هذا الموضع. منها أن فيه ثلاثة من التابعين في طبقة متقاربة أولهم عمرو * (بيان من أخرجه غيره) * أخرجه البخاري هنا ليس إلا هو من أفراده عن مسلم وأخرجه الترمذي في العلم وفي المناقب عن قتيبة عن سفيان بن عيينة به وقال حسن صحيح وأخرجه النسائي في العلم وفي المناقب عن قتيبة عن سفيان بن عيينة به وقال حسن صحيح وأخرجه النسائي في العلم عن إسحاق بن إبراهيم عن سفيان به * * (بيان الاعراب والمعنى) * قوله ' ما من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم) كلمة ما للنفي وقوله ' أحد ' بالرفع اسم ما وكلمة من ابتدائية تتعلق بمحذوف والتقدير ما أحد مبتدأ من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وقوله أكثر بالرفع صفة أحد ويروي بالنصب أيضا وهو إلا وجه لأنه خبر ما وقوله ' حديثا ' نصب على التمييز ولفظة أكثر افعل التفضيل ولا تستعمل إلا بأحد الأمور الثلاثة كما عرف في موضعه وههنا استعمل بمن وهو قوله منى ولكن فصل بينه وبينه بقوله حديثا عنه لأنه ليس بأجنبي والضمير في عنه يرجع إلى أحد قوله ' إلا ما كان ' يجوز أن يكون استثناء منقطعا على تقدير لكن الذي كان من عبد الله بن عمرو أي الكتابة لم تكن منى والخبر محذوف بقرينه باقي الكلام سواء لزم منه كونه أكثر حديثا إذا العادة جارية على أن شخصين إذا لازما شيخا مثلا وسمعنا منه الأحاديث يكون الكاتب أكثر حديثا من غيره أم لا يجوز أن يكون متصلا نظرا إلى المعنى إذ حديثا إذ وقع تمييزا والتمييز كالمحكوم عليه فكأنه قال ما أحد حديثه أكثر من حديثي إلا أحاديث حصلت من عبد الله بن عمرو قال الكرماني وفي بعض الروايات ما كان أحد أكثر حديثا عنه منى إلا عبد الله بن عمرو فإنه كان يكتب ولا أكتب قوله ' فإنه ' الفاء فيه للتعليل والضمير فيه يرجع إلى عبد الله بن عمرو قوله ' كان يكتب ' جملة وقعت خبرا لان قوله ' ولا أكتب ' عطف على قوله فإنه كان يكتب تقديره وأنا لا أكتب وقد روى عن عبد الله بن عمرو قال استأذنت النبي عليه الصلاة و السلام في كتابة ما سمعت منه فأذن لي وعنه قال حفظت عن النبي صلى الله عليه وسلم ألف مثل وإنما قلت الرواية عنه مع كثرة ما حمل عن النبي صلى الله عليه وسلم لأنه سكن مصر وكان الواردون إليها قليلا بخلاف أبي هريرة فإنه استوطن المدينة وهي مقصد المسلمين من كل جهة وقيل كان السبب في كثرة حديث أبي هريرة دعاء النبي صلى الله عليه وسلم له بعدم النسيان والسبب في قلة حديث عبد الله بن عمرو هو أنه كان قد ظفر بجمل من كتب أهل الكتاب وكان ينظر فيها ويحدث منها فتجنب الأخذ عنه كثير من التابعين والله أعلم. قال البخاري روى عن أبي هريرة نحو من ثمانمائة رجل وكان أكثر الصحابة حديثا روى له عن رسول الله صلى الله عليه وسلم خمسة آلاف وثلاث مائة حديث ووجد لعبد الله بن عمرو سبعمائة حديث اتفقا على سبعة عشر وانفرد البخاري بمائة ومسلم بعشرين * ((تابعه معمر عن همام عن أبي هريرة)) أي تابع وهب بن منبه في روايته لهذا الحديث عن همام معمر بن راشد وأخرج هذه المتابعة عبد الرزاق عن معمر عن همام عن أبي هريرة وأخرجها أيضا أبو بكر على المرزوي في كتاب العلم له عن الحجاج بن الشاعر عنه عن معمر عنه وروى أحمد والبيهقي في المدخل من طريق عمرو بن شعيب عن مجاهدة والمغيرة بن حكيم قالا سمعنا أبا هريرة يقول ما كان أحد أعلم بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم منى إلا ما كان من عبد الله بن عمرو فإنه كان يكتب بيده ويعي بقلبه وكنت أعي ولا أكتب واستأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الكتابة عنه فاذن له اسناد حسن وقال الكرماني هذه متابعة ناقصة سهلة المأخذ حيث ذكر المتابع عليه يعني هماما ثم أنه يحتمل أن يكون بين البخاري وبين معمر الرجال المذكورين بعينهم ويحتمل أن يكون غيرهم كما يحتمل أن يكون من باب التعليق عن معمر قلت هذه احتمالات والذي ذكرناه هو طريقة أهل هذا الشأن 114 حدثنا يحيى بن سليمان قال: حدثني ابن وهب أخبرني يونس عن ابن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس قال: لما اشتد بالنبي صلى الله عليه وسلم وجعه قال: (ائتوني بكتاب أكتب لكم كتابا لا تضلوا بعده) قال عمر: إن النبي صلى الله عليه وسلم
(١٦٩)