عمدة القاري - العيني - ج ٢ - الصفحة ٦٣
فإنها مولدة وليست من كلام العرب وهذه سبع مصادر قوله ' شانه ' أي قصته قوله ' في ملأ ' بالقصر هي الجماعة قاله عياض وقال غيره الملأ الإشراف وفي العباب الملأ بالتحريك الجماعة والملأ أيضا الخلق يقال ما أحسن ملأ بنى فلان أي عشرتهم وأخلاقهم والجمع املاء والملأ أيضا الأشراف قوله ' من بني إسرائيل ' هو أولاد يعقوب عليه الصلاة والسلام لان إسرائيل هو اسم يعقوب وأولاده اثنا عشر نفسا وهم يوسف وبنيامين وداني ويفتالي وزابلون وجاد ويستأخر وأشير وروبيل ويهوذا وشمعون ولاوى وهم الذين سماهم الأسباط وسموا بذلك لان كل واحد منهم والدقبيلة والأسباط في كلام العرب الشجر الملتف الكثير الأغصان والأسباط من بني إسرائيل كالشعوب من العجم والقبائل من العرب وجميع بني إسرائيل من هؤلاء المذكورين قوله ' الحوت ' السمكة والجمع الحيتان والاحوات والحوتة قوله ' آية ' أي علامة قوله ' وكان يتبع أثر الحوادث ' أي ينتظر فقدانه قوله ' فتاء ' أي صاحبه وهو يوشع بن نون وإنما قال فتاه لأنه كان يخدمه ويتبعه وقيل كان يأخذ العلم عنه قلت يوشع بن نون بن اليشامع ابن عميهوذابن بارص بن بعدان بن ناخر بن تالخ بن راشف بن راقخ بن بريعا بن افراثيم بن يوسف بن يعقوب عليهم الصلاة والسلام ويوشع بضم الياء آخر الحروف وفتح الشين المعجمة * ونون مصروف كنوح قوله ' إذ أوينا ' بالقصر من أوى فلان إلى منزله يأوي أويا قوله ' إلى الصخرة ' هي التي دون نهر الزيت بالمغرب قاله الزمخشري والصخرة في اللغة الحجر الكبير والجمع صخر وصخر وصخور وصخورة وصخرات قوله ' نبغي ' أي نطلب من بغيت الشيء طلبته قوله ' فارتدا ' أي رجعا على آثارهما هو جمع أثر بفتح الهمزة وفتح الثاء المثلثة واثر الشيء ما شخص منه قوله ' قصصا ' من قص أثره يقص قصا وقصصا أي تتبعه قال الله تعالى (وقالت لأخته قصه) أي تتبعي أثره وقال الصغاني قال تعالى (فارتدا على آثارهما قصصا) أي رجعا من الطريق الذي سلكاه يقصان الأثر * (بيان الإعراب) قوله ' تمارى هو ' أبي ابن عباس واتى بضمير الفصل لأنه لا يعطف على الضمير المرفوع المتصل إلا إذا أكد بالمنفصل فقوله ' والحر بن قيس ' عطف على الضمير الذي في تمارى وحسن ذلك تأكيده بقوله هو لأنه بدونه يوهم عطف الاسم على الفعل قوله ' في صاحب موسى ' بتعلق بقوله ' تمارى ' قوله ' هو خضر ' جملة اسمية وقعت مقول القول قوله ' تماريت أنا وصاحبي ' مثل تمارى هو والحر بن قيس حيث أكد المعطوف عليه بالضمير المنفصل لتحسين العطف ويجوز أن ينتصب على أن يكون مفعولا معه وأراد بقوله ' صاحبي ' هو الحر بن قيس قوله ' هل سمعت ' استفهم به ابن عباس عن أبي بن كعب رضي الله عنهم قوله ' يذكر شأنه ' جملة حالية قوله ' يقول ' أيضا جملة حالية قوله ' بينما ' قد مر غير مرة أن أصله بين زيدت فيه ما والفصيح في جوابه ترك إذ وإذا وجوابه قوله ' جاءه رجل ' وفي بعض الروايات ' إذ جاءه رجل ' قوله ' اعلم ' بالنصب لأنه صفة أحد قوله ' بل عندنا خضر ' أي هو أعلم هكذا هو في أكثر الروايات وفي رواية الكشميهني ' بلى عبدنا خضر ' وبل للإضراب وهو من حروف العطف فإن قلت ما المعطوف عليه بالمضروب عنه قلت مقدر تقديره أوحى الله إليه لا تقل لا بل عبدنا خضر أي قل إلا علم عبدك خضر فإن قلت فعلى هذا كان ينبغي أن يقول بل عبد الله أو عبدك قلت ورد علة طريقة الحكاية عن قول الله تعالى قوله ' فسأل موسى ' أي سأل موسى عن الله تعالى السبيل إلى خضر والفاء في فجعل للتعقيب قوله ' له ' أي لأجله والحوت وآية منصوبان على أنهما مفعولا جعل قوله ' فتاه ' فاعل فقال قوله ' أرأيت ' أي أخبرني وهو مقول القول قوله ' إذ ' بمعنى حين وههنا حذف تقديره أرأيت ما دهاني (إذا أوينا إلى الصخرة) قوله ' فإني ' الفاء فيه تفسيرية يفسر بها ما دهاه من نسيان الحوت حين أويا إلى الصخرة قوله ' وماأنسانيه ' أي أنساني ذكره إلا الشيطان قوله ' أن اذكره ' بدل من الهاء في أنسانيه قوله ' ذلك ' في محل الرفع على الابتداء قوله ' ما كنا نبغي ' خبره وكلمة ما موصولة وقوله ' كنا نبغي ' صلتها أي ذلك الذي كنا نطلب والعائد إلى الموصول محذوف أي ما كنا نبغيه ويجوز حذف الياء من نبغي للتخفيف وهكذا قرئ ايضافي القرآن وإثباتها أحسن وهي قراءة أبي عمر وقوله ' قصصا ' نصب على تقدير يقصان قصصا أعنى النصب على المصدرية قوله ' ما قص الله ' في محل الرفع لأنه اسم كان وقوله من شأنهما مقدما خبره وفي بعض الرواية ' فكان من شأنهما الذي قص الله ' *
(٦٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 ... » »»