في أول الجهاد وليس في هذا ذكر الجزية وقبولها إذا بذلوها ولعله كان قبل نزول آية الجزية وفيه دليل على قبول الاسلام سواء كان في حال القتال أم في غيره وحسابه على الله تعالى معناه انا نكف عنه في الظاهر واما بينه بين الله تعالى فإن كان صادقا مؤمنا بقلبه نفعه ذلك في الآخرة ونجا من النار كما نفعه في الدنيا وإلا فلا ينفعه بل يكون منافقا من أهل النار وفيه انه يشترط في صحة الاسلام النطق بالشهادتين فإن كان أخرس أو في معناه كفته الإشارة اليهما والله أعلم قوله (فبات الناس يدوكون ليلتهم أيهم يعطاها) هكذا هو في معظم النسخ والروايات يدوكون بضم الدال المهملة وبالواو اي يخوضون ويتحدثون في ذلك وفي بعض النسخ يذكرون باسكان الذال المعجمة وبالراء قوله صلى الله عليه وسلم (فوالله لان يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من أن تكون لك حمر النعم) هي الإبل الحمر وهر أنفس أموال العرب يضربون بها المثل في نفاسة الشئ وانه ليس هناك أعظم منه وقد سبق بيان ان تشبيه أمور الآخرة باعراض الدنيا إنما هو للتقريب من الافهام والا فذرة من الآخرة الباقية خير من الأرض بأسرها وأمثالها معها لو تصورت وفي هذا
(١٧٨)