خصوصية من إكثار ونحوه، ووكيع قليل الرواية عن ابن عيينة بخلاف الثوري. قلت: كل ما ذكره ليس يصلح مرجحا أن يكون سفيان هذا هو الثوري، بعد أن ثبت رواية وكيع عن سفيانين كليهما وروايتهما عن مطرف، على أن أبا مسعود الدمشقي قال في (الأطراف) هذا هو سفيان بن عيينة. وقال الغساني في كتابه (تقييد المهمل ) هذا الحديث محفوظ عن ابن عيينة. الرابع: مطرف، بضم الميم وفتح الطاء المهملة وكسر الراء المشددة وبالفاء: ابن طريف، بطاء مهملة مفتوحة: أبو بكر، ويقال: أبو عبد الرحمن، الكوفي الحارثي نسبة إلى بني الحارث بن كعب بن عمرو، ويقال: الخارفي، بالخاء المعجمة وبالفاء، نسبة إلى خارف بن عبد الله. وثقه أحمد وغيره، مات سنة ثلاث وثلاثين ومائة، روى له الجماعة. الخامس: عامر الشعبي، وقد تقدم. السادس: أبو جحيفة، بضم الجيم وفتح الحاء المهملة وسكون الياء آخر الحروف وبالفاء، واسمه وهب بن عبد الله السوائي، بضم السين المهملة وتخفيف الواو وبالمد، الكوفي. روي له عن رسول الله، عليه الصلاة والسلام، خمسة وأربعون حديثا، اتفقا على حديثين، وانفرد البخاري بحديثين، ومسلم بثلاثة. وكان علي، رضي الله عنه، يكرمه ويحبه ويثق به وجعله على بيت المال بالكوفة، وشهد معه مشاهده كلها ونزل الكوفة، وتوفي سنة اثنتين وسبعين، روى له الجماعة، وكان من صغار الصحابة. قيل: توفي رسول الله، عليه الصلاة والسلام، ولم يبلغ الحلم، والله أعلم. السابع: علي بن أبي طالب، رضي الله عنه.
بيان لطائف إسناده: منها: أن فيه التحديث والإخبار والعنعنة. ومنها: أن رواته كلهم كوفيون إلا شيخ البخاري وقد دخل فيها. ومنها: أن فيه رواية الصحابي عن الصحابي.
بيان اختلاف الروايات: قوله: (حدثنا محمد بن سلام) كذا في رواية أبي ذر وآخرين، وفي رواية الأصيلي: حدثنا ابن سلام. قوله: (عن الشعبي) وفي رواية المصنف في الديات: (سمعت الشعبي). قوله: (عن أبي جحيفة)، وفي رواية البخاري في الديات: (سمعت أبا جحيفة). وقد صرح باسمه الإسماعيلي في روايته.
بيان تعدد موضعه ومن أخرجه غيره: أخرجه البخاري أيضا في الجهاد عن أحمد بن يونس عن زهير، وفي الديات عن صدقة بن الفضل عن سفيان بن عيينة كلاهما عن مطرف به، وأخرجه الترمذي في الديات عن أحمد بن منيع عن هشيم عن مطرف نحوه، وقال: حسن صحيح. وأخرجه النسائي في القود عن محمد بن منصور عن سفيان بن عيينة نحوه. وأخرجه ابن ماجة في الديات عن علقمة بن عمرو الداري عن أبي بكر بن عياش عن مطرف نحوه.
بيان اللغات: قوله: (كتاب) أي: مكتوب من عند رسول الله، عليه الصلاة والسلام. قوله: (أو فهم) وهو جودة الذهن. قال الجوهري: فهمت الشيء فهما وفهامية: علمته. وفلان فهيم، وقد استفهمني الشيء فأفهمته وفهمته تفهيما، وتفهم الكلام إذا فهمه شيئا بعد شيء. قوله: (الصحيفة) قد مر تفسيرها. قوله: (العقل) أي: الدية، وإنما سميت به لأنهم كانوا يعطون فيها الإبل ويربطونها بفناء دار المقتول بالعقال وهو: الحبل. قوله: (وفكاك الأسير) بكسر الفاء، وهو ما يفتك به. وفكه وافتكه بمعنى أي: خلصه، ويجوز فتح الفاء أيضا. قال القزاز: الفتح أفصح. وفي (العباب): فك يفك فكا وفكوكا، وفك الرهن إذا خلصه، وفكاك الرهن وفكاكه ما يفتك به عن الكسائي. وفك الرقبة أي: أعتقها، وفككت الشيء أي خلصته،، وكل مشتبكين فصلتهما فقد فككتهما. قوله: (الأسير) فعيل بمعنى المأسور من أسره إذا شده بالإسار، وهو القد، بكسر القاف وبالمهملة، لأنهم كانوا يشدون الأسير بالقد، ويسمى كل أخيد أسيرا وإن لم يشد به.
بيان الإعراب: قوله: (هل) للاستفهام و: (كتاب) مرفوع بالابتداء وخبره قوله: (عندكم) مقدما. قوله: (لا) أي: لا كتاب عندنا إلا كتاب الله، بالرفع، وهو استثناء متصل لأن المفهوم من الكتاب كتاب أيضا، لأن المفاهيم توابع المناطيق. قوله: (أو فهم) بالرفع عطف على: كتاب الله. و: (أعطيه) بصيغة المجهول وفتح الياء أسند إلى قوله: (رجل). ولكنه هو المفعول الأول النائب عن الفاعل، والضمير المنصوب هو المفعول الثاني. قوله: (مسلم) صفة لرجل. قوله: (أو ما في هذه الصحيفة) عطف على قوله: (كتاب الله) وكلمة: ما، موصولة مبتدأ، وقوله: في هذه الصحيفة، خبره. قوله: (قلت: وما في هذه الصحيفة؟) أي: أي شيء في هذه الصحيفة؟ فكلمة: ما، استفهامية مبتدأ، و: في هذه الصحيفة، خبره. وفي بعض النسخ: فما في هذه الصحيفة، بالفاء، وكلاهما للعطف. قوله: (العقل) مرفوع لأنه مبتدأ حذف خبره أي: فيها العقل، والمضاف فيه محذوف أيضا، أي: حكم العقل أي: الدية، كما ذكرنا. قوله: