاري باعتبار أن هذا الأمر لا يطلع عليه من النبي صلى الله عليه وسلم إلا ميمونة، فدل على أنه أخذه عن خالته ميمونة، والأربعة المذكورون أخرجوه عن ابن عباس عن ميمونة، رضي الله تعالى عنهم.
والمستفاد من الحديث جواز اغتسال الرجل والمرأة من إناء واحد.
4 ((باب من أفاض على رأسه ثلاثا)) أي: هذا باب في بيان من أفاض الماء على رأسه ثلاث مرات.
والمناسبة بين هذه الأبواب ظاهرة، لأن كلها في أحكام الغسل وهيئته.
254 حدثنا أبو نعيم قال حدثنا زهير عن أبي إسحاق قال حدثني سليمان بن صرد قال حدثني يبر بن مطعم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أما أنا فافيض على رأسي ثلاثا وأشار بيديه كلتيهما.
مطابقة الحديث للترجمة ظاهرة.
بيان رجاله وهم خمسة: أبو نعيم الفضل بن دكين، وزهير بن معاوية الجعفي، وأبو إسحاق السبيعي عمرو بن عبد الله، وسليمان بن صرد، بضم الصاد وفتح الراء بعدهما الدال المهملات من أفاضل الصحابة روى له خمسة عشر حديثا وأخرج البخاري منها اثنين سكن الكوفة أول ما نزل بها المسلمون، خرج أميرا في أربعة آلاف يطلبون دم الحسن، رضي الله تعالى عنه، سموا بالتوابين، وهو أميرهم، فقتله عسكر عبيد الله بن زياد بالجزيرة سنة خمسة وستين، وجبير، بضم الجيم وفتح الباء الموحدة وسكون الياء آخر الحروف والراء ابن مطعم، بلفظ اسم الفاعل من الإطعام، القرشي النوفلي، روي له ستون حديثا أخرج البخاري منها تسعة كان من سادات قريش مات بالمدينة سنة أربع وخمسين.
ذكر لطائف إسناده فيه: التحديث بصيغة الجمع في موضعين، وبصيغة الإفراد في موضعين وفيه: العنعنة في موضع واحد. وفيه: أن إسناده عن أبي نعيم أعلى من إسناد حديث الباب الأول عن. وفيه: رواية الصحابي عن الصحابي. وفيه: رواية الأقران.
(٢٠٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 195 196 197 198 199 200 201 202 203 204 205 ... » »»