شرح مسلم - النووي - ج ١٥ - الصفحة ١٤
(لأن يمتلئ جوف أحدكم قيحا يريه خير من أن يمتلئ شعرا) وفي رواية بينا نحن نسير مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بالعرج إذ عرض شاعر ينشد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم خذوا الشيطان أو أمسكوا الشيطان لأن يمتلئ جوف رجل قيحا خير له من أن يمتلئ شعرا قال أهل اللغة والغريب يريه بفتح الياء وكسر الراء من الورى وهو داء يفسد الجوف ومعناه قيحا يأكل جوفه ويفسده قال أبو عبيد قال بعضهم المراد بهذا الشعر شعر هجى به النبي صلى الله عليه وسلم قال أبو عبيد والعلماء كافة هذا تفسير فاسد لأنه يقتضي أن المذموم من الهجاء أن يمتلئ منه دون قليله وقد أجمع المسلمون على أن الكلمة الواحدة من هجاء النبي صلى الله عليه وسلم موجبة للكفر قالوا بل الصواب أن المراد أن يكون الشعر غالبا عليه مستوليا عليه بحيث يشغله عن القرآن وغيره من العلوم الشرعية وذكر الله تعالى وهذا مذموم من أي شعر كان فأما إذا كان القرآن والحديث وغيرهما من العلوم الشرعية هو الغالب عليه فلا يضر حفظ اليسير من الشعر مع هذا لأن جوفه ليس ممتلئا شعرا والله أعلم واستدل بعض العلماء بهذا الحديث على كراهة الشعر مطلقا قليله وكثيره وإن كان لا فحش فيه وتعلق بقوله صلى الله عليه وسلم خذوا الشيطان وقال العلماء كافة هو مباح ما لم يكن فيه فحش ونحوه قالوا وهو كلام حسنه حسن وقبيحه قبيح وهذا هو الصواب فقد سمع النبي صلى الله عليه وسلم الشعر واستنشده وأمر به حسان في هجاء المشركين وأنشده أصحابه بحضرته في الأسفار وغيرها وأنشده الخلفاء وأئمة الصحابة وفضلاء السلف ولم ينكره أحد منهم على إطلاقه وإنما أنكروا المذموم منه وهو الفحش ونحوه وأما تسمية هذا الرجل الذي سمعه ينشد شيطانا فلعله كان كافرا أو كان الشعر هو الغالب عليه
(١٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كتاب الألفاظ من الأدب وغيرها 2
2 النهى عن سب الدهر 2
3 كراهة تسمية العنب كرما 4
4 حكم اطلاق لفظة العبد والأمة والمولى والسيد 5
5 استعمال المسك وكراهة رد الطيب 8
6 كتاب الشعر 11
7 تحريم اللعب بالنردشير 15
8 كتاب الرؤيا 16
9 كتاب الفضائل 26
10 باب فضل نسب النبي صلى الله عليه وسلم وتسليم الحجر عليه قبل النبوة 26
11 تفضيله صلى الله عليه وسلم على جميع الخلائق 27
12 معجزات النبي صلى الله عليه وسلم 38
13 باب توكله على الله تعالى وعصمة الله تعالى له من الناس 44
14 شفقته صلى الله عليه وسلم على أمته 48
15 ذكر كونه صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين 51
16 حوض نبينا صلى الله تعالى عليه وسلم وصفته 53
17 اكرامه صلى الله تعالى عليه وسلم بقتال الملائكة معه 66
18 شجاعته صلى الله عليه وسلم 67
19 جوده صلى الله عليه وسلم 68
20 حسن خلقه صلى الله عليه وسلم 69
21 سخاؤه صلى الله عليه وسلم 71
22 رحمته صلى الله عليه وسلم وتواضعه 74
23 كثرة حيائه صلى الله عليه وسلم 78
24 تبسمه صلى الله عليه وسلم وحسن عشرته 79
25 رحمته صلى الله عليه وسلم النساء والرفق بهن 80
26 قربه صلى الله عليه وسلم من الناس 82
27 مباعدته صلى الله عليه وسلم للآثام واختياره من المباح أسهله 83
28 طيب ريحه صلى الله عليه وسلم ولين مسه 85
29 طيب عرقه صلى الله عليه وسلم 86
30 صفة شعره صلى الله عليه وسلم وصفاته وحليته 90
31 شيبه صلى الله عليه وسلم 94
32 اثبات خاتم النبوة وصفته ومحله من جسده صلى الله عليه وسلم 97
33 قدر عمره صلى الله عليه وسلم 99
34 أسماؤه صلى الله عليه وسلم 104
35 علمه صلى الله تعالى عليه وسلم بالله وشدة خشيته 106
36 وجوب اتباعه صلى الله عليه وسلم 107
37 توقيره صلى الله عليه وسلم 110
38 وجوب امتثال ما قاله شرعا دون ما ذكره صلى الله عليه وسلم من معايش الدنيا على سبيل الرأي 116
39 فضل النظر إليه صلى الله عليه وسلم وتمنيه 118
40 فضائل عيسى عليه السلام 119
41 فضائل إبراهيم الخليل صلى الله عليه وسلم 121
42 فضائل موسى صلى الله عليه وسلم 126
43 فضائل يوسف صلى الله عليه وسلم 134
44 فضل زكريا صلى الله عليه وسلم 135
45 فضائل الخضر صلى الله عليه وسلم 135
46 كتاب فضائل الصحابة رضي الله تعالى عنهم 148
47 فضائل أبي بكر الصديق رضى الله تعالى عنه 149
48 فضائل عمر رضى الله تعالى عنه 158
49 فضائل عثمان بن عفان رضي الله تعالى عنه 168
50 فضائل علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه 173
51 فضائل سعد بن أبي وقاص رضي الله تعالى عنه 182
52 فضائل طلحة والزبير رضي الله عنهما 188
53 فضائل أبي عبيدة بن الجرام رضي الله تعالى عنه 191
54 فضائل الحسن والحسين رضي الله تعالى عنهما 192
55 فضائل زيد بن حارثة وابنه أسامة رضي الله عنهما 195
56 فضائل عبد الله بن جعفر رضي الله عنهما 196
57 فضائل خديجة رضي الله تعالى عنها 198
58 فضائل عائشة أم المؤمنين رضي الله تعالى عنها 202
59 حديث أم زرع 212